اشتكى الصحفي المعتقل أياد عماد غانم من التهابات في المعدة وآلام في الكلى قال أنه يعانيها في سجنه بصبر محافظة لحج, والذي دخله قبل ما يقارب ستة أشهر ماضية. وأكد غانم, في شرحه بأول حديث صحفي له, لطريقة اعتقاله من منطقة كرش في الثاني من يوليو 2009, انه تعرض للضرب والإهانة أثناء اعتقاله من قبل أفراد قال إنهم ينتمون إلى لواء لبوزة. وقال ل"مأرب برس" :أن البيئة التي يقضي فيها سجنه غير صالحة للحياة البشرية, وأن سجنه"لم يكن إلا عقابا لوالدي الذي ظل مطاردا من قبل سلطة النظام بالجبال", وكإجراء وصفه بالانتقامي بعد إيقاف راتبه وفرض طوق أمني على منزلنا بكرش". وأشار غانم إلى أن والده, الذي يشغل منصب سكرتير الحزب الاشتراكي في مديرية القبيطة, "اختار طريق الحرية والشدة والمطاردة ولم يستطع أن يأتي إلى مكان سجني", موضحا أن ذلك قد يعرضه "للاغتيال، كونه لم يتنازل عن مبادئه الذي تمسك بها في أحلك الظروف". وأضاف:"وهو لم يطالب إلا بالانتصار لقضايا الوطن ولا صحة لما تروج له السلطة، لأنه يرفض أن يكون الجنوب غنيمة لنظام صنعاء" والذي قال أنه:" أراد إثنائه عن مبادئه دون أن يستطع". وقال: " إن الأوطان والحريات تؤخذ ولا توهب، وأنا قد حرمت من مواصلة تعليمي الجامعي؛ لأن والدي لم ينغمس في أوحال النظام"، متسائلا:" فهل أعاتبه لمَ لم تنغمس في هذه الأوحال حتى أكمل تعليمي؟". وأضاف "لقد أدمنت السلطة الرقص على أوجاعنا وآلامنا, ونحن لم نمارس إلا رسالة سامية لم تدعنا نمارسها في وطن يصادر الحريات ويخفيها, وأصبح فيه المواطنون مواطنين من الدرجة الثانية". وتابع حديثه لمحرر مأرب برس:" إنهم يجرجرونا على أبواب المحاكم في حين يبقى الظالمون والفاسدون على كراسيهم, دون محاسبة، وإن الأحكام السياسية ضدي والزميل أنيس منصور حميدة أتت لإسكات أقلامنا وقتل أحلامنا"، غير أنه أكد أنهم "لن يسكتونا ولن يقتلوا أحلامنا". واستطرد أياد في شرح قصة اعتقاله, التي تعرض فيها للضرب بأعقاب البنادق والإهانة اللفظية- وفق حديثه قائلا:"أطلقوا علي الرصاص وضربوني بأعقاب البنادق حتى أصبت بإغماء, وتم اعتقالي من قبل أفراد لواء لبوزة والذي (يقع في نطاق مديرية المسيمير محافظة لحج, المجاورة لمنطقة كرش). مشيرا أن ذلك كان في الثاني من يوليو 2009, و"أثناء تغطيتي لإحدى المسيرات التي قام بها عاطلون عن العمل في كرش, وجرى التحقيق معي من قبل رئيس استخبارات لواء لبوزة, (ف. ص), ورئيس أركان حرب اللواء وأيضا مدير الأمن السياسي بكرش, وضابط آخر يقال إنه من الأمن القومي, وتم أخذ الكاميرا, والأوراق, التي كانت تخص كشوف العاطلين عن العمل إضافة إلى 400 اسم متضامنين مع صحيفة الأيام". وأردف قائلاً: "المسيرة التي غطيتها لم يتم اعتراضها من قبل الأمن القومي والأمن العام, بل جرى ملاحقتي من قبل جنودهم إلى مدرسة الوحدة". وأضاف" وبعدها ضربوني وأخذوا ما بحوزتي", مشيرا إلى أنه حين أفاق من حالة الإغماء التي أصيب بها, رفض المحققون الذين وجدهم حوله, نقله إلى المستوصف ونعتوه ببعض الكلمات, "أنت انفصالي ترفع علم التشطير", ومن ثم سألوه: "إذا كان لدى أبيك أي مطالب, لمَ لم يأت إلينا؟, ولم يحرض على المسيرات؟"- حسب قوله. وأضاف أياد, الذي يبلغ من العمر ال"24" عاما, :"ركلوني بأقدامهم, وقيدوني, وقالوا: سنتجه بك إلى صنعاء, إلا أنه جرى التوجه بي إلى سجن محافظة لحج، حيث تم في السجن, منع الزيارة عني, كما تم منع المحاميين خالد علي ناصر, وسعيد العيسائي, محمد البان, من مقابلتي في المعتقل". وفي 11/ 7, حسب إفادته, نزل إليه نيابة مديرية القبيطة للتحقيق معه, في حين سمح لمحاموه بمقابلته في 13/7, وفي 15/ 7 أُخذ قبل أن يتناول وجبة الإفطار, إلى محكمة كرش- وفق ما ذكر. وقال أياد: "الذين حققوا معي في اليوم الأول لاعتقالي كانوا موجودين ومعهم أمين السر ورئيس النيابة, بينما كانت القاعدة مكتظة بأفراد من الأمن والجيش, وتم إجلاسي بالقوة, في حين لم يتخذ القاضي أي إجراء, كما تم إجباري على سماع صحيفة الاتهام دون أن يسمح لي بالرد". وكانت محكمة القبيطة قد حكمت في نهاية شهر يوليو 2009م, بسجنه سنة ونصف مع النفاذ, كما قضى الحكم بمصادرة كل ما كان بحوزته. وما زال أياد غانم الطالب في قسم الصحافة والإعلام بجامعة عدن حتى اليوم في سجن صبر المركزي في محافظة لحج, منذ أن نقل إليه من سجن المحافظة, وجرى تأجيل جلسات محاكمته مرتين على التوالي تحت مبرر عدم اكتمال القضاة في محكمة الشعبة الجنائية في المحافظة. ويذكر أنه قد عمل مراسلا صحفيا لعدد من الصحف المحلية. وكان من المفترض أن يحصل على شهادة البكالوريوس في الصحافة هذا العام 2009/ 2010م،لولا أن إعتقاله وبقائه في السجن حال دون ذلك.