تمكن موظف في الخارجية الأمريكية من تسريب معلومات هامة جمعت على شكل تقرير كانت مصنفة على درجة عالية من السرية عن قناة العربية الإخبارية وصحيفة الشرق الأوسط وفيما يعد التقرير من أخطر التقارير التي تم اختصاره وتقديمه إلى وزير الخارجية الحالية كوندليزا رايس بعد أن تم إعداده في عهد وزير الخارجية السابق وقد احتوى التقرير المكون من 1900 صفحة الذي صنف حتى عام 2005م على درجة عالية من السرية معلومات عن الهدفين الأساسين لقناة العربية والتي على غير ما يظنها المشاهد العادي أولهما تحسين صورة أمريكا في العالم العربي عن طريق تمجيد المبادئ والقيم الأمريكية والغربية والهدف الثاني تشويه صورة الإسلام عن طريق مهاجمة الثوابت والرموز والأفكار الإسلامية المعتدلة وخلط المفاهيم والأحكام وجعل الأصول في الإسلام قابلة للتغيير والمناقشة بشكل متدرج بالإضافة إلى كم هائل من البرامج التحريرية المتدرجة والموجودة في المجموعة الذكية ككل ومع ذلك فقد تشير بعض الأخبار والتقارير إلى عكس ما ترمي إليه الأهداف وذلك إنما من أجل التمويه أو من باب تغطية حدث وقد أورد التقرير بشأن دور العربية في حشد التعبئة الجماهيرية خلال الانتخابات أن العربية كانت رائدة في نقل أحداث العنف في العراق ولكن بعيون أمريكية كالتقليل من أخبار المدنيين العراقيين المصابين إثر الهجمات الأمريكية والتضخيم من عمليات الجيش الأمريكي وأثرها في هزيمة المقاومة معنويا واستشهد بذلك بتغطية العربية) لمأساة (أبو غريب) حيث كان الخبر لا يذاع كخبر أساسي في اليوم الأول بل كان الخبر الثاني أو الثالث وحتى مرور 12 ساعة إخبارية بخلاف جميع المحطات العالمية الإخبارية. أيضا عالجت (العربية) مأساة (أبو غريب) الامريكية بالتقليل نسبيا عن الحديث عنها وبث عدة برامج في الأيام اللاحقة عن أعمال العنف التي مارسها نظام صدام سابقا للتغطية على الفضيحة الأمريكية، كما امتدح التقرير أسلوب تعامل (العربية ) مع الشخصيات المعارضة للفكر الأمريكي والغربي بشكل عام سواء الإسلاميين أو الوطنيين حيث تتجاهلهم وتتجنب إعطاؤهم مساحة تذكر بل هناك قائمة تدعى (بالقائمة السوداء) تضم بعض رجال الدين وشيوخ الصحوة في السعودية بالإضافة إلى قائمة شخصيات مرفوضة تماما أهمها في نظر (الراشد) هو عبد الباري عطوان الذي اعتبر استضافتهم انتحاراً مهنياً ، ويمضي التقرير بالإشادة بنجاح (العربية) وقبلها جريدة الشرق الأوسط لتعاملهما المرن مع الشيعة وتوجيه المتلقي العربي لمناقشة القضايا الخلافية التي تطالب الإدارة الأمريكية بتغييرها عبر برامج مختلفة تحت ستار حرية الرأي حيث ناقشت هذه البرامج سابقا خطوطا حمراء لدى الخليجيين تعد أمورا سطحية مثل قضية الهاتف النقال المزود بكاميرا وغير ذلك. وأوصى التقرير في نهايته بتقديم دعم ل(العربية) مقداره خمسمائة مليون دولار على مدى 5 سنوات يكون 10% منه ماديا والباقي على شكل مساعدات لوجستية وفنية وإعلانات مدفوعة أما السبب الذي جعل التقرير يحدد المدة بخمس سنوات فلأنه يرى أن هذا هو العمر الافتراضي ل(العربية) لأنها بعد عام 2010م ستفقد مصداقيتها تماما أمام المشاهد العربي بينما يرى التقرير أن جريدة الشرق الأوسط سوف تظل قاعدة قادرة على تأدية دورها على مدى أطول من ذلك بكثير دون أن يحدد الأسباب لذلك.