موقع استراتيجي بيج الامريكي في 10 ديسمبر 2013، أدى النقص في الموارد الى زيادة التضخم إلى ما يقارب 20% بعد ان كان 5.5% في أواخر العام 2012. وكان قد بدأ الاقتصاد باستعادة قوته في عام 2012 الا ان ذلك النمو تعثر بسبب زيادة الهجمات الإرهابية لتنظيم القاعدة. إن الهزيمة التي تكبدها تنظيم القاعدة وعملية تنصيب الحكومة الجديدة بصورة مؤقتة قد دفع نحو تحسين الاقتصاد. إلا ان ذلك التحسن لم يكن دراماتيكياً بما فيه الكفاية للتعامل مع أسوأ المشاكل (نقص المياه والغذاء والبطالة العالية جدا). وتمنح دول الخليج العربية الاكثر ثراء مليارات الدولارات من المساعدات كل سنة ولكن معظم هذه المساعدات تذهب لتجنب المجاعة من الأمراض على نطاق واسع. إن المشاكل ذات المدى الطويل، وخاصة الفساد، ما تزال بحاجة الى حلول فعلية. ومنذ آلاف السنين، كان اليمن البلد العربي الأكثر سكانا وازدهارا لأنها كانت منطقة غنية بالمياه. حيث جعلت الأمطار الموسمية السنوية من الزراعة النشاط الاقتصادي الرئيسي في البلاد. ويعتمد أكثر من 70% من اليمنيين على الزراعة حتى اليوم في كسب لقمة العيش، ولكن الزراعة لا تمثل سوى 17% من الناتج المحلي الإجمالي. وعلاوة على ذلك، فإن الكثير من النشاط الزراعي لم يعد ينتج المواد الغذائية. وتُهدر إمدادات المياه بصورة سريعة لأن ما يقرب من نصف ذلك يجري الآن استحدامة لزراعة نبات القات، والذي يتم تهريب معظمه إلى المملكة العربية السعودية حيث هناك طلب كبير عليه. ويستهلك الباقي محليا حيث يجعل الكثير من السكان البالغين من الذكور في حالة ذهول وخمول معظم اليوم. كان الأمل الرئيسي للاقتصاد يعتمد على النفط والغاز. وتنتيج اليمن بصورة أقل بكثير من دول عربية أخرى في الشمال. حيث اليمن تنتج حاليا 270000 برميل يوميا من النفط، وما يقارب 6.7 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال سنويا. وهذه هي 90% من الصادرات وتغطي 70% من ميزانية الحكومة. المشكلة هي أن الكثير من عائدات النفط والغاز يتم سرقتها من قبل المسؤولين الحكوميين، بدلا من أن تستخدم في حل المشاكل الاقتصادية الملحة. وهذا هو ما دفع الكثير من القبائل الى التمرد. ووعدت الحكومة الجديدة بتنظيف الفساد وتفعيل النظام بشكل فعال. ولكن ليس هناك الكثير من الأدلة على ذلك حتى الآن. الاقتصاد يتجه نحو الانيهار ويأخذ الحكومة معه. وقد توقف إنتاج النفط والغاز بسبب الهجمات على انابيب النفط، ما ادى الى قطع المصدر الرئيسي لتمويل الحكومة. الاقتصاد يعيش في حالة من الفوضى، مع أربعة في المئة فقط من السكان لديهم حسابات مصرفية ومعظم الناس يحاولون الخروج من البلاد. وبالتالي مع سرعة نضوب إمدادات المياه ، وتزايد عدد السكان، وفي ظل حكومة فاسدة، واستمرار القبائل في التمرد والتهريب المتفشيين (من تهريب الأفارقة إلى اليمن والمخدرات والمواد المحظورة الأخرى الى المملكة العربية السعودية) وعبر كل ذلك فأن الفوضى هو شيء لا مفر منه. وفي حين يشكو اليمنيين ان الحكومة تدار من قبل شلة من المحتالين، يبدوا ان الموقف العام بشأن الخروج عن القانون يحظى بشعبية في جميع أنحاء البلاد. وهذا يجعل من الصعب تشكيل حكومة جديدة خالية من الأوغاد الذين يحدمون مصالحهم الذاتية. المشكلة الأساسية هي القبلية. رؤساء القبائل الكبرى هم من الرجال الأغنياء، الذين غالبا ما يشاركون بعمق في الأنشطة (الزراعة القات والتهريب وغيرها من السلوك الإجرامي) التي تسبب الكثير من المشاكل في المقام الأول. القبائل هم متمردون لأن كل منهم يحاول تجنب الخسارة في لعبة الكراسي الاقتصادية. ويتواصل العنف في الشمال كما كان على مدى عقود منذ ان سعت الحكومة الى سحبت الحكم الذاتي الذي كانت تتمتع به قبيلة بكيل الشيعية طويلة هناك. والآن تقوم الحكومة بدعم الجماعات السنية الصغيرة (والموالييت للحكومة) من قبيلة حاشد وهذا أدى إلى تصاعد العنف مع قبيلة بكيل المهيمنة. وتدور أحداث العنف الأخيرة حول بلدة دماج ومدرسة دينية سنية هناك. وقد ترك هذا العنف أكثر من 200 قتيلا وأصيب أكثر من 500 منذ يوم 30 أكتوبر. وقد ظلت القبائل السنية في الشمال تقاتل القبائل الشيعية لأجيال ولكنه لم يكن بهذا السوء. دماج والتي تبعد حوالي 40 كيلومترا إلى الجنوب من الحدود السعودية، تم تأسيس المدرسة الدينية السنية ( دار الحديث) هناك في أواخر السبعينات ولديها الآن الآلاف من الطلاب، وكثير منهم أجانب. ووفقا لقبائل الشيعة (الحوثيين) يتخرج من هذه المدرسة حالياً طلاب راديكاليين إسلاميين من السنة يسعون لقتل الشيعة (وينظروم اليهم على انهم زنادقة.) وفي خضم هذا الصراع، وأصبحت دماج ساحة المعركة على قيادة الإسلام بين اهل السنة في المملكة العربية السعودية (التي تدعم المحافظين الإسلامية في دماج) وإيران الشيعية (التي تدعم رجال القبائل الشيعية في شمال اليمن.) في 9 ديسمبر 2013، قتل ثلاثة إرهابيين في محافظة حضرموتالجنوبية بصاروخ اطلقته طائرات بدون طيار الأمريكية. وفي العاصمة صنعاء بدأت قوات الأمن بفرض حظر منذ اسبوع على الدراجات النارية والدراجات الآلية. وقبل عام بدأت الحكومة حملة مماثلة وخلال ثلاثة أيام في شهر كانون الثاني من هذا العام تم ضبط أكثر من 500 دراجة نارية غير مسجلة . وغالبا ما تستخدم هذه الدراجات من قبل القتلة بغرض اغتيال مسؤولين حكوميين ويعتبر هذا الحظر على الدراجات النارية هو محاولة لمعرفة الى اي مدى تعتمد هذه الهجمات على استخدام وسائل النقل ذات العجلتين. وقد حظرت الحكومة جميع الدراجات النارية بدون لوحات وتراخيص قانونية وقامت بمصادرة كافة الدراجات التي تنتهك أي قوانين المرور ولكن هناك فاسدون داخل جهاز الشرطة، ويقومون بالسماح للمخالفين بالذهاب بعد دفع الرشاوي. وتعُد الدراجات النارية هي صورة مفضلة للنقل بالنسبة للإرهابيين والمتمردين القبليين. وقد تضاعف عدد الدراجات النارية الى (250،000) دراجة منذ عام 2011 لأن المهربين كان لديهم فرص سهله في ادخال الدراجات بدون دفع الضرائب وبيعها للإرهابيين. العديد من الدراجات النارية الجديدة لم تُسجل ابداً والآن الشرطة تسعى لملاحقتها. وبسبب الفساد، فإن العديد من الدراجات المضبوطة سيتم استخدمها قريبا مرة أخرى. ولكن الحظر والمصادرة تبطئ الإرهابيين والعصابات لفترة من الوقت. وفي 5 ديسمبر 2013، هاجم العشرات من عناصر تنظيم القاعدة مجمع وزارة الدفاع في العاصمة صنعاء. حيث بدأ الهجوم عبر انفجار سيارة مفخخة أعقبه هجوم نفذه 11 من مسلحي القاعدة يرتدون بزات الجيش القتالية. وبعد الانتهاء من العملية، لقي 56 شخصا مصرعهم بما في ذلك جميع المهاجمين (الذين كانوا على ما يبدو يحملون الجنسية السعودية). وأصيب أكثر من 160 اخرون. وقد اعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عن الهجوم، وقال انه كان يهدف الى الحد من عمليات الطائرات بدون طيار الأمريكية، والتي كان يعتقد الارهابيين انه يتم التحكم فيها من مجمع وزارة الدفاع. لم يكن ذلك صحيحاً، ولكن تنظيم القاعدة يبدوا يائساً من وقف عمليات الطائرات بدون طيار، والتي أسفرت عن مقتل العديد من العناصر الرئيسيية للقاعدة، وجعلت من الصعب للغاية التحرك بالنسبة للقادة الإرهابيين. وقد ترك الهجوم على وزارة الدفاع الكثير من الضرر في المستشفى الموجود هناك وقتل ما لا يقل عن سبعة أطباء وممرضات من الاجانب. وفي 2 ديسمبر 2013، هاجم الارهابيين نقطة تفتيش للجيش في محافظة حضرموت ولكن تم صدهم، واسفر ذلك عن مقتل ستة ارهابيين وثلاثة جنود. وفي 23 نوفمبر 2013، اسفر هجوم بطائرة بدون طيار أمريكية عن مقتل عشرات الإرهابيين في جنوب اليمن حيث كانوا على متن سيارة. وفي 22 نوفمبر 2013، قُتل برلماني موالي للشيعة اثناء مغادرته المسجد. وفي 20 نوفمبر 2013، نفذ الجيش غارة على معقل اتنظيم القاعدة في محافظة حضرموت وقد واجه الجيش مقاومة قوية حيث قتل ستة جنود. ونجا الإرهابيين في العملية ولكن تم الاستيلاء على الكثير من معداتهم وأسلحتهم