توقع مسؤول في المعارضة اليمنية - اليوم الثلاثاء - أن يعلن مبعوث خليجي خلال الأيام القليلة المقبلة وقت ومكان التوقيع المنتظر على اتفاق ترعاه دول خليجية يضمن استقالة الرئيس علي عبد الله صالح . بعد يوم من تأكيد المعارضة الممثلة في احزاب اللقاء المشترك موافقتها على المشاركة في حكومة انتقالية في إطار خطة سلام خليجية يتنحى بموجبها الرئيس علي عبد الله صالح في غضون شهر من توقيع الاتفاق، رغم تعهد المحتجون من شباب ثورة التغيير بمواصلة المسيرات والاعتصامات حتى استقالة ومحاكمة صالح الذي تراجع عن وعود سابقة في السنوات القليلة الماضية بعدم ترشيح نفسه للرئاسة . ونقلت وكالة رويترز عن محمد باسندوة قوله:" أن من المتوقع أن يزور الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني صنعاء خلال أيام قليلة لوضع اللمسات النهائية على اتفاق يقضي بتنحي صالح بعد 30 يوما من توقيع الاتفاق . في حين أكدت قيادات في اللقاء المشترك أنها تلقت اتصالات تلفونية من أمراء وملوك دول خليجية تؤكد الالتزام بتنفيذ جميع بنود المبادرة وآليتها التنفيذية بدءاً من اللحظة الأولى للتوقيع. وعندما سؤل باسندوة عما إذا كان من الممكن التوقيع على الاتفاق الذي توسط فيه مجلس التعاون الخليجي خلال الأيام القليلة القادمة أجاب بأنه يتمنى ذلك . ونقلت الوكالة عن مسؤولون في المعارضة قولهم:" أنهم وافقوا في النهاية على الخطة أمس الاثنين بعد تلقي تأكيدات من دبلوماسيين أمريكيين في صنعاء على أن صالح (69 عاما) سوف يتنحى فعلا في غضون شهر بمجرد التوقيع على الاتفاق . وقال حمدان زايد في صنعاء حيث يعتصم آلاف المحتجين منذ أسابيع "هذا الاتفاق مخيب لأمالنا. الرئيس لم يترك السلطة.. حصل على ما يريد وهو رحيله هو ومؤيدوه دون محاكمة على قتل المحتجين وعلى الأموال التي نهبوها ." وأضاف "لقد انتصر على المعارضة لكن بالنسبة لنا (المحتجين) سنواصل ثورتنا. لن نترك الشوارع بسبب هذا الاتفاق المحرج ." وأوردت رويترز إحصائية ب 125 محتجا على الأقل قالت أنهم قتلوا بعد أن اجتاحت الاضطرابات اليمن حيث يشعر الكثيرون من السكان بالإحباط بسبب الفساد المستشري وسوء الإدارة. ويبلغ دخل نحو 40 % من السكان دولارين يوميا أو أقل كما أن ثلث السكان البالغ عددهم 23 مليون نسمة يعانون من الجوع المزمن . وتكفل خطة نقل السلطة التي توصلت إليها دول الخليج أن يعين صالح رئيسا للوزراء من تجمع اللقاء المشترك المعارض مع إجراء انتخابات رئاسية بعد شهرين من استقالته . ويشعر خبراء بالقلق من أن فترة الثلاثين يوما ربما تتيح فرصة للتخريب أمام من يشعرون بخيبة أمل تجاه الاتفاق مثل قادة الجيش أو زعماء القبائل الذين ربما يفقدون السلطة . وربما يلجأون لمحاولة الاستيلاء على السلطة من خلال اختلاق اشتباكات والتسبب في المزيد من الاضطرابات في البلاد . وحسب رويترز فقد كان لدى (اللقاء المشترك) المعارض في باديء الأمر مخاوف من أن صالح السياسي المخضرم يمكن أن يحبط خطط التنحي اذا لم يقبل البرلمان استقالته وهو الآن يضم عددا كبيرا من أنصار الرئيس أعضاء الحزب الحاكم . كما يساورهم القلق من أن تكون بعض أحزاب المعارضة والتي كان كثير منها حلفاء لصالح تتعاون مع الرئيس حاليا للحصول على نصيب أكبر من السلطة وليس لضمان أحداث تغييرات حقيقية .