أحيا الآلاف من أنصار الحراك الجنوبي - أمس - الذكرى ال 46 لذكرى استقلال جنوب اليمن من الاستعمار البريطاني. واكتظت ساحة العروض بخور مكسر التي تقع بالقرب من إدارة أمن محافظة عدن بآلاف المشاركين والواصلين من مختلف المحافظات الجنوبية، ورفعت صور الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض فوق منصة ساحة العروض، في حين ارتفعت الأعلام الجنوبية فوق السواري وأعمدة الإنارة. وبجانب منصة ساحة العروض رفع نشطاء الحراك صورة ضخمة عليها صورة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات إلى جانب صورة الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض، وكتب تعليق على الصورتين: ((فلسطينوالجنوب لا فرق بيننا إننا محتلون كلنا في الهم شرق)). وردد مئات الآلاف من أنصار الحراك الجنوبي الأهازيج الجنوبية والعبارات المطالبة بفك ارتباط الجنوب عن الشمال ، منها: ((أقسمنا بالله أقسمنا صنعاء لا يمكن تحكمنا))، و((عاهدنا كل الشهداء والجرحى والمعتقلين لن نتراجع لن نهدأ حتى طرد المحتلين))، وعبارات أخرى تؤكد التصالح والتسامح بين الجنوبيين كما رفعت لافتات تؤكد رفض الجنوبيين لمخرجات حوار صنعاء. وألقيت عدد من الكلمات من قبل عدد من القيادات الجنوبية أكدت في مجملها على تمسك الجنوبيين باستعادة دولة الجنوب السابقة التي دخلت في وحدة اندماجية مع الشمال في 22 مايو 1990 قبل أن تنشأ حرب بين الطرفين عام 1994 انتهت بفوز قوات الطرف الشمالي . وأدى عدد من النشطاء لقطات فلكلورية من التراث الجنوبي وارتدى آخرون بزات عسكرية لجيش الجنوب السابق ورفع آخرون عملات جنوبية كان يُعمل بها في الجنوب قبل الوحدة. وقال بيان سياسي ألقاه رئيس اللجنة التحضيرية: إننا في مثل هذا اليوم التاريخي الذي يمثل ميلاد شعب عظيم وبزوغ شمس الحرية، من هنا من عدن كانت البداية في المقاومة السياسية، ومن ردفان الأبي كانت البداية العسكرية في مقاومة الاستعمار البريطاني حتى شملت كافة مناطق الجنوب بما فيها العاصمة عدن التي اشتهرت بالعمل الفدائي. ومن عدن اليوم الانبعاث التحرري والوهج الثوري لتحقيق الاستقلال الثاني إن شاء الله. وأضاف البيان: "من ساحة الحرية والكرامة يتم اليوم الإعلان برفض الاحتلال ورفض كل المشاريع التي تنتقص من حق شعبنا في العيش بكرامة على أرضه وتحقيق هدفه المنشود في التحرير والاستقلال"؟. وأكد البيان أن الاحتفال بالذكرى السادسة والأربعين للاستقلال الوطني في الثلاثين من نوفمبر 1967م يأتي اليوم في ظل ظروف ومتغيرات تشهدها الساحة الجنوبية والإقليمية والدولية تؤكد بأن ما يطالب به أبناء الجنوب اليوم هو حق شرعي مكفول بالقوانين والمواثيق الدولية ومسنود ومدعوم بقوة جماهير الشعب الجنوبي الذي يؤكد يومياً إيمانه بشرعية قضيته والطامح إلى استعادة حريته ونيل استقلاله، وهو الخيار الذي رفعه ولا يزال يرفعه حتى تحقيقه. وأوضح البيان أن التوافق والتقارب ووحدة الصف الجنوبي وتجسيد مبدأ التصالح والتسامح هي المفردات والأدوات والآليات التي بها نستطيع الوصول إلى تحقيق الهدف المنشود المتجسد في التحرير والاستقلال. وجدد البيان العهد على الاستمرار في النضال السلمي حتى تحقيق أهداف "الثورة السلمية" والتخلص من القهر والاستعباد – حسب البيان -.. مؤكدًا على ضرورة إيجاد ثقافة الحوار بين كافة أبناء الجنوب وكافة مكوناته وقواهم المؤمنة بالتحرير والاستقلال وخلق حامل سياسي للقضية وقيادة توافقية لثورتنا السلمية. وتابع: "إن إقرار القوى الدولية بوجود القضية الجنوبية واقتراب انتهاء ما يسمى بالحوار الوطني في صنعاء والتوقعات والتكهنات التي تحمل معها الكثير من الاحتمالات والتي قد تفرض على شعب الجنوب لهي أمور وتطورات خطيرة تفرض على القوى الجنوبية التماسك والتلاحم والعمل معاً لمواجهتها". وأضاف: "أن شعبنا الجنوبي قد عبّر عن رفضه لكل محاولات الالتفاف على قضيته وحقه في حريته واستقلاله، وهو اليوم يعود مرة أخرى ليذكر الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي والمجتمع الدولي بأن نظام صنعاء قد انتهك كل الشرائع الدولية وحقوق الإنسان ومواثيق الأممالمتحدة حين أقدم في 7 يوليو عام 1994م باحتلال الجنوب عسكرياً ونهب المدن الجنوبية وفي مقدمتها عدن ، ولم يلتزم بالقرارات الدولية التي تم اتخاذها أثناء الحرب التي نصت على عدم فرض الوحدة بالقوة، ولكن نظام صنعاء تجاهلها وفرض الاحتلال على شعب الجنوب بالقوة العسكرية". وفي ختام البيان أكد المشاركون رفضهم المطلق لمخرجات حوار صنعاء، مؤكدين أنه لا يعنيهم. وطالب المشاركون دول مجلس التعاون الخليجي والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي بإصدار مبادرة جديدة لحل قضية الجنوب تؤكد على الحوار الندّي بين الشمال والجنوب خارج اليمن ، وتحت إشراف دولي، معبّرين عن رفضهم "للإرهاب" بكافة أشكاله وألوانه.