ضمن أنشطة رابطة دعاة حضرموت عقد الملتقى الثاني للدعاة بساحل حضرموت بمدينة المكلا الخميس 20/9/2012م وقد كرس الملتقى لمناقشة المستجدات الدعوية وسبل تميز الأداء الدعوي للدعاة ، و أهمية الوصول بالخطاب الدعوي إلى الحكمة التي أوصى بها رب العزة في قوله تعالى :(أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن .. ) كما أكدوا على ضرورة التجديد والتميز في الخطاب بما يحقق الغاية التي جاء بها الإسلام في التبشير لا التنفير والخروج بالأمة من ظلمات الشرك والغفلة والجهل إلى نور الإيمان واليقظة والعلم تحقيقاً لمنهج القرآن (.. كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد) . وقد شارك في الملتقى (50) داعية من كافة مديريات ساحل حضرموت ، تخلل برنامجه كلمة توجيهية للشيخ : أنور رمضان مسيعد رئيس الرابطة ، وحول دور الداعية في توجيه المجتمع تحدث الشيخ :أحمد عوض بازهير رئيس اللجنة العلمية بالرابطة ، وفي ختام الملتقى تولى الشيخ:عمر محفوظ باجبير الأمين العام للرابطة توزيع الدعاة وفق التخصصات الدعوية على اللجان العاملة بالرابطة . وحول الهجمات الشرسة على الإسلام ونبي الرحمة ، أصدرت الرابطة بياناً إليكم نصه : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الأمين وبعد: لقد تتابعت سهام الكفر على أمة الإسلام , فمرة تنال دماءنا ومرة تنال أموالنا, وتارة تعتدي على أعراضنا, و أخرى على ديارنا و أوطاننا. وما نشاهده ونسمعه اليوم من هجوم إعلامي على الإسلام ورموزه وأعلامه , له جذور قديمة قدم الإسلام , بل هو أحد أساليب الكفار في الصد عن سبيل الله عز وجل , بدءاً من كفار قريش حتى يومنا هذا. فقد تطاولت سهام الكفر حتى نالت من أحب خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم , بالرسوم المسيئة له , والأفلام الساخرة الطاعنة في مقام النبوة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام. و إن مما لا يخفى على العقلاء فضلاً عن المسلمين أن انتقاص الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام , ورميهم بشيء من الأذى قولاً كان أو فعلاً , هو جريمة بشعة لا تصدر إلا عن سفهٍ وحقد ٍ وخبثٍ في النفس , إذ لم يبعث الله الرسل إلا رحمة للعالمين , وليكونوا للبشرية هداة مهتدين, يمسكون بحجز الناس عن النار , و يخرجونهم من الظلمات إلى النور. وقد أوجب الله الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم وبرسالته , وجعل الضلال والعمى في الكفر به ومخالفة سبيله, فقال تعالى: (( الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (1) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ (2) )) محمد 1-2. وقد أخذ الله الميثاق على النبيين أن يتبعوا محمداً صلى الله عليه وسلم إذا بعث فيهم قال تعالى (( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ (81) )) آل عمران: 81, وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار) رواه مسلم. لقد تابع الدعاة وطلاب العلم في رابطة دعاة حضرموت ماجرى من الإساءة المشينة لمقام النبوة , بواسطة الفلم الذي أنتجه بعض الأقباط المصريين في المهجر وما تضمنه من انتقاص للنبي صلى الله عليه وسلم, وما أحدثه من إثارة لمشاعر المسلمين في جميع بلاد العالم الإسلامي , أظهر ذلك إندفاع عاطفي من بعض أبناء المسلمين للهجوم على بعض السفارات. كما تابع الدعاة ما يحدث بإستمرار من اعتداء سافر على سيادة الأوطان الإسلامية ومنها اليمن؛ وذلك باختراق الطيران الأميركي بدون طيار للأجواء اليمنية, وتقصف من تشاء بحجة مكافحة الإرهاب مما يعد انتهاكاً للسيادة وتجاوزاً للأعراف الدولية وقد توج ذلك باستدعاء مجموعات من قوات المارينز الامريكية لحماية السفارات, محتجين على شعوب الإسلام بحرية الرأي وحماية الأمن القومي الامريكي . ولذا فإننا في رابطة دعاة حضرموت نوصي ونطالب بالآتي: أولا: نستنكر وبشدة إنتاج ونشر هذا الفلم ونطالب بسرعة إيقافه وإزالته من المواقع الاعلامية. ثانيا : نذكر حكومة أمريكا وفرنسا وغيرهما أن حرية الرأي لا تكون بالتعدي على حقوق الآخرين ومصادرتها. ثالثا : نوصي الشعوب الإسلامية بالإلتزام الكامل بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم فهو أعظم رد على إساءات الكافرين. رابعا: نرفض التدخل الأجنبي في اليمن بأي صورة من الصور. خامسا: نطالب حكومة اليمن ممثلة برئيس الجمهورية برفع دعوى قضائية عبر سفارتنا بأمريكا ضد منتجي الفلم . خامسا: كما نطالب رئيس الجمهوري بالعمل الجاد على حماية وسيادة الدولة والأرض اليمنية, وأن يكون القضاء اليمني هو الذي يحكم ، وإن من له حق يطلبه فعليه اللجوء إلى القضاء. سادسا: نطالب الشعوب الإسلامية بالغيرة على مقدساتهم وأن يعبروا عن استنكارهم بالوسائل الشرعية السلمية، وأن يكونوا خلف علمائهم فيما يبصرونهم به. وفي الختام نسأل الله ان يحفظ علينا ديننا ، وأن يعزنا بطاعته ولا يذلنا بمعصيته. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين . صادر عن رابطة دعاة حضرموت – المكلا حرر: 3 ذي القعدة 1433ه الموافق 20 سبتمبر2012م