نقلت مصادر سياسية مقربة من قيادات سياسية عليا لليقين معلومات مؤكده تؤكد حسم الرئيس عبدربه منصور هادي لمسألة بقاءه في المؤتمر من عدمه خلال الأشهر القليلة القادمة وقالت المصادر أن هادي منزعج جداً من بقاء المؤتمر الشعبي العام خارج سيطرته بسبب بقاء صالح على رأسه وأن هادي عبر عن ذلك الإنزعاج لمسئولين دوليين منهم المبعوث الأممي جمال بن عمر وعدد من سفراء الدول الراعية للمبادرة الخليجية . وجاء إنزعاج هادي بعد جولات من الخلافات مع الرئيس السابق خلال الفترة الماضية وفشل كل محاولة التوفيق والصلح بينهما حيث يتهم هادي سلفه بعرقلة مسار التسوية السياسية ومحاولة إفشال المرحلة الإنتقالية وهو ما دفع هادي خلال الأشهر الماضية للجوء الى مجلس الأمن ومطالبته بإصدار قرار يمنع صالح من ممارسة العمل السياسي وإجباره على مغادرة اليمن حتى يتسنى للرئيس هادي عبر حلفاءة بالمؤتمر تولي رئاسة الحزب إلا أن ذلك لم يحدث بسبب إستخدام الرئيس السابق للكثير من الأوراق وبقاء العديد من القيادات المؤتمرية مواليه له رافضةً التخلي عن صالح خلال هذه الفترة . الرئيس هادي يشعر حسب بعض المراقبين بأنه ضعيف جداً لعدم إمتلاكة أداة سياسية وجماهيرية تمكنه من المناوره والضغط لفرض قراراته على بقية الأطراف وحتى لا يكون الحلقة الأضعف سيما بعد أن فشل في إقالة أهم القادة العسكريين كاللواء علي محسن الأحمر وأحمد علي عبدالله صالح مما أضطره للبحث عن ادوات قوة أخرى رغم انه نجح في تعيين قيادات عسكرية مواليه له في الكثير من مفاصل الجيش والأجهزة العسكرية والأمنية . الصراع بين هادي وصالح مستمر منذ الأشهر الأولى لتولي هادي الرئاسة فهناك من يرى أن وصول هادي الى رئاسة المؤتمر ستجعل موقفه اكثر قوة أمام بقية الأحزاب التي تحاول فرض الكثير من مواقفها على الرئيس فيما يؤكد متابعون أن قرب موعد الإنتخابات القادمة دفع الرئيس هادي الى تكثيف تحركاته لإبعاد صالح من رئاسة المؤتمر إلا أن صالح أبدى صموداً كبيراً مستعيناً بحلفاءه داخل المؤتمر وقوته المالية وفريق إعلامي وإستشاري متخصص . المصادر نفسها أكدت ان عدد ممن التقاهم هادي من السفراء طرحوا عليه مقترحاً بإنشاء حزب سياسي جديد يضم الموالين لهادي من داخل المؤتمر ومن خارجه بإعتبار أن هادي يمتلك شعبية كبيرة وقد يكون خروج هادي من المؤتمر وتأسيسه حزب جديد مشجعاً لقيادات سياسية للإنضمام إليه سيما بعد أن صار المؤتمر مختطفاً من قبل الرئيس السابق وصار أمر تغييره صعباً خلال الفترة الحالية إن لم يكن خلال السنوات القادمة . قيادات مؤتمرية سارعت الى محاولة إحتواء الخلافات بين هادي وصالح باذلة الكثير من الجهد في سبيل عدم مناقشة فكرة إنشاء حزب جديد وحسب بعض المصادر فإن الهدف من هذه التحركات هو إيقاف هادي عن التفكير بمقترح الخروج من المؤتمر وإبقاء الوضع كما هو عليه وهذا ما يتوافق مع مشروع عودة المؤتمر للحكم بقيادة صالح خلال الإنتخابات القادمة وهذا يتطلب بقاء الرئيس هادي كحلقة أضعف بين كل الخصماء وحتى لا يتصدع المؤتمر ويشهد حالة إنهيار حقيقي وإنقسام يصل الى مستوى القواعد بين هادي وصالح . المصادر أكدت أن هادي لم يناقش مقترح إنشاء حزب جديد مع الكثير من القيادات ولم يبدى أي تحمس بعد طرح المقترح عليه ما فسره البعض بأن الرئيس يرى الى صعوبات حقيقية ستواجهه إذا ما فكر بتأسيس حزب جديد وأن عوامل الزمن والظرف الراهنين غير مهيأة للشروع في تنفيذ الفكرة فهواجس الصراعات السياسية ومستقبل الحوار ومواقف الأحزاب والحراك والحوثي والهيكلة والجيش والكثير من الملفات تشغل كل وقت الرئيس من الصباح الباكر حتى ساعات متأخرة من المساء فلا يجد الوقت الكافي لدراسة المقترح بشكل جيد وهذا قد يوحي بأن هادي غض الطرف عن هذا الأمر وحتى إشعار آخر . الإستعدادات للإنتخابات القادمة والتقارير المتداولة محلياً عن إستعدادات لبعض القوى السياسية لخوض غمار المنافسة في تلك الإنتخابات سيما حزب التجمع اليمني للإصلاح دفع المؤتمر الشعبي العام الى الإستعداد إعلامياً لمواجهة الإصلاح وإتهامه بالإتجاه نحو "أخونة الدولة" وإحلال قياداته والمحسوبين عليه في الدولة وإنشاء تشكيلات عسكرية جديدة وتجنيد الآلاف بوزارة الداخلية وهو ما ينفيه الإصلاح . وعلى ما يبدو أن المؤتمر الذي يحاول إستعادة ترتيب صفوفة واوراقة يعاني من حالة إنقسام وإن كانت غير ظاهرة فهناك طرف متحمس جداً للرئيس السابق ومسألة إعادتة للحكم وهذا الطرف أستطاع السيطرة على الإعلام في المؤتمر وإنتاج أدوات إعلامية جديدة وطرف آخر ملتزم بالصمت حتى اللحظة ويتميز الطرف الأول بخطاب سياسي وإعلامي مهاجم للحكومة وللثورة وفي بعض الأوقات الرئيس هادي نفسه فيما الطرف الآخر يبدي بعض التعاطف والتأييد للرئيس وللحكومة من اجل التغيير والخروج من الأزمة ويرفض التصادم مع اللقاء المشترك أو أي أطراف أخرى . وإذا ما أعدنا النظر في أسماء قيادات المؤتمر سنجد أن الكثير منها ما يزال موالياً للرئيس السابق إلا أنها سرعان ما ستتخلى عنه إذا ما حدثت مواجهه حقيقية بين هادي وصالح كونها قيادات جمعتها المصالح والمنافع وما كانت تجده مع صالح ستجده مع هادي سيدفعها كل ذلك لتأييد هادي إلا أن هادي نفسه لا يريد خوض معركة حقيقية مع صالح فمايزال يستقوي بالخارج لإبعاد صالح لكن ذلك لم يكفي فيكاد يكمن خطأ هادي والمشترك معاً هو عدم إشتراط خروج صالح من قيادة المؤتمر خلال توقيع المبادرة الخليجية رغم طرح ذلك إلا أن صالح حينها سارع في إشتراط خروج قيادات محسوبه على المشترك معه وهو ما دفع المشترك لسحب هذا الشرط . المواجهه مؤجلة مع صالح والضغط عليه للخروج من رئاسة المؤتمر مستمرة إلا أن بروز بعض القضايا والملفات تقطع تلك الضغوطات كإنعقاد مؤتمر الحوار وظهور قضايا وأزمات داخلية قد يكون صالح مساهم في إشعالها حتى يصرف النظر على مسألة مغادرته من قيادة المؤتمر . الدكتور الإرياني حذر خلال مقابلة تلفزيونية مع قناة العربية من مسألة عدم حسم الخلاف حول رئاسة المؤتمر محذراً من عواقب ذلك على الحزب والتنظيم خلال الإنتخابات القادمة وتأتي تصريحات الإرياني بالتزامن مع إنتقادات حادة شنها الرئيس السابق على الرئيس هادي على خلفية تغيرات وتعديلات أجراها الرئيس هادي على قائمة المؤتمر . كل ذلك دفع الكثير من المراقبين على إبداء خشيتهم من تطور الصراع الحالي بين القوى السياسية سيما مع إحتفاظ كل طرف بالقوة العسكرية وبقاء صالح كفاعل سياسي الى إحتمالات مواجهه عسكرية إذا لم يتم حسم ملفات على رأسها بقاء صالح وهيكلة الجيش ونجاح مؤتمر الحوار المرتبط بالملفات الأخرى إضافة الى ملف الجنوب .