(عبدالله غريب) القرية الوادعة الوديعة الرابضةِ بين أحضان الوادي والجبل حيث نرتشف عصير النارجيل الطازج في صباحاتنا الباكرة ونحن في طريقنا من ساحلنا إلى وادينا ونستمتع بطعمه النقيّ الذي أخذ من نقاوةِ أهلها وبرائتهم ووداعتهم فكان مثلهم أو كانوا هم مثلهُ على الفطرة والطبيعة الجميلة .. زرتهم اليوم في غيل باوزير دون أي صفة سوا أنني (إنسانٌ حضرمي) حتى ولو رآه البعض على أنّه (تعرّاض)، وبرغم ما وجدته من أريحيتهم وحفاوة استقبالهم وضحكاتهم وابتساماتهم ولعب أطفالهم، إلّا أن كل ذلك لم يُخفِ مرارةَ ما بهم وما يحدثُ لهم .. أكثر من ثمانمائةٍ من أهلنا بمن فيهم النساء والأطفال والشيوخ أضحوا مشرّدين لاجئين في فصولٍ دراسيةٍ بالمئات في مدرسة باوزير الثانوية في غيل باوزير، واختاروا هُجران ديارهم على البقاء حيث التهديد الدائم لأمنهم واستقرارهم .. كم هم بحاجة إلى التفاتةٍ منّا جميعاً ومساندةٍ ولو معنويّة .. وكم هم بحاجةٍ إلى تحرّكٍ سريعٍ من سلطاتنا بمراجعة مصدر الضرر وسبب هذه الأزمة، ولن تُعدم الحلول لحفظ أمنِ واستقرار وكرامة هؤلاء الأحباب من أهالي (عبدالله غريب) وكذا قيام الجهات الأمنيّة والعسكريّة بواجباتها لحماية المواطن وأمنه لا أن تكون هي مصدر المخاطر والتهديد .. تحيّة لمدينة الشهامةِ والأصالة التي يضربُ أهلُها اليوم مثالاً آخر للتكافل والتعاضد .. تحية لأهلنا في غيل باوزير على موقفهم الرائع والنبيل الأصيل مع أهلهم وإخوانهم .. تحيّة لأمينهم العام وللجنة الشعبية والشخصيات الاجتماعية والجمعيات والمجتمع ككل على هذا التلاحم الرائع والنبيل ..