حثت منظمة العفو الدولية سلطات المملكة العربية السعودية على فتح تحقيق فيما ورد عن مقتل سبعة مدنيين نتيجة غارة جوية شنتها الطائرات السعودية في إقليم صعدة اليمني، بعد أن ألقت طائرات سلاح الجو السعودي ثلاث قنابل على منزل لعائلة تسكن في محيط مذاب يوم الاثنين، فيما يحتمل أن يكون هجوماً متعمداً.سيما وأن من غير الواضح ما إذا كان هناك مقاتلون مسلحون في المنزل أو في جواره في وقت الهجوم. مشددة في ذات الوقت على وزير الدفاع السعودي، الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود، على اتخاذ جميع الخطوات الممكنة لضمان حماية المدنيين الذي وقعوا في شراك النزاع المسلح في صعدة. وقالت المنظمة في بلاغ صحفي لها أن ثلاثة أطفال وأربع نساء من عائلة عامر لقوا حتفهم، حسبما ذُكر، جراء القصف، الذي أصيب فيه ما لا يقل عن تسعة مدنيين آخرين بجروح. وأشار بلاغ المنظمة-تلقى مأرب برس نسخة بريدية منه- :"أن الأطفال الثلاثة الذين قتلوا في الهجوم، حسبما ورد هم،: (حسين عامر منذر عامر، وأمين مثنى عامر، وحسين هادي عبد الله عامر)، إضافة إلى أربع نساء من العائلة نفسها – هن:" نشرة هادي زايد، وفاطمة مثنى عامر ، ورامية علي مثنى عامر ، وهنده مثنى عامر"، مؤكدة المنظمة أنهن لقينا مصرعهن هن أيضا جراء الانفجارات الثلاثة الناجمة عن قصف الطيران السعودي لمنزل في مديرية ال عمّار في صعدة". وقال مالكوم سمارت، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية- في تعليقه على مقتل المدنيين:"يبد أن منزل عائلة عامر قد استهدف بصورة متعمدة من جانب سلاح الجو السعودي، حيث جرى قصفه ثلاث مرات متتالية خلال فترة وجيزة. وأضاف:"في غياب المعلومات التي تشير إلى أن متمردين حوثيين مسلحين كانوا في المنزل أو في محيطه، فإن لدى منظمة العفو الدولية بواعث قلق خطيرة من أن المدنيين يمكن أن يكونوا قد استهدفوا على نحو مباشر." وأكد "سمارت" إبلاغهم للسلطات السعودية بإتخاذ خطوات التحقيق في القضية، قائلا: "لقد طلبنا من حكومة المملكة العربية السعودية إبلاغنا بالخطوات التي تتخذها سواء للتحقيق في ما نقلته الأنباء عن هذه الحادثة، أو بصورة عامة لضمان توفير كل حماية ممكنة للمدنيين الذين وجدوا أنفسهم في أتون النزاع المسلح في المنطقة، سواء داخل الأراضي اليمنية أو على الحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية". وقالت المنظمة أن القتال الدائر بين الحكومة اليمنية وأنصار الإمام الشيعي الراحل حسين الحوثي قد امتد إلى أراضي المملكة العربية السعودية في نوفمبر-تشرين الثاني، ما أدى إلى انخراط القوات المسلحة السعودية على نحو مباشر في الأعمال القتالية ضد المتمردين اليمنيين. وأضافت:" وقد اندلع النزاع المسلح في إقليم صعدة اليمني ابتداء في 2004 واستمر على نحو متقطع منذ ذلك الوقت. واشتد وطيسه على نطاق واسع منذ أغسطس-آب الماضي، ما أدى إلى التهجير القسري لآلاف الأشخاص من سكان الإقليم ذي الأغلبية الشيعية، بينما لقي عشرات، وربما مئات، الأشخاص حتفهم جراء احتدام المواجهات.