استقبلت منظمة حضرموت الصحية صباح يوم أمس الاثنين 11 أغسطس خبيرتين وناشطتين ألمانيتين في المجال الصحي على الصعيد العالمي لمناقشة ظاهرة انتشار مرض اللشمانيا في إقليم حضرموت خصوصاً في منطقة غيل بن يمين. وبحضور ممثلين عن مكتب وزارة الصحة العامة والسكان بمحافظة حضرموت عُقد اجتماع في مقر المنظمة للوقوف على مظاهر انتشار المرض ترأسه الدكتور / رفعت سالم باصريح المدير التنفيذي للمنظمة، وخلال الاجتماع تم استعراض المناطق التي ينتشر فيها المرض وعرض إحصائيات بأعداد المصابين في الجمهورية اليمنية. كما تم خلال الاجتماع تقييم الوضع الصحي بشكل عام للمناطق المتضررة ومناقشة جهود وزارة الصحة العامة و السكان في مكافحة المرض و الحد من انتشاره. و مرض الليشمانيا من الأمراض التي يسببها بعض أنواع الأوالي من جنس الليشمانيا، وتتفاوت علاماته من آفات جلدية تشفى عفوياً وتعرف باسم ( الليشمانيا الجلدية ) إلى مرض جهازي فتّاك يعرف باسم ( الليشمانيا الحشوية ). وينتقل المرض عن طريق لدغة من أنثى حشرة ذبابة الرمل (Sandfly). تأتي هذه الزيارة في خضم جهود منظمة حضرموت الصحية للحد من انتشار المرض ، إذ تم اكتشاف عدد من الحالات المصابة خلال فعاليات قافلة منظمة حضرموت الصحية الإغاثية لمنطقة غيل بن يمين مطلع العام الجاري ، وبناء على ذلك عمدت المنظمة إلى اتخاذ إجراءات وقائية لمكافحة المرض خلال مخيمها الجراحي الشامل الذي سيرته إلى منطقة غيل بن يمين خلال الفترة من 26 أبريل – 8 مايو 2014م. وفي شهر يونيو الماضي ، عقدت منظمة حضرموت الصحية اجتماعاً تنسيقياً مع ممثلي مكتب وزارة الصحة العامة والسكان وممثلي البرنامج الوطني لمكافحة الملاريا لمناقشة آلية مكافحة مرض الليشمانيا في المنطقة. وفي أعقاب الاجتماع المنعقد يوم أمس أكد الدكتور / رفعت سالم باصريح – المدير التنفيذي لمنظمة حضرموت الصحية – على أهمية وضع آلية مناسبة وسريعة وفعالة للحد من انتشار المرض والسيطرة عليه نظراً لخطورته خصوصاً أنه يعتبر من الأمراض الفتاكة ، وينبع اهتمام منظمة حضرموت الصحية بهذا المرض من ما لمسته على أرض الواقع وشهدته ضمن أنشطة قسم النشاط الإيصالي بالمنظمة تحديداً خلال فعاليات القافلة الإغاثية والمخيم الجراحي الذين سيرتهما المنظمة إلى منطقة غيل بن يمين في وقت سابق من هذا العام. ومن أجل تحقيق حياة صحية آمنة لكل مواطن فإن منظمة حضروت الصحية ستبذل قصارى جهودها للقضاء على المرض. وأوضحت الدكتورة / ليتغارد ويست أخصائية أمراض الجلد وعضوة الجمعية الدولية لأمراض الجلد أهداف زيارتهم لمحافظة حضرموت إذ قالت : " كأخصائية أمراض جلدية مشاركة في استطلاعات عالمية في تخصصي الطبي ، وكعضوة في الجمعية الدولية لأمراض الجلد ، فإن هدفنا الرئيسي من هذه الزيارة لحضرموت هو معرفة مدى انتشار المرض والوقوف على الإحصائيات الخاصة بانتشاره بين السكان مما يساهم في عملية الحد من انتشار المرض والقضاء عليه " فيما بينت الدكتورة / إيدث فيستشنالر– الناشطة الاجتماعية في المجال الصحي الدولي – الصعوبات التي تواجه المجتمع اليمني في القضاء على المرض وخطورة انتشاره بين السكان حيث قالت " تكمن خطورة انتشار المرض في ضعف الوعي الصحي لدى السكان إضافة إلى صعوبة عملية التوعية الصحية الخاصة بالمرض بحد ذاته ، لذلك ليس هناك طريقة للقضاء على المرض إلا بزيادة وسائل الحماية منه والقضاء على مصادره " وكنتيجة للاجتماع فقد تبنت منظمة حضرموت الصحية الإعداد لخطة لمكافحة انتشار المرض والقضاء عليه ورفعه للجهات المعنية ، ليتم في وقت لاحق البدء في تنفيذ برنامج شامل للقضاء على مسببات المرض في الجمهورية اليمنية. حضر الاجتماع الدكتور رياض الجريري نائب مدير مكتب وزارة الصحة العامة والسكان بمحافظة حضرموت الساحل ، والدكتور أنيس عيديد منسق برنامج مكافحة الليشمانيا بمكتب وزارة الصحة بمحافظة حضرموت.