لازال جمال البدوي يتصدر بين الحين والآخر عناوين الصحف فتارة تقول صحف مستقلة وحزبية انه خارج السجن يسرح ويمرح ، فيما لا تتواني السلطات الحكومية من النفي وتؤكد تواجده في معتقله وعدم خروجه. حيث نفى اليوم الاربعاء مصدر مسئول بوزارة الداخلية صحة ما نقلته صحيفة الوسط الأهلية من معلومات مضللة تزعم أن أجهزة الأمن في اليمن أفرجت للمرة الثانية عن المدعو جمال البدوي . ونقلت وكالة الأنباء اليمنية عن المصدر المسئول تأكيده بقاء البدوي في السجن حيث يقضي العقوبة المحكوم بها عليه على خلفية تفجير المدمرة الأمريكية يو إس إس كول . وأهاب المصدر بجميع وسائل الأعلام الحرص على تحري الدقة والموضوعية فيما تنشره من أنباء وتجنب نشر مثل هذه المعلومات العارية عن الصحة. وكانت صحيفة – الوسط - الاسبوعية ذكرت في عددها الصادر اليوم عن مصادر وصفتها بالمطلعة أن الأمن السياسي أطلق سراح جمال البدوي المتهم بتفجير المدمرة الأمريكية كوول في العام 2000م وأحد الفارين من سجن الأمن السياسي مطلع العام الماضي. وأشارت المصادر إلى أن البدوي يتواجد حالياً بمحافظة مأرب بعد الإفراج عنه لكنها لم تشر إلى خلفية إطلاقه وأسباب ذلك وأكدت إن البدوي تربطه علاقة جيدة مع قيادات في الأمن السياسي و تسعى الدولة إلى استثمار حركته. وتعتبر هذه المرة الثانية التي تطلق فيها الدولة سراح جمال البدوي حيث سبق أن أعلنت قبل حوالي شهر أنها أطلقته لكنها عادت ونفت الخبر بعد أن أبدت أوساط أمريكية قلقها من عملية إطلاقه حيث تتهمه بالوقوف وراء تفجير المدمرة الأمريكية في خليج عدن وقتل مواطنيين أمريكيين وتطالب بمحاكمته داخل امريكا. من ناحية أخرى أكدت مصادر محلية بمحافظة أبين أن قبائل تنتمي لمحافظة مأرب قامت بتسليم علي أبموفا الملقب ب "أبو رعد" والمتهم بقتل رئيس جهاز الأمن السياسي بالوضيع محافظة أبين قبل أربع سنوات" وسلمته لفرع الجهاز بالمحافظة بعد حمايتها له طوال تلك الفترة مشيرة إلى أن تسليم أبو رعد الذي يعتبر احدى العناصر الجهادية العائدة من أفغانستان جاء بعد خلعه للحزام الناسف الذي كان يحمله باستمرار لتخويف من يحاولون الاقتراب منه حيث تمكنت من مباغتته و إلقاء القبض عليه بعد خلعه للحزام. وأوضحت المصادر أن أبا رعد قام بقتل رئيس الجهاز قبل أربع سنوات كثأر منه لسجنه لمدة ثمان سنوات متواصلة وفر إثر العملية إلى مأرب واحتمى بأحد مشائخها. على صعيد آخر علمت الوسط أن الشحتور الذي يقود تمرداً ضد الدولة في جبال المحفد بمحافظة أبين رفض عرضاً لحمزة القعيطي احد قياديي القاعدة المطلوبين للجهات الأمنية في توحيد جهودهم والقيام بعمليات موحدة تستهدف الدولة معتبراً أن توجهه-الشحتور- مدني بينما القعيطي جهادي. وكان جمال البدوي قد سلم نفسه منتصف اكتوبر من العام الجارينوكان البدوي قد قاد عملية لفرار 22 قياديا في تنظيم القاعدة في ال15 من فبراير من العام الماضي حيث تمكنت هذه العناصر من حفرة من الغرفة التي كانوا مسجونين فيها إلى جناح خاص بالنساء في مسجد مجاور لمبنى الأمن السياسي. كما كان قد فر من سجن المنصورة في مدينة عدن مع 9 من رفاقه في العام 2003 ثم تمكنت أجهزة الأمن اليمنية من عودته ومحاكمته بعد ذلك حيث حكمت عليه محكمة البدايات المتخصصة بقضايا الإرهاب وأمن الدولة في اليمن بعقوبة السجن المؤبد لكن محكمة ثاني درجة وهي المحكمة الاستئنافية الجزائية المتخصصة خففت الحكم إلى 15 عاما حيث أدين بضلوعه في واقعة تفجير المدمرة الأميركية كول قبالة ميناء عدن في ال12 من أكتوبر (تشرين الأول) من العام 2000 باستخدام قارب مطاطي مفخخ فقتل من جراء هذا التفجير 17 جنديا أميركيا من قوات المارينز وجرح في ذات العملية 33 عنصرا عسكريا بنفس المدمرة. يشار إلى ان أهم شخص وهو العقل المدبر للهجوم هو عبد الرحيم الناشري والذي صدر في حقه حكم غيابي بالإعدام، وقد تردد أنه محتجز من قبل السلطات الاميركية. وعاد العديد من الهاربين من سجن الأمن السياسي إلى القبضة الأمنية لكن 5 قتلوا من قبل الأمن اليمني في عمليات قامت بها الفرق العسكرية الخاصة بمكافحة الإرهاب كان أبرزها قتل فواز الربيعي القيادي في تنظيم القاعدة في اليمن في عملية نفذتها القوات الخاصة في منطقة بني حشيش شمال شرقي العاصمة صنعاء في أكتوبر الماضي. وأدين الربيعي بتزعمه لجماعة من تنظيم القاعدة نفذت الهجوم على الحاملة النفطية الفرنسية ليمبورج في ميناء الضبة في محافظة حضرموت وقتل في ذات الواقعة بحار بلغاري من قوام الطاقم الفني الذي يتكون من 25 عنصرا وكشفت المحاكمات قيام الربيعي ورفاقه بذلك التفجير عقب مقتل أبو علي الحارثي الذي قتلته مع 5 من رفاقه في قرية النقعة بطائرة أميركية بدون طيار الذي كان يتزعم القاعدة في اليمن.
