في كل المراحل والمنعطفات السياسية التي شهدتها بلادنا تدخل الصحافة على الخط الساخن وتكون القاعدة الإعلامية أو الماكينة الإعلامية السيئة حاضرة بقوة صحافة (اكذب ثم اكذب) في كثير من القضايا والموضوعات الساخنة ، المثارة… فيحدث نوع من التحالف الضمني وغير المعلن فيما بين السياسي المرجف والإعلامي المجدف … أو لنقل فيما بين السياسة الخرقاء والصحافة الحمقاء… . في أحوال ومناسبات شبيهة بما أشرت إليه أعلاه ، تتشكل اتجاهات عامة وقناعات خاصة لدى الأفراد والمتلقين ممن لا يسبرون غور المعلومات التي تصلهم عبر الصحيفة أو الخطبة أو بالتأثير المباشر وغير المباشر أو بالتأثر بأفراد قريبين وذوي ميولات وقناعات سياسية وينفذون مهاماً دعائية أشبه ما تكون بالطابور الخامس من السيئين والخبثاء !! . غالباً ما يكون " المرسل " هي جماعة أو حزب أو لقاء وفق تحالف مصلحي وقتي أشبه ب(الصفقة) التي يتقاسمون فيها (الكعكة) وعائداتها الربحية ، حتى لو لم يجمعهم أو يوحد بينهم إلا هدف نفعي بحث وأناني كهذا ، ولكن هم على قناعة بجدوى توظيف الوسيلة الإعلامية والصحفية في هذا الاتجاه البراجماتي المحّور وإقحام الصحافة الدعائية والعدائية في مهام مشابهة تروّج للإشاعات وتمهّد لتجاوزات قادمة .. كما تزيّف وعي الجمهور وتعتدي على الرأي العام في الحصول على معلومات مجردة وحيادية ، ولدينا نماذج متوافرة ومعروفة لكل ذي قلب حصيف. . هناك من يحلو له أن يكذب على نفسه أو يخادعها .. فيقع في تبسيط الأمور ويستبعد أن يكون هذا التحالف النفعي على قدر من الدهاء أو قل الخبث والتكالب الاستهدافي في مجال المرحلة الراهنة وهو يفعل ذلك لا عن ارتجال أو مصادفة غير مرتب لها ، بل عن وعي وقصديه مباشرين ومدروسين تماماً. . ولدينا شواهد عديدة وإثباتات التجارب والمراحل والأيام تؤكد قصور الآخرين في تقدير خصومهم المعارضين ، وافتراض التزامهم بقدر من اللياقة أو الاخلاق السياسية.