تخبط واضح يعيشه الانقلابيين لا سميا في طريقة تعاطيهم مع المقترحات والحلول الرامية لصنع سلام في اليمن. من خلال ما رصده مأرب برس من تصريحات لقيادات انقلابية يظهر جليًا تناقض عجيب وغريب في المواقف. ففي حين رحب ما يعرف بالمجلس السياسي للإنقلابيين بخطة كيري قال ناطق الحوثيين انهم لم يتسلموا رسميًا أي خطة سلام امريكية. وقال ، في تصريحات لبي بي سي، أن الحركة لم تتسلم رسمياً أي خطة سلام أمريكي أو مقترح بوقف شامل لإطلاق النار في اليمن. وأضاف عبد السلام أن ما جرى عرضه على وفدي الحركة وحزب المؤتمر الشعبي العام خلال لقاء في مسقط في الثامن والتاسع من سبتمبر/ أيلول الجاري مع مساعد وزير الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية توماس شانون بحضور وسيط عماني كان "مجرد أفكار لا تختلف في جوهرها عن الأفكار التي طرحت في الكويت لكن ظاهرها وشكلها مختلفان، أي بمعنى تغيير عنوان الافكار ومن يعرضها، أما افكار جوهرية وجديدة فلم يتضح شيء حتى الآن، ولم يتم تسليم أي افكار مكتوبة أو أوراق للنقاش منذ انتهاء مشاورات الكويت". وكان كيري قد كشف عن مبادرة في اجتماع عقده الشهر الماضي في جدة مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، وقال خلاله إن هناك اتفاقا على اعتماد توجه جديد في مفاوضات السلام بين الحكومة المعترف بها دوليا والحوثيين. وانهارت محادثات السلام المدعومة من الأممالمتحدة الشهر الماضي. وبدأت الأزمة في اليمن في سبتمبر / أيلول 2014 عندما استولى الحوثيون على العاصمة اليمنيةصنعاء. وتدخل تحالف بزعامة السعودية لدعم الرئيس اليمني المعترف به دوليا عبد ربه منصور هادي. وعلق عبد السلام على ما قاله مسؤولون أمريكيون من أن المقترح الذي تحدثت عنه وسائل إعلام دولية "امتداد لجهود وزير الخارجية جون كيري" التي بدأها في جدة بغية استئناف محادثات السلام بهدف تشكيل حكومة وحدة وطنية بأن "خطة كيري هي مجرد قالب شكلي للأفكار التي طرحتها الأممالمتحدة في الكويت وأنه لن يتم حسم أي نقاش في أي رؤية إلا بعد استلامها بصفة رسمية من قبل الأممالمتحدة". وأضاف "ما سمعناه من أفكار تتعارض مع إحاطة ولد الشيخ الأخيرة لمجلس الأمن وتختلف عما سمعناه عبر الأخوة العمانيين نقلا عن الامريكيين ولهذا فإن أي نقاش لن يكون إلا بعد الاطلاع على أفكار مكتوبة وواضحة من قبل الأممالمتحدة". وبخصوص تقييمه للمساعي الأمريكية، قال عبد السلام "نعتبر الولاياتالمتحدةالامريكية جزءاً رئيسياً من الحرب علينا وليست وسيطاً ولا يمكن لها ذلك وبعد معرفة دقيقة بنشاط المشاورات غير المعلن تظل أمريكا هي من تدير صغائر الامور وكبائرها وتتدخل في تفاصيل دقيقة حتى على مستوى البروتوكولات والخدمات اللوجستية وتسعى أمريكا إلى تحسين صورتها بأنها صاحبة أفكار السلام بتبني أفكار الاممالمتحدة وهي في الواقع من تقتل الشعب اليمني وتحاصره وهي من تدير وتحدد نشاط الاممالمتحدة". وأضاف عبدالسلام قائلاً "أي نقاش دولي لأي جهة مهما كانت للتدخل في الشئون اليمنية لن يكون مقبولاً ومن يصنع الافكار للحل هم اليمنيون وليست أمريكا أو السعودية أو الإمارات ولا نمانع من أي إسهام بناء في الحلول عبر مسار الأممالمتحدة وبما يخدم المصالح العليا ودون تدخل من الاطراف التي تقتل الشعب اليمني وتحاصره، أي أن انتهاك السيادة اليمنية والقرار السيادي اليمني ليس عسكرياً فقط بل وسياسيا واقتصاديا وإنسانيا كما هو الحاصل اليوم عبر الحصار الاقتصادي الخانق ومنع المواطنين اليمنيين من السفر والتدخل السافر في رسم ملامح المستقبل اليمني" . وبشأن عودة وفد الحركة والمؤتمر الشعبي العام إلى صنعاء، قال عبد السلام " في الفترة الأخيرة وبحضور الاشقاء العمانيين وبعد أن طلبنا فك الحصار على الأجواء اليمنية تجاه الطيران المدني، وعدوا بإصلاح ذلك لنفاجأ وبعد انتهاء اللقاء مع العمانيين بثلاث ساعات أنهم أضافوا شرطاً آخر لإحكام الحصار، يتمثل في إرسال هوية وأسماء المسافرين اليهم قبل أي رحلة". وأضاف " كان من المفترض أن يغادر الوفدان إلى صنعاء على متن طائرة تابعة للأمم المتحدة صباح الجمعة إلا أن الطائرة لم تُمنح أي ترخيص بالسفر لكن الوعد لا يزال قائماً". وكانت وسائل إعلام مقربة من حزب المؤتمر ذكرت أن طيران التحالف هدد باستهداف الطائرة التي ستقل وفد الحوثيين والمؤتمر إذا غادرت مسقط دون استيفاء تلك الشروط. اما مجلسهم السياسي فقد أعلن رسميا ترحيبه بمضمون البيان الصحافي الصادر عن رئاسة مجلس الأمن الدولي في التاسع من أيلول/سبتمبر الحالي حيال تطورات الأوضاع في اليمن. وقال المجلس في بيان رسمي نشرته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) التي يسيطر عليها الحوثيون في العاصمة صنعاء «إن المجلس السياسي الأعلى يعبر عن ترحيبه واستعداده وموافقته على التفاعل البناء والايجابي مع الأممالمتحدة حول ما تضمنه بيان رئاسة مجلس الأمن». وأضاف بيان المجلس السياسي الأعلى للانقلابيين «مادام أن هناك استمرارية للعدوان والحصار وتعنّتا من الأطراف الأخرى فإن خطوات المجلس السياسي الأعلى تأتي في إطار ترتيب الوضع الداخلي للبلد لمواجهة العدوان والحصار مع بقاء باب الحوار مفتوحا حال وجدت أي نوايا جادة من الأطراف الأخرى». وأكد «أنه وبعد وقف إطلاق النار الشامل والدائم والكامل بما في ذلك وقف الطلعات الجوية ورفع الحصار المفروض على بلادنا فإنه على استعداد لمناقشة تفاصيل مبادرة كيري في الوقت والمكان الذي يتم الاتفاق عليهما». وطالب المجلس بضرورة قيام الأممالمتحدة بتأمين عودة الوفد الوطني من مسقط إلى صنعاء للتشاور حول التعامل مع بيان مجلس الأمن وتفاصيل مبادرة كيري. مشددا على ضرورة قيام الأممالمتحدة بإلغاء الحظر الجوي على رحلات الطيران المدني لتخفيف معاناة آلاف المواطنين اليمنيين العالقين في مطارات العالم وكذلك الجرحى والمرضى الذين تستدعي حالاتهم السفر للخارج لتلقي العلاج. وذكرت مصادر ملاحية ل(القدس العربي) أن قوات التحالف كانت سمحت بعودة وفد الانقلابيين المفاوض من سلطنة عمان جوا عبر مطار صنعاء، غير أن الرحلة ألغيت قبل ساعات من موعدها، والتي كان مقررا وصولها يوم أمس الجمعة. وقالت مصادر محلية في العاصمة اليمنيةصنعاء أن الغارات الجوية لقوات التحالف العربي تضاعفت خلال اليومين الماضيين على مناطق عديدة في العاصمة صنعاء وفي مقدمتها قاعدة الديلمي الجوية المحاذية لمطار صنعاء الدولي، والتي ربطها البعض بمحاولة عرقلة عودة الوفد المفاوض للانقلابيين. وعلمت (القدس العربي) من مصدر دبلوماسي أن واشنطن وبرلين تبذلان جهودا كبيرة لاقناع الحكومة اليمنية والانقلابيين لاستئناف المفاوضات بشأن وقف الحرب وإحلال السلام في اليمن، حيث قام السفير الألماني لدى اليمن إندرياس كيندل الأسبوع الماضي بزيارة وفد الانقلابيين في سلطنة عمان قبيل زيارة وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي إلى ألمانيا. وأوضح حينها في تغريدة عبر صفحته الرسمية في موقع تويتر أنه قضى يومين في سلطنة عمان أجرى خلالها مباحثات مكثفة مع رئيس وفد جماعة الحوثي محمد عبدالسلام ورئيس وفد حزب المؤتمر الشعبي (جناح صالح) عارف الزوكا. في غضون ذلك تجري الإدارة الأمريكية اتصالات مكثفة مع القيادة الشرعية لليمن برئاسة عبدربه منصور هادي ومع الانقلابيين (الحوثيون/صالح) في محاولة منها للإسراع في عملية استئناف المباحثات قبل انتهاء الفترة الرئاسية لإدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما. الى ذلك ذكر عضو في فريق الانقلابيين المفاوض، انهم التقوا مساعد وزير الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية توماس شانون في سلطنة عمان، وتسلموا خلال اللقاء مقترحا بوقف شامل لإطلاق النار في اليمن، دون أن يوضح التفاصيل. وأشار إلى أن عودة فريق المفاوضين إلى صنعاء التي كانت مقررا أمس الجمعة لطرح الخطة التي قدمها المسئول الأمريكي عليهم في سلطنة عمان لوقف الحرب، على قيادتهم العليا في العاصمة صنعاء واتخاذ الموقف النهائي بشأنها. وكان رويترز نقلت عن عضو في فريق التفاوض التابع لميليشيات الحوثي قوله، إن مسؤولاً أميركياً قدّم، خلال اجتماع في سلطنة عُمان، اقتراحاً بوقف شامل لإطلاق النار في اليمن. للاشتراك في قناة مأرب برس على التلجرام. إضغط على اشتراك بعد فتح الرابط