انتشرت في الآونة الأخيرة أخلاقيات غريبة وشاده دخيلة على مجتمعنا ، وأصبحت روتين يومي يمارسه الكثير من الناس بمختلف فئاتهم العمرية في شوارع مدن حضرموت ، ولعلّه يبرز أمام الجميع ظاهرة المخالفة في قيادة المركبات وبالأخص الدراجات النارية من قبل شباب في عمر الزهور تمتلئ بهم المستشفيات وتراق دمائهم في الشوارع بسبب هذه المخالفات . ومن أبرز تلك المظاهر والمخالفات هي ظاهرة " السير عكس اتجاه الطريق " من قبل سائقي المركبات المختلفة من درجات نارية أو سيارات وحتى الشاحنات النقل الثقيلة . عندما نشاهد سائق دراجة نارية يسير عكس الشارع نقول أن ذلك أمر اعتدنا عليه منذ سنوات لأن الأغلبية منهم لا يلتزمون بقواعد و إرشادات السير ويمارس سائقوها العشوائية في القيادة والسبب الرئيسي في ذلك عدم فرض رجال المرور قوانينهم الصارمة على الدرجات النارية باعتبارها مركبات في الطريق ينطبق عليها قانون المرور مثل بقية السيارات و المركبات الأخرى ، ولكن المصيبة أن يصل الأمر إلى أن سائقي السيارات و مركبات النقل الثقيلة يعكسون اتجاه السير في الطرق الحيوية الرئيسية والطرق الداخلية بالمناطق والأحياء السكنية ، ورغم حيوية بعض الطرق والشوارع ، واستخدامها من قبل عشرات السيارات والزحام الذي تشهده في أوقات الذروة ، ورغم أنها عبارة عن مسارين في اتجاهين مختلفين ، إلا أن بعض المواطنين يرتكبون مخالفة السير عكس الطريق بوضح النهار في محاولة منهم لتجاوز من يسيرون أمامهم أو لاختصار المسافة . ويعتدي هؤلاء على حق الغير ممن يسيرون بالمسار الصحيح ، غير مبالين بعرقلة حركة السير، واثقين من السماح لهم بالدخول ، متجاهلين ما قد تسببوا فيه من إغلاق الطريق أمام مستخدميه بشكل صحيح. العجيب في الأمر أن بعض سائقي المركبات المخالفة العاكسة لخط السير يصرون على عكس الطريق ويمضون في ذلك دون خجل أو تقدير للآخرين من مشاه أو مركبات أخرى تسير في اتجاهها الصحيح ، وقد تجد أحياناً احد السائقين رغم علمه بخطئه تجده يتعنت و يرفع صوته و قد تسمع منه ألفاظ بذيئة وغير أخلاقيه ، وفي نهاية المطاف عندما يشعر انه غلطان يبرر ذلك و يتعذر و يقول ( البلاد فوضى ، وضع البلاد ، البلاد بلا قانون ،، البلاد ….. الخ ).، متناسياً أن ما يقوم به لا علاقة له بوضع البلاد أو ما تمر به من فوضى، و إنما سلوكيات وممارسات شخصية خاطئة وغير أخلاقية يقوم بها اتجاه غيره من المشاة و سائقي السيارات التي في مسارها الصحيح . ومن أبشع مظاهر السير عكس الطريق نراها على مداخل الطرق الرئيسية في بعض الأحيان، حيث يقوم البعض بتحويل هذه المداخل إلى مخارج . ظاهرة عكس الطريق أصبحت تنتشر وتتفاقم ، أن أقل ما يمكن حدوثه نتيجة السير عكس الطريق على هذه الطرق والشوارع ، عرقلة لحركة السير في الاتجاهين ، وربما نشوب مشادات بين المخالف ومن لا يرغبون في السماح له بالدخول أمامهم للسير في الاتجاه الصحيح. وإن سألت عن عواقب هذه الظواهر السيئة وسلبياتها فزر أقرب مستشفى لك لترى شبابا ممدين على السرر يئنون مما حصل بهم بسبب الحوادث ، ولا تنسى أن تزور ثلاجة الموتى فهي تشهد على أرواح أزهقت وشباب ذهبوا إلى غير رجعة في ظاهرة سيئة يشترك الكل فيها بدء بالسلطات الرسمية والمختصة ومرورا بأولياء الأمور والمجتمع والمدرسة وغيرهم . فظاهرة كهذه تقتضي وقوف الكل ضدها وإدانتها والعمل على التوعية من مخاطرها كما تقتضي في الأول أن تقوم السلطات بواجبها وحفظ شبابنا من الهلاك وهي أعمال لا تقتصر على رجل المرور فقط وإنما تمتد لجهات كثيرة بدء بسلطات المنافذ البحرية والبرية والإدارات المختصة بمراقبة الواردات كالتجارة والصناعة وغيرهم بحيث يتم منع دخول هذه الدراجات وتشديد إجراءاتها حتى يتم تنفيذ قانون المرور عليهم .