عندما تعيش في اليمن لا تدري ما هي نظرة العالم الخارجي لليمن واليمنيين لأنك لم تختلط مع أجناس أخرى، وعلى ما اعتقد أن الأجانب في اليمن رؤوا الوضع واعتادوا عليه فما تجد أسئلة لديهم لأنهم متعايشين مع الوضع، ولكن عندما تخرج من اليمن وتقابل أجانب( غربيين ) وبطبيعة عملي كمدرس للغة الفرنسية واللغة العربية لغير الناطقين بها فأني التقي بالأجانب كل يوم أوعرب لم سبق لهم أن زاروا اليمن السعيدة فيسألونك من أين أنت؟ فتجيب طبعاً بكل فخر أنا يمني؟ فما يلبث السامع إلا عدة ثواني وينهال عليك بالسؤال الأول والمتوقع الآن من الجميع !!!!!!!! ما هو القات؟ وكيف تأكلون القات؟ ولماذا تأكلون القات؟ فتعجب أولاً من ردة الفعل ومن ثم تندهش من كثرة الأسئلة عن القات وفوائد القات وغيرها من الأسئلة التي- أنا بالذات- لا أقدر على رد أكثرها لأني لا أكلت القات ولا أحب القات أصلاً ولا اقدر أجيب عن شيء ما جربته والعجب الأكثر عند الأجانب أنهم يتعجبون عندما يلتقون يمني لا يمضغ القات( يخزن ) فأقول لهم هم كثر ولكن الأغلبية هم الذين يمضغون القات. في أحدى المرات قابلت شخصين من أستراليا فقال لي أحدهم من أين أنت قلت له من اليمن؟ قال لي أي تقع اليمن؟ والله لا يعرف أين تقع اليمن ولا سمع بدولة أسمها اليمن! فرد عليه زميله باللغة الإنجليزية اليمن المشهورة بالحشيش ( القات) والعسل الطبيعي. فتعجبت من كلمة حشيش فقلت له هذه عشبه وليس لها تأثير قوي مثل الحشيش وما وصلت حتى إلى درجة مسمى الحشيش. فقال لي ما فائدتها إذاً فشرحت له ما الفائدة التي يستفيد منها ماضغ القات فقال لي إذا هي نوع من أنواع الحشيش وذهب مصرا على أنه نوع من أنواع الحشيش. درست شخص فرنسي اللغة العربية وقد سبق أن قابل يمنيين هنا كثير فقال لي عندي لك سؤال قلت له تفضل قال لماذا 90 % من اليمنيين الرجال ضعاف البنية وخصوصا في منطقة الوجه؟ هنا ما استطعت أن أجيب عليه؟ واترك الإجابة للاخوان ماذا كان يمكن أن أجيب عليه؟. وشخص من أحدى الدول العربية حبيت أنا هذه المرة أسأله فقلت له،هل صحيح أن في بلدكم يبيعون الخمر وأنواع المسكرات في السوبر ماركت فقال لي نعم مثل بلدكم يبيعون الحشيش الأخضر في كل الأسواق ( القات ). فأنا دائما أسأل نفسي هل وصل القات إلى هذه المرتبة وهذه السمعة السيئة للبلد بسبب هذا العشب الذي لا يسمن ولا يغني من جوع؟ وبصراحة تامة لي صديق في إحدى الدول العربية المجاورة ذهب إلى السفارة اليمنية لختم أوراق خاصة بأولاده فعندما دخل من باب القنصلية سمع أحد موظفي السفارة يفاصل في سعر حزمة القات هل وصل بنا الحد إلى هذه الدرجة من عدم الاستغناء عن القات. رسالة شكر: من هذا المنبر نبأ نيوز أود أن أشكر الأستاذ القدير/ فريد باعباد على مبادرة التعارف التي هو كان السباق إليها فقد تعرفت على رجل يمني وطني أصيل يحب اليمن ويحب الخير لأهل اليمن فله مني جزيل الشكر والتقدير. [email protected]