تجددت المواجهات المسلحة مساء الليلة الثلاثاء بين الجيش والحوثيين في محافظة صعدة في اكثر من جبهة بعد ساعات من تهدئة حذرة وأنباء عن هدنة مؤقتة. وكشف مصدر أمني ل" مأرب برس " ان الاشتباكات اندلعت بعد رفض ما يزيد عن 10حوثيين الخروج من جامع الهادي وعدد من المنازل المجاورة له بعد ان لجئوا لها يوم امس على خلفية المواجهة المسلحة التي وقعت داخل مدينة صعدة. وأضاف المصدر ان الحوثيين المحاصرين داخل الجامع ومحيطه من قبل قوات امنية رفضوا الخروج برغم تدخل محافظ المحافظة حسن مناع والذي ضمن لهم الخروج بسلام، وكانت خلية نائمة من الحوثيين قد هاجمت طقم عسكري من الامن المركزي داخل المدينة قتلت احد أفراده واصابة 2 آخرين قبل ان تتحصن في جامع الهادي ومنازل مجاورة له. فيما قال مصدر قبلي ان محافظ صعدة السابق علي بن علي القيسي يعكف حالياً على تجهيز جيش شعبي لتطهير منطقة الملاحيظ من الحوثيين. وكانت انباء تحدثت اليوم عن التوصل الى هدنة مؤقتة الى نهاية رمضان، فيما استغرب احد المحللين السياسيين الذي رفض ذكر اسمه من دعوة مجلس التضامن الوطني الذي يرأسه الشيخ حسين بن عبد الله الاحمر لمواصلة الدولة الحرب ضد الحوثيين حتى استئصالهم. وقال المحلل ل"مأرب برس" انه من الغريب سماع مثل هذه الدعوات من مجلس لم يجد له في ارض الواقع أي نشاط سوى على جبهات القتال او لإيجاد حل للأزمة القائمة التي يعيش فيها جميع أطرافها ظروف صعبه إضافة الى عشرات الآلف من المواطنين النازحين، معتبرها انها من ضمن دعوات تجار الحروب على -حد تعبيره-. فيما وزع المكتب الاعلامي لعبد الملك الحوثي مقاطع فيديو وصور لما قال انها غنائم استولى عليها اتباعه في الملاحيظ،أعلن الناطق الرسمي باسم الحكومة اليمنية وزير الإعلام حسن اللوزي أن اتفاق الدوحة الذي تم العام الماضي بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي قد قُتل، على حد قوله. وأكد مواصلة العمليات العسكرية في صعده حتى يستسلم المتمردون. الجامعة العربية تحجم عن التدخل في ملف صعدة بطلب يمني: فيما كشفت مصادر رفيعة المستوى عن دخول مصر وعدد من الدول العربية على خط الأزمة بين السلطات اليمنية والحوثيين في محاولة لاحتواء تلك المشكلة الخطيرة التي باتت تهدد اليمن واستقراره، خاصة في ضوء تواتر الأنباء عن ضلوع عدد من الأطراف الخارجية لتأجيج الأزمة وتوسيع رقعتها. وقالت المصادر ل «القبس» إن عددا من الدول العربية، وفي مقدمتها مصر، ستدخل في هذه الجهود وتستمع من وزير الخارجية اليمني إلى جهود حكومة بلاده لإعادة الاستقرار وتقديم الدعم الكافي للمشردين، وذلك في جلسة مغلقة ستقتصر على وزراء الخارجية العرب فقط. وكشفت المصادر أن جماعة من الحوثيين طلبوا زيارة الجامعة العربية والالتقاء بأمينها العام عمرو موسى، لوضعه فصورة المطالب الشرعية - من وجهة نظرهم - والتي تتعلق بحقوقهم في الشمال، إلا أن الجامعة أحجمت من خلال الاتصالات الجارية، عن الترحيب بهذه الرغبة، بل وأكدت أن الأمر في يد الحكومة اليمنية الرسمية ولا يمكن للجامعة أن تتخطاها. ومما زاد من الحرج، أن المطالبات الحوثية امتدت إلى الخارجية المصرية لتطالب بعرض مطالبهم، إلا أن الأنباء تؤكد أن هناك مشاورات جارية حاليا لدعم اليمن، ولكن مع الاتصال مع الطرف الأخر أيضا. جلسة وزارية بعيدا عن الأضواء: وكشف مصدر دبلوماسي رفيع المستوى في الجامعة العربية عن جلسة تشاورية عقدت على هامش الاجتماع الأخير لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية، بين عدد من الوزراء بناء على طلب من وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي، قام خلاله الأخير باستعراض الأوضاع وما إذا كانت هناك مخاوف من توسع الاشتباكات لدرجة وصولها إلى فتنة طائفية، أم أن الأمر في طور الاحتواء؟. وقال المصدر «إن الأمانة العامة استفسرت من القربي عما يمكن للجامعة القيام به، إلا أنه قال «يُفضل أن تبقى الجامعة بعيدة عن هذا الملف في الوقت الراهن، ويرجى أن يترك اليمن وحده ليقوم بما تمليه عليه واجباته والتزاماته إزاء الوحدة اليمنية». وأضاف المصدر انه لهذا السبب اكتفى وزراء الخارجية بإدراج بند في القرار الصادر عن الاجتماع، أكدوا فيه ضرورة دعم وحدة اليمن ضد دعاوى التقسيم، ودعم استقراره، من دون أن يشير القرار إلى أي تحرك ملموس. وأكد المصدر أن هذا جاء بناء على طلب من القربي بالذات. تضامن يستنكر الدعوات الداخلية والخارجية لانقاذ المتمردين: دعا مجلس التضامن الوطني الدولة الى مواصلة جهود إنهاء التمرد الحوثي واستئصاله حتى النهاية ويستنكر الدعوات الداخلية والخارجية الهادفة إلى إنقاذ هذا التمرد وإعادة إحيائه بعد أن تلقى ضربات موجعه ستعجل في القضاء عليه . كما يدعو المجلس إلى هبه شعبية لمساعدة النازحين في مناطق القتال حتى يتم إخماد هذا التمرد إلى الأبد . وكان بيان صادر عن أحزاب اللقاء المشترك المعارض دعا الى ايقاف الحملة العسكرية والامنية على الحوثيين في نفس اليوم الذي فضل المتحدث باسم الخارجية الايرانية الحل السياسي لقضية صعدة بدلاً من الحل العسكري .