علمت "نبأ نيوز" من مصادر مطلعة إن تأجيل منتدى المستقبل الرابع جاء على خلفية فشل الولاياتالمتحدةواليمن في التوصل إلى "قناعة محددة" بشان قضية جمال محمد أحمد البدوي- المتهم الثاني بحادثة تفجير المدمرة الأمريكية (يو أس أس كول) عام 2000م بميناء عدن، والتي ذهب ضحيتها 17 ملاحاً أمريكياً. وأوضحت المصادر: أن وفداً يمنياً عاد مؤخراً من الولاياتالمتحدة بعد سلسلة مباحثات أجراها مع الدوائر الأمنية الأمريكية بشأن قضية "تسليم البدوي" دون التوصل إلى اتفاق مناسب نظراً لتمسك الولاياتالمتحدة بطلب تسليم البدوي، في الوقت الذي ظلت اليمن تعتذر عن الاستجابة للطلب "لمخالفته النصوص الدستورية، التي تمنع تسليم أي مواطن يمني إلى دولة أجنبية قبل أن تتم إدانته قضائياً". ورجحت المصادر: أن الجانب الأمريكي بدأ يتعاطى مع موضوع استضافة صنعاء لمنتدى المستقبل- الذي كان مقرراً انعقاده يوم (4/ ديسمبر) الجاري بحضور وزيرة الخارجية الأمريكية "كوندليزا رايس"- على أنه ورقة ضغط على صنعاء، إلى جانب ورقة المنح التي تدعم بها الولاياتالمتحدة التنمية في اليمن، أملاً في تسليم البدوي. منوهة إلى طرح الأمريكان ايضاً لموضوع المعارضة اليمنية وما يتسبب به نشاطها من اضطرابات داخلية، كذريعة إضافية يبررون بها "احتمالية عدم عقد المنتدى في اليمن". وبينت أن الأمريكيين "رفضوا قبول المقترحات البديلة التي حملها المفاوضين اليمنيين من صنعاء إلى واشنطن" بخصوص جمال البدوي.. وطبقاً لتلك النتيجة تم تأجيل موعد انعقاد منتدى المستقبل الرابع "إلى أجل غير مسمى"، بحسب نفس المصادر، التي أكدت أن الجدل في الموضوع سيتواصل، "وما لم يفضي إلى نتيجة، فإن منتدى المستقبل لن ينعقد في صنعاء". هذا وكانت مشكلة جمال البدوي قد تأججت بفعل خطأ حكومي يمني جسيم بقيام وكالة الأنباء الرسمية "سبأ" يوم 26 أكتوبر الماضي ببث نبأ إطلاق سراح البدوي، الأمر الذي أثار غضب الإدارة الأمريكية من أن تعلن اليمن رسمياً ذلك رغم علمها بموقف واشنطن التي عرضت مكافأة (5) ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تقود إلى اعتقاله، في أعقاب فراره من سجن الأمن السياسي يوم 3 فبراير 2006م ضمن (23) قيادياً في القاعدة. وهو الفرار الثاني له بعد هروبه من سجن المنصورةبعدن مع تسعة آخرين يوم 11 أبريل 2003م. وعلى صعيد متصل، فإن مشاركين في "المنتدى الموازي لمنتدى المستقبل" الذي اختتم أعماله أمس بصنعاء أثاروا جدلاً حول موضوع تأجيل موعد انعقاد منتدى المستقبل، وأبدوا استغرابهم من بيان الخارجية اليمنية حول تأجيل الموعد، موضحين أن مواعيد منتدى عالمي بحجم "منتدى المستقبل" من غير المعقول أن يتم تحديدها أو إلغائها بين يوم وليلة كونها مرتبطة بأجندة عشرات الدول المشاركة. وأعربوا عن أسفهم من غياب "شفافية المكاشفة" في وقت مبكر، مؤكدين أن تأجيل الموعد أثر سلباً على نشاط المنتدى الموازي.