انتعشت صناعة الملابس في اليمن محققة نمواً قياسياً خلال شهر رمضان المبارك وذلك نتيجة الطلب الكبير للملابس والذي فاق قدرة المصانع والمعامل اليمنية على تلبيته، مما جعل الكثير منها يعتذر عن الطلبات الجديدة وخصوصا مع اقتراب عيد الفطر المبارك. وقد أدى تزايد الإقبال على شراء الملابس المصنوعة محليا إلى ارتفاع أسعارها وبالتالي تحقيق أرباح كبيرة للمصنعين وأصحاب معامل الخياطة والتطريز وبالذات تلك المخصصة للملابس والأزياء النسائية. حيث يمثل شهر رمضان الكريم موسماً رائجاً لصناعة الملابس، إذ تعمل محلات الخياطة أصحاب والتطريز على مدار الساعة طوال الليل والنهار نتيجة ارتفاع حجم الطلبات، وبالتالي يضطر تلك المعامل إلى تشغيل الفنيين والعمال على ورديات لكي يفوا بالتزاماتهم قبل حلول عيد الفطر المبارك. • ازدحام ويفضل العديد من المستهلكين اليمنيين الملابس المصنوعة محليا على المستوردة لأن الأخيرة تأتي غير متطابقة مع مقاساتهم بينما المصنوعة محليا يتم تفصيلها عليهم وبحسب رغبتهم بنوعية القماش والتفصول أيضا، لذا تجد معامل ومحلات الخياطة الرجالية والنسائية على السواء تكتظ هذه الأيام بآلاف المشترين وبالذات الذين سبق لهم تفصيل ملابسهم قبل أسابيع حيث يأتي معظمهم لاستلامها بعد الانتهاء من تفصيلها، يقول محمد حسن أنه يفضل تفصيل الثياب والبدلات لأنه يختار بنفسه القماش الجيد ويمكنه التحكم في نوعية التفصول وبحسب ميوله ورغبته، والملاحظ أن الرجال أكثر إقبالا على تفصيل (الأثواب) حيث تزدحم محلات الخياطة بالمشترين، فيما توقف الخياطون عن استقبال أي طلبات جديدة وذلك بسبب زحمة العمل وقصر الوقت المتبقي للعيد وبالتالي عدم قدرتهم الإيفاء بتجهيز هذه المتطلبات. غير أن معامل ومحلات الخياطة النسائية تشهد ازدحاماً خانقاً نتيجة الإقبال المتزايد من النساء على هذه المحلات وتفضيلهن تفصيل الملابس محليا على المستورد، مما أوجد إرباكاً كبيراً في هذه المحلات بل وتأخير مواعيد تسليم هذه الملابس. • الأسعار تختلف أسعار الملابس من محل خياطة إلى آخر، ومن شارع إلى آخر أيضا، فالثوب الواحد من قطعة القماش الياباني «ماركة واحدة» يختلف سعره من محل إلى آخر لكن الفارق ليس كبيرا إذ لا يتجاوز 500ريال، فأسعار الأثواب عموما تتراوح ما بين 2000 إلى 5000ريال، بينما سعر البدلة يتراوح بين 5000 - 10000ريال وقد يزيد عن هذا الرقم بحسب نوعية القماش. لكن أسعار تفصيل الملابس النسائية المصنوعة محليا تعد هي الأعلى إذ يبدأ من 2000ريال بينما قد يتجاوز الخمسين ألف ريال، فالسعر يتحدد حسب نوع التفصول والقماش أيضاً. • المنشآت تشهد عدد المنشآت العاملة في صناعة الملابس وصبغ الفراء ارتفاعاً كبيراً خلال السنوات الأخيرة إذ زادت من 2883 منشأة في عام 2001م إلى 5626 منشأة في 2004م بحسب المسوحات الصناعية التي أجراها الجهاز المركزي للإحصاء. وتحتل المنشآت الصغيرة المرتبة الأولى حيث تمثل 91.2% من إجمالي المنشآت العاملة في صناعة الملابس وبعدد يصل إلى 5121 منشأة، بينما تحتل المنشآت المتوسطة المرتبة الثانية ب377 منشأة فيما يبلغ حجم المنشأة الكبيرة 118 منشأة، ويكشف النمو الكبير في عدد منشآت صناعة الملابس والذي تضاعفت خلال الأربع السنوات الأخيرة زيادة الطلب على الملابس المصنوعة محليا وميل المستهلكين نحوها الأمر الذي أدى إلى زيادة عدد المنشآت العاملة في هذا المجال. • الإنتاج أدى الطلب المتزايد على الملابس المصنوعة محليا إلى زيادة إنتاج المنشآت العاملة في هذا المجال حيث ارتفعت قيمة إنتاج صناعة الملابس من 3 مليارات و947 مليون ريال في 2001م إلى 14ملياراً و28 مليون ريال في عام 2004م وبزيادة تبلغ 10 مليارات و81 مليون ريال وبنسبة نمو تفوق 255%. وتظهر البيانات الإحصائية أن المنشآت الصغيرة تحقق إنتاجا وصل إلى 9 مليارات و652 مليون ريال يمثل نحو 68.8% من إجمالي قيمة إنتاج صناعة الملابس يليها المنشآت الكبيرة والتي بلغ انتاجها مليارين و746 مليون ريال ثم المنشآت المتوسطة مليار و629 مليون ريال. • الاستهلاك الوسيط وتشير الإحصائيات إلى أن الاستهلاك الوسيط لصناعة الملابس زاد من مليارين ريال إلى 7 مليارات ريال وبزيادة تبلغ 5 مليارات ريال حيث تبلغ قيمة الاستهلاك للمنشآت الصغيرة 4 مليارات و838 مليون ريال والكبيرة مليار و322 مليون ريال والصغيرة 900 مليون ريال. • القيمة المضافة ارتفع إجمالي القيمة المضافة لصناعة الملابس من مليار و877 مليون ريال إلى 6 مليارات و968 مليون ريال وبزيادة تبلغ 5 مليارات و91 مليون ريال، حيث جاءت النسبة الكبيرة في المنشآت الصغيرة والتي أسهمت بنحو 4مليارات و815 مليون ريال يليها المنشآت الكبيرة مليار و424 مليون ريال، بينما بلغ حجم مساهمة المنشآت المتوسطة نحو 729 مليون ريال في الناتج الصناعي. • العمالة مثلت معامل ومحلات الخياطة أحد المجالات الهامة الموفرة لفرص العمل حيث زاد عدد العمالة في صناعة الملابس من 7902 إلى 17716عاملاً وعاملة منهم 6727 عمالة دائمة و8963 من أصحاب المنشآت بالإضافة إلى 2026عمالة مؤقتة وموسمية. • فرص واعدة يدعو الدكتور علي عبد الله قايد، أستاذ الاقتصاد بجامعة صنعاء إلى تشجيع صناعة الملابس الجاهزة نظراً لتوفر مصانع الغزل والنسيج والتي تعتمد على خامات القطن المحلية. ويشير إلى أن هناك إمكانية كبيرة من الاستفادة من المحاصيل النقدية مثل قطن طويل التيلة «دلتا أبين» وهو ناتج عن تهجين صنفي القطن المصري «جيزة» والقطن السوداني «بركان» ويتمتع بمواصفات تكنولوجية عالية ويصدر كاملا إلى الخارج ويعرف في البورصة الدولية «بقطن أبين»، والقطن المتوسط التيلة أمريكي «تهامة - سردود» وهو ذو إنتاجية عالية ويعتبر المادة الخام الأساسية لصناعة الغزل والنسيج، وقطن أمريكي متوسط التيله «لحج» والذي يعد المادة الخام لمصنع الغزل والنسيج في مدينة المنصورة حيث تصدر النوعية الممتازة منه إلى الخارج. ويتوقع الدكتور قايد بواعدية صناعة الملابس، مشيرا إلى أن نمو هذه الصناعة سيسهم في تغطية حاجات السوق المحلية في المستقبل، مشددا على ضرورة دعم هذه الصناعة وتوفير البيئة الملائمة لتطورها والعمل على تشجيع الاستثمار المحلي والأجنبي فيها واستقطاب التكنولوجيا المتطورة لتتمكن هذه الصناعة من النهوض في المستقبل وتقوى على المنافسة في الأسواق المحلية والخارجية.