قال وزير الخارجية اليمني الدكتور أبوبكر القربي أن صنعاء تنتظر نزول قادة وأتباع حركة تمرد الحوثي من الجبال للتأكد من أن الأزمة التي نشبت بينهم والجيش قد انتهت. وأشار إلى أن الحكومة ولجنة الوساطة ستبقيان في حال ترقب لما يحدث في صعدة حتى "يتم نزول الحوثيين من الجبال والعودة إلى بيوتهم وقراهم ويسلموا السلاح الذي بحوزتهم، وفقا للاتفاق التي تم التوصل إليه". وأوضح القربي في تصريحات ل"الوطن" أن "المعلومات المتوفرة لدى الحكومة أن هناك استعداداً وقبولاً لما طرحته اللجنة الرئاسية المكلفة بتطبيق بنود اتفاقية التسوية بين الدولة والحوثيين بوساطة قطرية لإنهاء التمرد". وقال إن "الرئيس علي عبدالله صالح والحكومة حريصان على أن يحدث الانفراج وبأسرع وقت ممكن في صعدة، حتى تتفرغ البلاد إلى التنمية، ومنها تنمية المناطق المتضررة في صعدة ". وبشأن مبادرة قطر للتسوية السلمية بين الجانبين قال القربي إن الدوحة هي التي بادرت للوساطة لإنهاء التمرد، نافياً وجود أية صفقات، غير أنه استطرد قائلا "الصفقة الوحيدة هي مصلحة اليمن". وحول المبادرة التي تقدمت بها اليمن لرأب الصدع بين حركتي فتح وحماس والتي أعلن عنها الرئيس علي عبدالله صالح في وقت سابق من الشهر الجاري قال القربي إن "هناك قبولاً بالرؤى التي تقدمت بها اليمن لرأب الصدع بين الحركتين، رغم أن الإخوة في السلطة الفلسطينية وضعوا شرط عودة الأمور في غزة إلى ما كانت عليه قبل شهر يونيو للقبول بها ". وقال إن اليمن عندما تقدم بالمبادرة لم يكن يبحث عن أي دور، كما يفسر البعض، وإنما كان حريصا على وحدة الموقف والنضال الفلسطيني وتحقيق الأهداف التي يعمل الشعب الفلسطيني من أجلها". وأمل القربي من الفلسطينيين أن ينظروا لمصلحة شعبهم قبل أي شيء آخر، وقال: "المبادرة الآن مطروحة أمام الإخوة الفلسطينيين، وأملنا أن ينظروا لمصلحة الشعب الفلسطيني قبل أية اعتبارات أخرى، لأننا نعتقد أن أي سلام دائم وحقيقي لا يمكن أن يتحقق إلا إذا قبلت به كل الأطراف الفلسطينية وقبل به الجميع، ويجب أن تصحح أية أخطاء ارتكبت إذا كانت تتعارض مع الشرعية والدستور". وحول ما إذا كان هناك تنسيق بين الرئيس صالح وبعض الزعامات العربية قبل إعلان المبادرة قال القربي: "منذ أحداث غزة في بداية يونيو تواصل الرئيس مع قيادات من السلطة الفلسطينية ومن حماس، وأجرى عدة اتصالات مع مجموعة من القادة العرب، وعندما زار مصر بحث هذا الموضوع مع الرئيس حسني مبارك". وأكد الوزير اليمني فيما يتعلق بالمؤتمر الدولي الذي دعا إلى عقده الرئيس الأمريكي جورج بوش لمعالجة قضية الشرق الأوسط أن " الرئيس بوش استعمل كلمة " اجتماع " وليس مؤتمراً دولياً"، مشيراً إلى أن وزراء الخارجية العرب أخذوا الجوانب الإيجابية في الطرح الجديد للرئيس بوش، لكننا أكدنا على أننا لا نريد اجتماعاً وإنما نريد مؤتمرا دوليا". وأشار إلى أنه ولضمان نجاح هذا المؤتمر "يجب أن تشترك فيه كافة الأطراف المعنية بالصراع العربي الإسرائيلي، وخصوصا سوريا ولبنان، اللتين لهما أراض محتلة من قبل إسرائيل، أي ألا تكون هناك محاولة لتجزئة الحلول، وأن يكون هناك برنامج زمني محدد حتى لا نضيع في متاهات، كما حدث في الماضي". وتطرق القربي إلى الوضع العراقي، معتبرا أن "وجود الاحتلال يؤدي دائما إلى نشوء مقاومة مشروعة"، مشيراً إلى أن بلاده تتخذ كل الإجراءات لمنع الشباب اليمني من الذهاب إلى العراق للقتال مشددا على أهمية التنسيق الأمني بين اليمن ودول جوار العراق لمنع العناصر المسلحة من التسلل إلى العراق. وحول التنسيق الأمني مع الولاياتالمتحدة، أشار القربي إلى أن التعاون موجود منذ ما قبل هجمات 11 سبتمبر 2001، عند وقوع الهجوم على المدمرة كول. وقال إن اليمن طلب من الجهات المعنية رفع اسم الشيخ عبدالمجيد الزنداني من قائمة داعمي الإرهاب، موضحا أن قضية الشيخ محمد المؤيد ومرافقه محمد زايد المسجونين في الولاياتالمتحدة بتهمة الإرهاب، مازالت في المحكمة، مشيراً إلى أن بعض المعاناة قد رفعت عنهما بعد زيارة الرئيس صالح إلى أمريكا.