الأستاذ والأديب التربوي والمؤرخ الراحل عبد الرحمن عبد الكريم الملاحي أفنى حياته في البحث والدراسة . أهدى للمكتبة اليمنية والعربية مجموعة من الإصدارات ، وله كتابات في الصحف والمجلات حول قضايا الفكر والثقافة ، أبرزها عن المسرح والتاريخ وعلم الاجتماع وهو خبير جغرافي في خطوط الطول والعرض وعلم النجوم وعلم الملاحة 0 وقد تميز الأستاذ الملاحي بذائقة نقدية رائعة وخاصة للنصوص المسرحية 0 كتب عن بلاده وعن بلاد الجوار في دول الخليج العربي الشقيقة وخاصة سلطنة عمان 0 عمل في بداية حياته معلما ومربيا فاضلا ثم مديرا لمكتب الثقافة بمحافظة حضرموت ويعد من المؤسسين الأوائل لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين 0 تميز بالتواضع والبساطة والتسامح والكرم والتلقائية والزهد و التصوف وكان متصوفا حقيقيا ومصلحاً اجتماعياً من الدرجة الأولى 0 أحب الناس فأحبه الناس وكانت لنشاته الأسرية الدور الكبير في تمتعه بهذه الصفات وهذا السلوك الإنساني الكبير في تعامله مع المجتمع بكافة مستوياته وشرائحه 0 متحدثٌ رائع لا يمل سماعه وحكاياته مملؤة بالود والابتسامة والقفشات المعبرة 0 هو ابن بيئته وابن مدينته ( سعاد الزبينة ) أم الأيتام 0 كان الناس يأتون إليه كبيرهم وصغيرهم لأخذ الرأي وللاستفادة منه في أبحاثهم ودراساتهم وكان لا يبخل عليهم بما فتح الله عليه من علم ودراية 0 تميز بابتسامة لا تفارقه ، يلتقي بالناس في غرفة استقبال بيته الذي كان مزارا لكل الناس ومنهم طلاب العلم والباحثين والدارسين من بلادنا وبلاد العرب والبلدان الأجنبية وكان معهم ودوداً كريماً وأنموذجاً للباحث والمؤرخ والإنسان 0 رحم الله شيخنا وأستاذنا الفاضل عبد الرحمن عبد الكريم الملاحي واسكنه فسيح جناته وأثابه بم قدم لدينه ووطنه وجعل ذلك في ميزان حسناته وخلفه علينا وعلى أهله ووطنه ومحبيه بالخلف الصالح والهم أهله وذويه ومحبيه وهذا الوطن الجميل بالصبر والسلوان إنا لله وانا إليه راجعون 0 قصيدة للشاعر كمال البطاطي في رثاء الملاحي بعنوان : منتصف الليل منتصف الليل كان الرحيلُ للأيتام امٌ لم تزل تودعهم واحداً واحداً تقبلهم واحداً واحداً وتكحلهم واحداً واحداً بالتراب وفي هدأة الليل يؤرخنا السكون منتصف الليل لبست سعادٌ دموعها وأناتها وتحاملت ماذا تقول للصغار ؟ أُم اليتامى في وداعٍٍ لم تنمْ ومن حولها لم ينم وكان الصباحُ حزيناً يحدثنا ويكتبنا سيرةً للخريف وداعاً وداعاً قد نلتقي سيرةً للظلال ونأتي إليها نأتي إليكِ لنذرف على قبرهِ دمعةً ونبكي نشيداً يؤرخنا سيرةً للجمال