الحديث عن حضرموت وعن تاريخها وعن علاقتها بالمركز او حتى عن طموحها في الاستقلال عن اليمنيينجنوبه وشماله شغل الكثير من الكتاب والمفكرين في الفترة الاخيرة نضراًً لاضطراب الاوضاع في دولة المركز سواء كان مع عدن في ما قبل 90 م او مع صنعاء في دولة ما بعد ال 90 والوحدة . والمتأمل لحال حضرموت والحضارمة يجد الكثير من الانكسارات التي اصابت الحضارمة من مركزي القرار في صنعاءوعدن فلم تعطى حضرموت حقها من الاهتمام إلا في فترة وجيزة من حكم الرئيس علي عبد الله صالح الذي التفت قليلا لحضرموت وعمل بعض البنى التحتية ولكن الاوضاع السياسية في سنين الربيع العربي لم تسعفه ليستقر حكمه ، وبذا تدخل حضرموت مرحلة ثالثة من عدم الاهتمام وهي ما قبل 90 وما بعد الوحدة وما بعد علي عبد الله صالح . اكثر من ظلم الحضارمة وحضرموت في الفترات الماضية هم بعض من ابنائها ففي فترة ما قبل ال 90 شهدت حضرموت موجات السحل والتأميم وحكم الفوضويين الشيوعيين والتي جعلت الكثير من الحضارمة يفضلون الهجرة عن وطنهم حضرموت الى الخليج وإفريقيا ومن قبل الى الهند واندونيسيا وظل الحضارمة على هذا الحال بعيدين عن صناعة القرار في موطنهم حضرموت او في صنعاءوعدن عداء قلة قليلة هي التي اساءت الى حضرموت على المراحل الثلاث التي ذكرناها سابقاً . بعد تقسيم اليمن الى اقاليم وكانت حضرموت اقليماً فيدرالياً تفاءل البعض وقالوا اخيرا اُعطيت حضرموت جزء مما تستحق انبرى مجموعة اخرى ممن اساءوا الى حضرموت في الفترات الثلاث السابقة معترضين ان تكون حضرموت اقليمياً مستقلاً مثلها مثل عدنوصنعاء ويأبون إلا ان تكون حضرموت تابعة الى عدن في اقليماً واحداً مستكثرين علينا ان تكون لنا حكومة محلية في حضرموتنا وفي عاصمتنا المكلا ومصرين إلا ان تكون حضرموت ولاية تابعة متبوعة في كل شي بعدن قديماً وحديثاً وكأننا اسماك غير قادرين على العيش إلا في بحر عدن او في بحر الظلمات هناك في صنعاء ومستكثرين علينا العيش في استقلالية ولو بسيطة مادون الاستقلال وأكثر من التبعية التي يريدونها لنا مفضلين لنا خيار الولاية ومستبعدين خيار الاقليم الذي سيعيد جزء ولو بسيط من كرامتنا المهدورة على مدى عقود الجمهورية المزعومة في جنوب وشمال اليمن . في فترة الاضطراب هذه التي تعيشها حضرموت والوطن عموماً لم يتمتع الكثير من الحضارمة بالقدرة على التفكير المستقل والبحث عن مصالحهم ومصالح موطنهم حضرموت وبعيداً عن مركزي القرار في صنعاءوعدن فنجد مجموعة من الحضارمة ممن يسمون انفسهم بالقيادات التاريخية يتبعون في كل صغيرة وكبيرة القبائل الماركسية القديمة في يافع وفي ردفان وفي الضالع وان كانوا هم على حسب ما يعتقدون انهم القادة إلا انهم في حقيقة الامر مسلوبي التفكير عديمي الارادة عاجزين عن التجديد مدفوعين من تفكيرهم السلبي الى الارتماء في احضان قلة قليلة من تلك الشخوص سواء كانت في عدن او في الضالع وردفان ويافع ومهووسين بتأثير وتفكير الطغمة والزمرة ومتأثرين بسياساتهم الماضية التي لم تنتج غير الخراب للجنوب عامة ولحضرموت على وجه الخصوص . وفي الجانب الاخر نجد مجموعة اخرى من الحضارمة مرتبطين بقوى النفوذ في صنعاء ارتباط الرجل بصلاته فان حاد عنها اقترب من الكفر والظلال والعياذ بالله هذه المجموعة وتلك التي ذكرناها سابقاً هم من اضاعوا حضرموتنا وأظاعوا مصالحنا وجزء كبير من ارادتنا واستقلاليتنا وكرامتنا المهدورة .