أكدت السلطات الإريترية أنها "لم تكن ولن تكون منطلقا لأي أنشطة تهدد أمن دول الجوار خاصة دول ترتبط معها بعلاقات تاريخية كاليمن الشقيق". ونقلت صحيفة "الوطن" السعودية عن السفارة الاريترية في الرياض قولها في بيان: "إنه ليس لإريتريا مصلحة في زعزعة استقرار اليمن"، معتبرة أن منطقة خليج عدن والقرن الإفريقي تمثل ممرا دوليا للسفن التجارية ويندر أن يخلو هذا الممر من حركة السفن. وقال البيان: "إن دوريات خفر السواحل اليمنية تجوب هذه المنطقة من الناحية الشرقية بينما تمشطها البحرية الإريترية من ناحية الجنوب بما لا يترك مجالا لسفن مجهولة الهوية من التحرك بسهولة". ونفت إريتريا التصريحات التي أدلى بها المعارض الإريتري بشير إسحاق . وقال البيان إنه "لا يوجد أي معسكرات في اريتريا لتدريب المتمردين الحوثيين وتزويدهم بالسلاح من قبل عناصر من الحرس الثوري الإيراني". وأكد البيان أن العلاقات الاريترية اليمنية "تتميز بالقوة والسلاسة ولا يعكر صفوها شيء وكذلك علاقات إريتريا بالدول الكبيرة والشقيقة المطلة على البحر الأحمر كالسعودية ومصر والسودان، فنحن من جانبنا نرى بألا تعطى الفرصة لمن يلقون بالقول جزافا دون تحقق مما يؤدي لتشويه طبيعة العلاقات بين إريتريا والدول المجاورة". وتتحسب صنعاء من مخطط إقليمي يهدف إلى تحويل منطقة البحر الأحمر، إلى منطقة نفوذ إيراني، بعد الأنباء التي ترددت مؤخراً عن دور إريتري في المنطقة مهمته تأمين جسر عبور للأسلحة الإيرانية إلى المتمردين عن طريق قوارب تتجول بين السواحل الإريترية وسواحل ميناء ميدي اليمني، في ظل ضبط عدد من القوارب التي تحمل أسلحة إلى الحوثيين خلال الأسبوع قبل الماضي. وجاءت تصريحات مسؤول العلاقات الخارجية في التحالف الاريتري المعارض بشير إسحاق عن وجود معسكر تدريب لعناصر من أنصار الحوثي بدعم وإشراف إيراني في منطقة دنقللو شرق مدينة قندع الإريترية "ليزيد من التوقعات عن تحول كبير في النهج الإيراني في المنطقة، خاصة تجاه اليمن. ويتهم بشير النظام الاريتري بإيواء معارضين للحكومة اليمنية والسماح لهم بالقيام بأنشطة من شأنها أن تؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار في اليمن. ويحذر القيادي المعارض الإريتري مما أسماها "الأبعاد الخطرة" التي بدأ يأخذها التعاون الإيراني الإريتري في الآونة الأخيرة، وما قد يشكله من تهديد لأمن المنطقة ودولها بصفة عامة. وأشار إلى أن لإيران "أهدافاً ومصالح معروفة تسعى لتحقيقها ضمن استراتيجية ترمي لتوسيع نفوذها في منطقة البحر الأحمر". وكشفت معلومات صحفية الاسبوع الماضي عن وجود معسكرات لتدريب المتمردين الحوثيين في إريتريا، حيث توجد وحدات من الحرس الثوري الإيراني بإريتريا يعتقد أنهم يقومون بتدريب المتمردين وتزويدهم بالسلاح عبر ميناء "عصب" الإرتيري، حيث تسهل حركة المتمردين من الميناء المذكور إلى ميناء ميدي اليمني والذي لا يفصلهما عن بعضهما البعض سوى كيلومترات قليلة. وجاءت هذه التطورات في الوقت الذي ترددت فيه معلومات خلال الأيام الماضية عن تقديم إيران طلباً للحكومة اليمنية يتعلق باستثمارات إيرانية في ميناء ميدي، لكن الحكومة رفضت هذا الطلب. كما تداولت وسائل الإعلام اليمنية معلومات عن قيام شخصيات مقربة من النظام وعلى صلة بالحوثيين بشراء أراض شاسعة في ميدي لصالح المتمردين الحوثيين.