يسعى عدد كبير من الفتيات اليمينات للزواج من الأجانب والسفر معهم، لتحقيق طموحهن الشخصي والعمل من اجل مستقبل يتوقعن أن يكون آمناً ومنفتحاً وليس معقدا, وذلك في ظل السمعة السيئة التي التصقت بما يُسمى "الزواج السياحي من خليجيين". وكشفت إحصائيات منشورة حديثا ارتفاع نسبة اليمنيات المتزوجات من أجانب, لتسجل عقود قرانهن بأجانب يحملون الجنسيات الأمريكية والبريطانية والهولندية وغيرها وسط مدينة صنعاء القديمة المعتقة بالتقاليد والموروث القديم. وذكرت إحصائيات صادرة عن إدارة التوثيق لعقود الزواج بوزارة العدل اليمنية، أن إجمالي الموافقات الرسمية وعقود الزواج ليمنيات من أجانب ارتفع ليصل إلى (849 ) موافقة خلال العام 2006 مقارنة (385) في العام 2005 و(153) في العام 2003. وفي حين احتلت الجنسية السعودية المرتبة الأولى للعرب الذين تزوجوا بفتيات يمنيات، كشفت الإحصائية الرسمية أن الجنسية الأمريكية احتلت المرتبة الأولى لموافقات زواج اليمنيات من أجانب غربيين بواقع (45) موافقة خلال العام 2006 ، تليها الجنسيات الأوروبية بواقع (29) موافقة. وقال رئيس مصلحة الهجرة والجوازات والجنسية، العميد محمد الرملي، إن النصف الأول من العام الجاري 2007 شهد زواج يمنيات ب(17) أمريكيا و(6) كنديين و (3) باكستانيين و(3) هنود وتركيين. وتابع "كما شهد زواج يمنيات ب(25) أوروبيا (10 بريطانيين و(4) هولنديين و(3) ألمان و(3) فرنسيين وأوزبكستانيين وسويدي وكازاخستاني وسويسري".
القائمة العربية وتشير الإحصائيات الرسمية لإدارة التوثيق العدلية إلى أن الجنسية السعودية احتلت المرتبة الأولى للعرب الذين تزوجوا بفتيات يمنيات، وأن (378) موافقة سجلت في العام 2006 مقابل (280) موافقة زواج في 2003. وجاءت الإمارات في المرتبة الثانية ب(85) موافقة عام 2006 مقابل (123) موافقة زواج عام 2003. واحتلت الجنسية العراقية المرتبة الثالثة بواقع (75) موافقة زواج بيمنيات في العام 2006 ثم الجنسية البحرينية (60) موافقة زواج خلال العام 2006 ثم القطرية (27) والعمانية (20) موافقة زواج. وأوضح رئيس مصلحة الهجرة والجوازات والجنسية في اليمن العميد محمد الرملي مؤخرا إلى أن (309) فتيات يمنيات تزوجن من عرب خلال النصف المنصرم من العام الحالي 2207 منهم (252) خليجيا (157) سعوديا و(51) إماراتيا (23) بحرينيا (20 ) قطريا وكويتيا واحدا. يمنية تتحدث عن تجربتها وارتبط فتى الأحلام عند الفتاة اليمنية (هند) التي كانت تسكن صنعاء القديمة في منزل أبيها ذى الثلاثة طوابق الذي ورثه عن جدها بالرجل الأشقر ذي العيون الزرقاء وكان (جون) المولود في كاليفورنيا بالولايات المتحدةالأمريكية يسكن الطابق الأرضي للمنزل. استأجر (جون) في صنعاء القديمة حيث كان يدرس اللغة في معهد صنعاء لتعليم اللغة العربية وكانت هند في السنة النهائية لكلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية. تقول هند "كنت أحلم أن يكون شريك حياتي أجنبيا وكنت أرى جون تجسيدا لهذا الحلم . بعد عام ونصف من معرفة (هند) و(جون) الذي كان يعد رسالة دكتوراه عن اليمن حيث كانت تقوم بالترجمة له وكانت تضطر للخروج معه بصحبة أخيها خلال بحثه الميداني.. ومع نهاية رسالة الدكتوراه كان إعلان الزواج بينهما فيما كان جون الذي أعلن إسلامه يقرأ الفاتحة أمام والدها. تبرر(هند) تفسيرها لرغبتها الجامحة بالزواج من أجنبي في أن تكون حرة وطموحة وتستطيع معه العمل من أجل المستقبل آمن كونه منفتحا وليس معقدا. الزواج السياحي ولعل تنامي مشكلة الزواج السياحي خصوصا من قبل خليجيين في اليمن قد خلق فجوة كبيرة في المصداقية والوثوق بهذا النوع من الزواج بعد زيادة المآسي التي خلفتها. تقول (أمل احمد)، التي كانت لها تجربة زواج بإماراتي قبل عامين في مدينة إب وسط اليمن، إنها تشعر الآن بالخيبة بعد أن تركها زوجها فجأة ليسافر إلى الخارج، فيما هي ظلت تنتظر منذ ذلك الحين لتكتشف أن اتصالا جاءها من زوجها الذي باشرها بالطلاق ثلاثا. ويرى سامي عون أستاذ علم الاجتماع أن أحد أسباب رغبة اليمنيات بالزواج من أجانب ترجع إلى الصدمة التي سببها الزواج السياحي للعديد من اليمنيات. ورغم أن العديد من الزواج السياحي كان يتم بعلم أولياء الأمور الذين كانت موافقتهم نظير مبالغ مالية تصل إلى مليون ريال يمني (5 آلاف دولار) إلا أن تزايد السخط الشعبي والرسمي قد دفع بالحكومة اليمنية والرئيس صالح إلى مخاطبة أولياء الأمور وزجرهم عن هذه الأعمال لتشرع الحكومة إجراءات صارمة تجاه هذا الآمر حيث اشترط من المتقدم للزواج من يمنية موافقة وزير الداخلية وشهادة حسن سيرة وسلوك وشهادة صحية من بلده وموافقة من سفارة بلاده علاوة على تأمين بنكي يصل إلى نصف مليون ريال (2500) أمريكي . وحسب تقارير لمنظمات المجتمع المدني فإن " أكثر من (300) حالة زواج لفتيات تتراوح أعمارهن بين (25 -15) سنة واغلبهن من اسر فقيرة كن ضحية الزواج السياحي خلال الأعوام 2003 م- 2006م. حيث زوجتهم أسرهن من سياح خليجيين دون استخراج موافقة سفارات دولهم أو توثيق عقود زواجهن من وزارتي الداخلية والعدل. ويرى بعض أولياء الأمور الذين تحدثوا ل"العربية.نت" أن بعض اليمنيين العاملين بالخليج غالبا ما يكونون وسطاء في هذا الأمر حيث يطلب منهم أرباب عملهم الذين يوافقون على طلبهم وبعضهم يزوجون بناتهم لهؤلاء طمعا بالمال وحفاظا على عملهم ورضى أرباب أعمالهم. عن/ العربية نت