جدد المرصد اليمني لحقوق الإنسان إدانته للانتهاكات الممنهجة التي تقوم بها السلطات اليمنية ممثلة بقوات الأمن والجيش ضد المواطنين المحتجين سلمياً، وتعمد تلك القوات استهداف حياة المحتجين وسلامتهم الجسدية. وفيما أكد المرصد بأن حياة اليمنيين أصبحت في خطر، وأن على الجميع العمل على منع ذلك، قال بأن قوات من الأمن والجيش مدعومة بآليات ومدرعات عسكرية اليوم قتلت خمسة مواطنين، وجرحت أكثر من ستين آخرين سبعة منهم في حالة حرجة خلال اعتدائها على اعتصام احتجاجي في شارع جمال بمدينة، كما اعتقلت أكثر من أربعين آخرين خلال مطاردتها وملاحقتها للمعتصمين في الشوارع الجانبية للمدينة. وأكد المرصد مقتل كل من محمد عبد الحق طاهر، محمد عبده قائد، وشاب يدعى بسام لم يتم التعرف على بقية اسمه بعد، فيمَ تمَّ اختطاف عدد من الجرحى من الشوارع، واحتجاز سيارة إسعاف تابعة للمستشفى الميداني لساحة الحرية بالمدينة مع طاقمها الطبي، فيمَ تستمر تلك القوات في محاصرة الاعتصام الاحتجاجي وعدد من الناشطين والناشطات في عدد من المباني. وأشار المرصد اليمني لحقوق الإنسان إلى أن هذه الانتهاكات تعدُّ مؤشراً خطيراً على تحول السلطات والأجهزة الأمنية إلى ممارسة العنف ضد المحتجين بشكل أوسع، وأكثر خطورة على حياتهم مما حدث خلال الأشهر الماضية، محذرا من أن الأيام القادمة قد تشهد اعتداءات أكثر خطورة، وأشد عنفاً ما يجعل حياة جميع المواطنين اليمنيين عرضة للخطر، وبعيدة عن أي حماية. ودعا المرصد اليمني كافة الجهات والمنظمات الإقليمية والدولية، والمجتمع الدولي، ومجلس الأمن، ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلى اتخاذ مواقف معلنة وصريحة تمنع استهداف حياة المحتجين، مؤكداً على أنه وفي حال لم تلمس السلطات اليمنية أي خطوات وإجراءات جادة بهذا الشأن؛ فإن اليمن ستشهد تصعيداً في الانتهاكات تجعل حياة كل اليمنيين عرضة للخطر. من جانبه أدان المركز القانوني لمناصرة الثورة المجازر البشعة التي ترتكبها قوات من الحرس الجمهوري والأمن المركزي وقوات الجيش والأمن بحق المتظاهرين في محافظة تعز، واستخدام الأعيرة النارية والهراوات والقنابل المسيلة للدموع. وإذ أدان المركز القانوني هذه الأفعال الإجرامية البشعة التي تعد من الجرائم الجسيمة في حق الإنسانية تعهد بملاحقة الجناة وتقديمهم للعدالة الجنائية الدولية لان ما يحدث أمر لا يمكن السكوت عليه ولان استهداف الشباب العزل بالرصاص الحي وبالمعدات العسكرية هي من الجرائم ضد الإنسانية. كما ناشد المركز القانوني كافة المنظمات الإنسانية والحقوقية في العالم التدخل العاجل والسريع لإنقاذ الشباب ووضع حد للعنف الذي تقوم به أجهزة الأمن. وفي ذات السياق، أصدرت العديد من المنظمات اليمنية بيانا أدانت أعمال العنف ضد المحتجين سلميا، وقالت بأن نظام صالح استخدم قوات مكافحة الشغب وقوات مسلحة وقوى امن خاصة وأفراد مدنيين مأجورين, ومختلف أدوات القتل المميتة إضافة إلى الغازات المسيلة للدموع والهراوات وخراطيم المياه وغيرها من الوسائل لمواجهة مواطنين مارسوا بوسائل سلمية مشروعة حق المطالبة بحقوق تكفلها تشريعاتهم الوطنية والشرعة الدولية لحقوق الإنسان. وأكد البيان بأنه يترتب عن تلك الممارسات القمعية انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان خلفت آلاف الضحايا بين قتلى ومصابين ومعتقلين ومخفيين ومعذبين ومطاردين ومحرومين من الحق في التعبير والتجمع والتنظيم والمحاكمة العادلة إضافة إلى الحق في التنقل والحصول على المعلومات وغيرها من الحقوق . وأكد البيان بأن المنظمات الموقعة على البيان تدين بشدة تلك الممارسات, وتطالب بالوقف الفوري للممارسات القمعية والاستخدام المفرط للقوة ضد المتظاهرين والمحتجين سلمياً والمطالبين بحقوق مشروعة, كما طالبت بالإفراج الفوري عن جميع المخفيين والمعتقلين بشكل مخالف للقانون, وبالشروع في التحقيق بالجرائم المرتكبة بحق جميع من تعرضوا لانتهاكات خلال الأشهر الأربعة المنصرمة ومعاقبة المتسببين في تلك الانتهاكات. ودعت المنظمات الموقعة على البيان الدول الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الإسراع في تحمل مسئوليتها لإجراء التحقيقات اللازمة لكشف الانتهاكات التي تمارسها السلطات في كل من اليمن والبحرين وسوريا والعراق, واتخاذ الإجراءات الكفيلة بوقفها ومحاسبة مرتكبيها. كما ناشدت المنظمات الحقوقية العربية والدولية القيام بحملة إدانة واسعة ومتواصلة لسلطات تلك البلدان ومطالبتها بوقف الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وتأمين الحماية اللازمة للمدافعين عن حقوق الإنسان فيها. المنظمات الموقعة على البيان هي: 1- المرصد اليمني لحقوق الإنسان. 2- مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان. 3- المنظمة اليمنية للدفاع عن الحقوق والحريات. 4- منظمة هود. 5- صحفيات بلا قيود. 6- المركز اليمني لحقوق الإنسان. 7- مركز أسوان للدراسات. 8- مركز الشفافية للدراسات والبحوث. 9- مؤسسة تمكين للتنمية. 10- المدرسة الديمقراطية. 11- مؤسسة شركاء المستقبل. 12- منظمة مساواة. 13- المنظمة اليمنية للتنمية الاقتصادية. 14- مؤسسة الشرق الأوسط للتنمية.