برشلونة يواصل ملاحقة ريال مدريد    من بينها 5 عربية.. ترامب يدعو قادة 6 دول إلى اجتماع بشأن الحرب على غزة    منظمة أمريكية: القصف "الإسرائيلي" على صنعاء هو ثاني أكبر مذبحة للصحافة في العالم    غزة.. في مواجهة صمت العالم وتواطؤ الكبار    السعودية تسرق لحن زامل يمني شهير "ما نبالي" في عيدها الوطني    قاضي: جريمة اغتيال المشهري خطط لها باتقان ونفذها أكثر من شخص    قاضي: جريمة اغتيال المشهري خطط لها باتقان ونفذها أكثر من شخص    برشلونة يحقق فوزا هاما امام خيتافي في الليغا    أحتدام شراسة المنافسة في نهائي "بيسان " بين "ابناء المدينة"و"شباب اريافها".. !    إصابة مواطن ومهاجر أفريقي بنيران العدو السعودي في صعدة    منتخب الناشئين يخسر أمام قطر في مستهل كأس الخليج    ثلاث دول تعترف بدولة فلسطين والبرتغال تلحق بالركب    من التضحيات إلى بناء الدولة.. وثيقة بن بريك نداء اللحظة التاريخية    هيئة التعليم والشباب والرياضة تشيد بتنظيم البطولة الوطنية لكرة السلة وتتفقد أعمال الصيانة في الصالة الرياضية المغلقة بالمكلا    بينهم أكاديميون ومعلمون وحفّاظ.. مليشيا الحوثي ترهب أبناء إب بحملات اختطاف    اليوم الرابع من الغضب.. «إعصار المشهري» يعصف بإخوان تعز    الرئيس المشاط يعزي في وفاة اللواء عبدالرحمن حسان    قيادي انتقالي: المركزي يقود عصابة الصرافين لسرقة المنحة السعودية    محمد الحوثي: الشعب سيمضي مع القيادة حتى الحرية والاستقلال الكاملين    إيطاليا تستبعد الكيان الصهيوني من "معرض السياحة الدولي"    وقفة نسائية في المحويت بذكرى ثورة 21 سبتمبر    وزارة الإعلام تطلق مسابقة "أجمل صورة للعلم الوطني" للموسم الثاني    قراءة في كتاب دليل السراة في الفن والأدب اليمني لمصطفى راجح    المنحة السعودية المزمع وصولها في مهب افلام المعبقي    الأمم المتحدة:الوضع الإنساني المتدهور في اليمن ينذر بكارثة إنسانية    الأرصاد يخفض التحذير إلى تنبيه ويتوقع هطولاً مطرياً على أجزاء من المرتفعات والسواحل    الوفد الحكومي برئاسة لملس يختتم زيارته إلى مدينة شنغهاي بالصين    الإصلاح ينعى الشيخ عبد الملك الحدابي ويشيد بسيرته وعطائه    فخ المنحة السعودية:    المركز الأمريكي لمكافحة الإرهاب يحذر من تنامي خطر "القاعدة" في اليمن    التعايش الإنساني.. خيار البقاء    عبد الملك في رحاب الملك    إصلاح حضرموت ينظم مهرجاناً خطابياً وفنياً حاشداً بذكرى التأسيس وأعياد الثورة    بطولة إسبانيا: ريال مدريد يواصل صدارته بانتصار على إسبانيول    مانشستر يونايتد يتنفس الصعداء بانتصار شاق على تشيلسي    الدكتور عبدالله العليمي يشيد بالجهد الدولي الداعم لتعزيز الأمن البحري في بلادنا    السعودية تعلن تقديم دعم مالي للحكومة اليمنية ب مليار و380 مليون ريال سعودي    شباب المعافر يُسقط اتحاد إب ويبلغ نهائي بطولة بيسان    لقاء أمريكي قطري وسط أنباء عن مقترح أميركي حول غزة    مستشفى الثورة في الحديدة يدشن مخيماً طبياً مجانياً للأطفال    تعز بين الدم والقمامة.. غضب شعبي يتصاعد ضد "العليمي"    انتقالي العاصمة عدن ينظم ورشة عمل عن مهارات الخدمة الاجتماعية والصحية بالمدارس    صنعاء.. البنك المركزي يعيد التعامل مع شبكة تحويل أموال وكيانين مصرفيين    على خلفية إضراب عمّال النظافة وهطول الأمطار.. شوارع تعز تتحول إلى مستنقعات ومخاوف من تفشّي الأوبئة    على خلفية إضراب عمّال النظافة وهطول الأمطار.. شوارع تعز تتحول إلى مستنقعات ومخاوف من تفشّي الأوبئة    الشيخ عبدالملك داوود.. سيرة حب ومسيرة عطاء    بمشاركة 46 دار للنشر ومكتبة.. انطلاق فعاليات معرض شبوة للكتاب 2025    وفاة 4 من أسرة واحدة في حادث مروع بالجوف    إب.. وفاة طفلين وإصابة 8 آخرين اختناقا جراء استنشاقهم أول أكسيد الكربون    المركز الثقافي بالقاهرة يشهد توقيع التعايش الإنساني ..الواقع والمأمون    الكوليرا تفتك ب2500 شخصًا في السودان    موت يا حمار    العرب أمة بلا روح العروبة: صناعة الحاكم الغريب    خواطر سرية..( الحبر الأحمر )    اكتشاف نقطة ضعف جديدة في الخلايا السرطانية    في محراب النفس المترعة..    بدء أعمال المؤتمر الدولي الثالث للرسول الأعظم في صنعاء    العليمي وشرعية الأعمى في بيت من لحم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جماعة سياسية تقترح خيارا ثالثًا لحل أزمة اليمن .. من هي وما رؤيتها للحل وماذا يؤخذ عليها؟
نشر في مأرب برس يوم 15 - 02 - 2016

كشف الدكتور خالد الدخيل -وهو أكاديمي كاتب سعودي- عن خيار ثالث لحل الإزمة اليمنية تتبناه جماعة سياسية اطلق عليها جماعة الخيار الثالث.
وفي مقالا مطولا له اورد الكاتب ماهية هذه الجماعة ومن يقف ورائها ورؤيتها للحل وابرز ملاحظته عليها.
وذكر الكاتب الدخيل بعض الأسماء التي تتبنى هذا التوجه في ظل انسداد افق الحل السياسي بين المتمردين من جهة والشرعية اليمنية من جهة.
ومن الاسماء يتضح أن جميعها كانت تدين بالولاء لصالح وبعضها من اهم رجالاته غير انها اختفت خلال الفترة الماضية.
مراقبون تحدثوا لمأرب برس تعليقًا على ما أورده الدكتور الدخيل في مقاله بالقول أن ما تتبناه جماعة الخيار الثالث لا يعدو كونه مخرج طوارئ للحوثيين وصالح بعد تضيق الخناق عليهم وتقدم قوات الشرعية باتجاه العاصمة.
مأرب برس ينشر المقال كاملا
ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻭ « ﺍﻟﺨﻴﺎﺭ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ»
خالد الدخيل
ﻧﺠﺤﺖ « ﻋﺎﺻﻔﺔ ﺍﻟﺤﺰﻡ » ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻫﺪﺍﻑ: ﺍﺳﺘﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺑﺪﻋﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻭﻗﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ، ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓَ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﻳﺪ ﺗﻤﺮﺩ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻋﻠﻲ ﺻﺎﻟﺢ .
ﺍﺳﺘﻌﺎﺩﺓ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺳﻴﻄﺮﺓ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ، ﻣﺎ ﻣﻜّﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻴﻤﻦ .
ﺛﺎﻟﺜﺎً ﻭﺿﻊ ﺣﺪ ﻹﻣﻜﺎﻥ ﺗﻤﺪﺩ ﺍﻟﻨﻔﻮﺫ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻲ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﻴﻠﻴﺸﻴﺎ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﻛﺬﺭﺍﻉ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ . ﻛﺎﻧﺖ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﺗﺄﻣﻞ ﺑﺘﻜﺮﺍﺭ ﺗﺠﺮﺑﺔ « ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻠﻪ » ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺴﻌﻮﺩﻳﺔ .
ﺑﺪﻻً ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻛﺸﻔﺖ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﻴﻠﻴﺸﻴﺎ ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ ﻭﺗﺤﺎﻟﻔﺎﺗﻬﺎ ﻭﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ﺍﻟﻘﻤﻌﻴﺔ، ﻣﺎ ﺃﻓﻘﺪﻫﺎ ﺍﻟﺘﻌﺎﻃﻒ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﺻﻨﻌﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﺘﺮﺏ ﻣﻨﻬﺎ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺗﺤﺖ ﻏﻄﺎﺀ ﻃﻴﺮﺍﻥ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ .
ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎً ﻳﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ، ﻭﻣﻌﻬﺎ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ، ﺗﺨﺴﺮ ﺍﻟﺮﻫﺎﻥ ﻭﺇﻥ ﺑﺸﻜﻞ ﺑﻄﻲﺀ ﻭﻣﺘﺪﺭﺝ .
ﻫﻨﺎ ﻳﺒﺮﺯ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ: ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺇﺫﺍً ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻓﻜﺮﺓ ﺧﻴﺎﺭ ﺛﺎﻟﺚ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ؟ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻃﺮﺣﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ، ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﻭﺍﻟﺴﻔﻴﺮ ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ، ﺻﻴﻒ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺻﻞ ﺑﻨﺎ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﺒﻨﺎﻫﺎ ﻋﻦ ﻗﻨﺎﻋﺔ ﺗﺎﻣﺔ .
ﺇﺟﺎﺑﺔ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺑﺎﺕ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺨﺮﺝ ﺍﻷﻓﻀﻞ ﺍﻟﻤﺘﺎﺡ ﺍﻵﻥ ﻟﻤﺎ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺃﻧﻪ ﻣﺄﺯﻕ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ .
ﻭﻳﻌﻨﻲ ﺑﺬﻟﻚ ﺃﻥ ﻃﺮﻓﻲ ﺍﻟﻨﺰﺍﻉ، ﺃﻱ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺑﻘﻴﺎﺩﺍﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ، ﻭﺟﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ ﻭﻋﻠﻲ ﺻﺎﻟﺢ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ، ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺩﺭﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺣﻞ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻧﻈﺮﺍً ﻟﻤﺎ ﺗﺮﺍﻛﻢ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺪﺍﺀ ﻭﺍﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻟﺔ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺎﻃﻲ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ .
ﻳﻀﻴﻒ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ﻋﻦ ﺣﻖ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺳﺘﺘﻮﻗﻒ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﻄﺎﻑ .
ﻭﻣﻦ ﺍﻷﻓﻀﻞ ﺍﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺑﺒﻠﻮﺭﺓ ﺣﻞ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﺑﺪﻻً ﻣﻦ ﺍﻻﻧﺘﻈﺎﺭ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺗﻮﻗﻒ ﺍﻟﺤﺮﺏ .
ﻻ ﻳﺠﺎﺩﻝ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ، ﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ، ﻫﻮ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻷﺿﻌﻒ .
ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺨﺸﻰ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﻐﺮﻱ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻵﺧﺮ ﺑﺎﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺨﻴﺎﺭ ﺍﻟﺤﺴﻢ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻟﻮﺿﻊ ﺣﺪ ﻟﻠﺼﺮﺍﻉ، ﻭﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺤﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻄﻠﻊ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ .
ﻫﻮ ﻳﺨﺸﻰ ﺫﻟﻚ ﻷﻧﻪ ﻳﺮﻯ ﺃﻥ ﻗﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻟﻦ ﺗﻜﻮﻥ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻧﻈﺮﺍً ﻟﻄﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ﻭﺍﻧﺨﺮﺍﻃﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ،
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺑﻌﺪ ﺗﻮﻗﻒ ﺍﻟﺤﺮﺏ .
ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺃﻥ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻟﻪ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﻻ ﻳﻤﺜﻞ ﺭﺃﻳﻪ ﻫﻮ ﻭﺣﺴﺐ، ﺑﻞ ﺭﺃﻱ ﻭﻗﻨﺎﻋﺔ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ، ﺍﺧﺘﺎﺭﺕ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺙ ﺑﺎﺳﻤﻬﺎ .
ﻭﻫﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺸﻜﻠﺖ ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻣﻦ ﺍﻷﺿﻮﺍﺀ، ﻣﻦ ﻗﻴﺎﺩﺍﺕ ﻧﺄﺕ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻭﺍﻋﺘﺰﻟﺘﻪ .
ﻣﻦﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻀﻤﻬﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻠﻮﺍﺀ ﺣﺴﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﻮﺭﻱ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻷﺭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻷﺳﺒﻖ،
ﻭﺃﺣﻤﺪ ﺻﻮﻓﺎﻥ ﻧﺎﺋﺐ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ، ﻭﺃﺣﻤﺪ ﻟﻘﻤﺎﻥ ﻭﺯﻳﺮ ﺳﺎﺑﻖ ﻟﻠﺸﺆﻭﻥ
ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﻭﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﻜﺤﻼﻧﻲ ﻭﺯﻳﺮ ﺳﺎﺑﻖ ﻣﻦ ﻃﺒﻘﺔ ﺍﻟﻬﺎﺷﻤﻴﻴﻦ، ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻘﻴﺾ ﻣﻦ
ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ . ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ، ﻭﻫﻮ ﻫﺎﺷﻤﻲ ﻭﻣﻌﺎﺭﺽ ﻟﻠﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﺃﻳﻀﺎً . ﻧﺒﻴﻞ
ﺻﺎﺩﻕ ﺑﺎﺷﺎ ﻋﻀﻮ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﻨﻮﺍﺏ ﻣﻦ ﺇﺏ . ﺃﺣﻤﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻣﻦ ﺷﺨﺼﻴﺎﺕ ﺗﻌﺰ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﺔ،
ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ .
ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﺳﻢ « ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ » . ﻭﻫﻲ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻳﻘﻮﻝ
ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ﺇﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻌﻠﻦ ﺗﺄﻳﻴﺪﻫﺎ ﻟﻌﺎﺻﻔﺔ ﺍﻟﺤﺰﻡ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻌﺎﺭﺿﻬﺎ ﺃﻳﻀﺎً .
ﻭﻷﻧﻬﺎ، ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺫﻟﻚ، ﺗﻤﺜﻞ ﻛﻞ ﺃﻃﻴﺎﻑ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻓﻲ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻗﻮﻻً
ﻭﻓﻌﻼً، ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺗﺮﻯ ﺃﻧﻬﺎ ﺍﻷﻗﺪﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ ﻣﻦ ﺯﺍﻭﻳﺔ ﺃﻭﺳﻊ ﻭﺃﺷﻤﻞ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﻈﺮ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻃﺮﻓﺎ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﻤﺤﺘﺪﻡ ﺣﺎﻟﻴﺎً .
ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺨﻂ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟ « ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ » ﻻ ﻳﺘﻔﻖ ﻣﻊ ﺧﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﻭﺗﺼﺮﻓﺎﺗﻬﻢ، ﻭﻳﻌﺘﺒﺮ
ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺟﺰﺀﺍً ﻻ ﻳﺘﺠﺰﺃ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺸﻘﻴﻖ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ، ﻣﺎ ﻳﺤﺘﻢ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﻣﺴﺘﻘﺮﺓ ﻭﺁﻣﻨﺔ ﻣﻌﻬﺎ . ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺫﺍﺗﻪ، ﺗﺘﻤﺴﻚ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺑﺤﻖ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﻛﻤﻜﻮﻥ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻣﻦ ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻓﻲ ﺃﻱ ﺣﻞ ﺳﺘﺘﻤﺨﺾ ﻋﻨﻪ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﺤﺮﺏ .
ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻷﻗﺪﺭ، ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺃﻋﻀﺎﺅﻫﺎ، ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻛﻞ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ .
ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻨﺸﺪﻩ « ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ » ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺪ؟ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺻﻠﻨﻲ «ﻟﻘﺪ ﻭﺟﺪﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺃﻥ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻬﺎ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺩﻳﻨﻴﺔ ﻭﻭﻃﻨﻴﺔ ﻭﺃﺧﻼﻗﻴﺔ ﻟﺒﺬﻝ ﻣﺎ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﻹﻳﺠﺎﺩ ﻭﻓﺎﻕ ﻭﻃﻨﻲ ﻭﺇﻗﻠﻴﻤﻲ ﺣﻮﻝ ﺃﻫﺪﺍﻓﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻤﻮ ﻓﻮﻕ ﻛﻞ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺣﺰﺑﻲ ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﻃﺎﺋﻔﻲ ﻭﺳﻴﺎﺳﻲ » .
ﻭﻟﺬﻟﻚ، ﻓﺈﻥ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺃﻫﻢ ﻣﺎ ﺗﻨﺸﺪﻩ ﺃﻭﻻً «ﺑﺬﻝ ﻛﻞ ﻣﺴﻌﻰ ﻟﻮﻗﻒ ﺍﻟﺤﺮﺏ ... » .
ﺛﺎﻧﻴﺎً «ﻋﻮﺩﺓ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻛﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﺍﻟﻬﺎﺩﻑ ﺇﻟﻰ ﺗﻄﺒﻴﻊ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺇﻧﻬﺎﺀ ﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﻭﻓﻖ ﻣﺮﺟﻌﻴﺎﺕ ﻳﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻭﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﻬﺎ ﺃﻣﻦ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻭﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭﻩ ﻭﺃﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻭﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭﻫﺎ ﺧﺼﻮﺻﺎً ﻭﺃﻣﻦ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﻋﻤﻮﻣﺎً » .
ﺛﺎﻟﺜﺎً ﺍﻟﺴﻌﻲ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﺼﺎﻟﺤﺔ ﻭﻃﻨﻴﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻹﻧﻬﺎﺀ ﺍﻟﺤﺮﺏ ... ﻭﺭﻓﻊ ﺍﻟﺤﺼﺎﺭ ﺍﻟﺒﺮﻱ ﻭﺍﻟﺒﺤﺮﻱ ﻭﺍﻟﺠﻮﻱ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﻭﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ﻛﺎﻓﺔ، ﻭﺗﺴﻬﻴﻞ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻹﻏﺎﺛﻴﺔ ﻭﺳﺤﺐ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﻣﻊ ﺗﺒﻨﻲ ﺇﺻﺪﺍﺭ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﻋﻔﻮ ﻋﺎﻡ ﻳﺸﻤﻞ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ، ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﻣﻊ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ﻭﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ، ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﺍﻟﺸﻘﻴﻘﺔ ﺑﻤﻨﺘﻬﻰ ﺍﻟﺤﻴﺪﺓ ﻭﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ » .
ﺭﺍﺑﻌﺎً «ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺍﺗﺼﺎﻻﺕ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻛﺎﻓﺔ ... » ،
ﺧﺎﻣﺴﺎً ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺑﺎﻷﺯﻣﺔ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﻗﻒ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺩﺍﺋﻤﺔ ﻭﺩﻋﻢ ﺟﻬﻮﺩ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ﻣﻊ ﻭﺿﻊ ﺃﺳﺲ ﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻣﺘﻜﺎﻓﺌﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻭﺩﻭﻝ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻭﺗﻌﺰﻳﺰ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﻭﺿﻤﺎﻥ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺠﻮﺍﺭ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻭﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ » .
ﺳﺎﺩﺳﺎً « ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻭﻃﻨﻴﺔ ﻣﻌﺎﻟﺠﺘﻬﺎ ﺗﺘﻢ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺣﻮﺍﺭ ﻭﺗﻮﺍﻓﻘﺎﺕ ﺗﻌﻴﺪ ﺗﺮﺗﻴﺐ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺆﺳﺴﻴﺔ ﻭﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ... ﺇﻟﺦ » .
ﺃﻭﻝ ﻣﻼﺣﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻫﻲ ﺃﻧﻬﺎ ﺑﺼﻴﻐﺘﻬﺎ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﻻ ﺗﻌﺪﻭ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﻋﺎﻣﺔ ﺗﻤﺜﻞ ﺃﺳﺎﺳﺎً ﻟﻠﺤﻞ ﺍﻟﻤﻨﺸﻮﺩ، ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﺤﻞ ﺫﺍﺗﻪ .
ﻭﺍﻷﻫﻢ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﻟﻢ ﺗﺘﻄﺮﻕ ﺇﻟﻰ ﺧﻄﻮﺭﺓﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﻤﻴﻠﻴﺸﻴﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﻛﻤﺎ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ، ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ .
ﻭﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺇﻥ ﺍﻟﻤﻴﻠﻴﺸﻴﺎ، ﻛﻤﺎ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﻭﺇﻥْ ﻷﺳﺒﺎﺏ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻫﻲ ﻧﻘﻴﺾ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﺴﺎﻫﻞ ﻣﻊ ﻭﺟﻮﺩﻫﺎ ﻳﻨﺴﻒ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺴﻌﻰ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ .
ﻭﺗﺘﻀﺎﻋﻒ ﺧﻄﻮﺭﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻣﻦ ﺗﻔﺸﻲ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﻤﻴﻠﻴﺸﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ، ﻭﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻊ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻣﻌﻬﺎ، ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺣﺎﺻﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﻟﻴﺒﻴﺎ . ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ، ﻓﺈﻥ ﺗﺠﺎﻫﻞ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﻤﻴﻠﻴﺸﻴﺎ ﻓﻲ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻗﺪ ﻳﺆﺳﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﻯ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺗﻄﺒﻴﻊ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ، ﻭﻫﻮ ﺃﻣﺮ ﻟﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻘﺒﻮﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ، ﺃﻭ ﻣﻦ ﻣﺼﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻵﺧﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﻗﺒﺎﻟﺔ ﺍﻟﻴﻤﻦ، ﻭﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﻤﻴﻠﻴﺸﻴﺎ ﻓﻲ ﺳﻴﻨﺎﺀ . ﻳﻀﺎﻑ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ، ﺃﻥ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺗﺸﻴﺮ ﺑﺼﻴﻐﺔ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺑﻨﻮﺩﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺩﻭﺭ ﻟﺪﻭﻝ ﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ، ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﻝ .
ﺇﻳﺮﺍﻥ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ، ﻭﻗﺪ ﺗﺪﺧﻠﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﺪﻋﻰ ﺍﻧﻄﻼﻕ ﻋﺎﺻﻔﺔ ﺍﻟﺤﺰﻡ ﻟﻮﺿﻊ ﺣﺪ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ .
ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﺈﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﻔﺘﻮﺣﺔ ﻓﻲ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺳﻴﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻳﺎﺽ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻌﻴﺪ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻣﺠﺪﺩﺍً ﻟﺪﻭﺭ ﺇﻳﺮﺍﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺣﻠﻔﺎﺋﻬﻢ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ .
ﺇﻥ ﻛﻮﻥ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺑﻠﺪ ﻋﺮﺑﻲ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻭﻣﺼﺮ، ﻫﻲ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﺩﻭﻥ ﻏﻴﺮﻫﺎ، ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﻴﻦ، ﺑﺈﻳﺠﺎﺩ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻞ .
ﺍﻟﻤﻼﺣﻈﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﻤﺮﺟﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﻴﻦ ﻋﻦ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ، ﻭﺑﺨﺎﺻﺔ ﻣﺨﺮﺟﺎﺕ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ، ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﺨﻠﻴﺠﻴﺔ، ﻭﺍﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﻭﺍﻟﺸﺮﺍﻛﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﺮﺿﻪ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻮﻥ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ، ﻭﺃﺧﻴﺮﺍً ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻷﻣﻤﻲ .2216 ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻫﻨﺎ: ﻫﻞ ﻳﻘﺒﻞ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻮﻥ ﺑﺎﻟﺤﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻄﻠﻊ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﻨﻜﺮﻭﺍ ﻟﻜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺟﻌﻴﺎﺕ، ﺧﺎﺻﺔ ﺍﺗﻔﺎﻕ « ﺍﻟﺴﻠﻢ ﻭﺍﻟﺸﺮﺍﻛﺔ » ﺍﻟﺬﻱ ﻓﺮﺿﻮﻩ ﻭﻗﺒﻠﺖ ﺑﻪ ﺍﻟﺮﻳﺎﺽ ﻭﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﺨﻠﻴﺠﻲ؟ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ، ﻭﻫﻮ ﺍﻷﺿﻌﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻭﻳﺨﺴﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﻮﺍﺻﻞ، ﻻ ﻳﺸﺠﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺑﻪ ﺑﺤﻜﻢ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ، ﺑﻞ ﺇﻥ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺘﻤﻲ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺇﺩﺧﺎﻟﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﺎﻟﺴﻤﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻭﺑﺤﻜﻢ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﺗﺤﺪﻳﺪﺍً ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﺳﻮﺭﻳﺔ . ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻳﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩﺍ ﻟﻘﺒﻮﻝ ﻣﺒﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ .
ﻭﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺎ ﻳﻤﻨﻊ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﺩ ﺧﻴﺎﺭ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﺑﺎﻟﺘﻮﺍﺯﻱ ﻣﻊ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ . ﻟﻜﻦ ﺍﻷﻣﻞ ﺑﻨﺠﺎﺡ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﺃﻭﻻً ﻋﻠﻰ ﻗﺒﻮﻝ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺃﻱ ﺗﻤﻴﻴﺰ، ﻭﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻦ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻟﻤﻴﻠﻴﺸﻴﺎ، ﻭﺑﺎﺳﺘﺒﻌﺎﺩ ﺃﻱ ﺩﻭﺭ ﻹﻳﺮﺍﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻞ ﺍﻟﻤﻨﺸﻮﺩ، ﺗﻤﺴﻜﺎً ﺑﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻭﺑﻌﺮﻭﺑﺘﻪ ﻭﻫﻮﻳﺘﻪ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺎﻫﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﻷﻭﻝ .
للاشتراك في قناة مأرب برس على التلجرام. إضغط على اشتراك بعد فتح الرابط
https://telegram.me/marebpress1


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.