لست عالم لغة ولا شاعراً ولا اديباً لم اتلق علم النحو من سيبويه ولم اكن يوما رفيقاً لإمرؤ القيس ما انا الا واحد من ملايين الناس الذي يفتخرون بلغتهم التي انزل بها القران رأيت ان هذه اللغة العريقة والشامخة والباقية بقاء الانسان الى قيام الساعة بدأت تضعف (امام لغة التكنلوجيا) فأكتب محاولاً إسماع من غشى اذانهم الصمم لعلهم يتنبهون الى ثقافتهم التي تدمر بأيديهم . لا يختلف اثنان على ان الأجيال المعاصرة – وانا منهم – انتقلت من عالم التواصل بالورق والكتابة عليها بدأ بأوراق البردي عند المصريين القدامى وصولاً الى الاوراق حديثة الصنع الى عالم آخر من التواصل يتم من خلف شاشه وعبر لوحة مفاتيح او هاتف ذكي ومع هذا التواصل قدمت الينا الكثير والكثير من برامج التواصل الاجتماعية( ماسنجر، فيس بوك ، تويتر ، واتس آب) فتسللت الى حياتنا تسلل النوم الى الجفون وفي ظهور هذه البرامج نشأت لدينا علاقات مفتوحة ومتداخله بثقافات كثيرة جداً وقوية تلك الثقافات وباتت برامج التواصل تصنع الآراء وتشكل وعي الأمم ، ونشأت عن هذا النوع من التواصل سوق لغويه جديدة تتماشى مع سرعة التواصل وتخضع لتأثير ثقافة مصدر هذه التكنلوجيا فأصبحت لغة تواصلنا الالكتروني اليومي تحتوي على مصطلحات جديدة من الممكن ان تشكل معجماً لغويا الكترونيا يأخذ اغلب مصطلحاته من الانجليزية وغيرها من اللغات الأجنبية ولم يكن للغتنا نصيب من هذا المعجم فمثلا بدانا باستخدام كلمة (باك – ) عوضا عن كلمة سأعود او سأرجع وكلمة (برب) عوضاً عن كلمة مشغول ، وصبحنا نستخدم (اوك –) بدلاً عن كلمة موافق وهذه تمثل عينة من اللغة الإلكترونية الدارجة (( لهجة محلية )) واذا اتينا الى استخدمنا لمصطلحات النشر في فيس بوك …؟… فنقول عن( الصفحة بروفايل) و(التعليق كومنت) و(الإعجاب لايك) و(منشور بوست) فأصبحت انجليزية لن نستطيع القول عنها معرّبة ولكن …. لست ادري ماهي !! وتأتي هنا المبالغة في الضعف و الركاكة من قبل اللغويين العرب ولست اهل للحديث عنهم لكن هذا ما تبادر الى ذهني عندما بدأت في البحث عن برنامج التواصل تويتر ومن اهم المصطلحات المتداولة في هذا البرنامج مصطلح (التغريدة ) فبالبحث عن معنى غرد في أغلب المعاجم تجد ان جميع المعاجم تعطي معنى لها يدور حول (صوت الغناء والطرب ) وتأتي بمنعى (الشتم ) في بعض المعاجم ، وكل هذه المعاني بعيدة كل البعد عن المعنى المتداول حول مصطلح التغريدة . فبالرجوع الى المعجم الانجليزي نجد ان كلمة (تويتر ) وهي كلمة تعني في الانجليزية ما تعنية التغريدة في الشبكات الاجتماعية الالكترونية وهو فعل الكتابة على الحائط اذا كلمة مصطلح تغريدة ما هو الا ترجمة حرفية لكلمة ( تويتر الانجليزية) وهكذا نحن العرب لم نستطع انتاج شبكات اجتماعية ولا برامج متقدمة وقد يكون الامكانات المادية ووغيرها من الاعذار مبرراً لذلك ، ولكن عدم استطاعة اللغويين العرب استيعاب هذه القوالب اللغوية الالكترونية واحتواها بمفاهيم عربية لا مبرر له .