دائماً ما يكون ساكني محافظات الوسط اليمني هم الضحايا في كل شيء في حياتهم ففي الصراعات السياسية هم أول من يصابوا بِشَظَايَا هذه الصراعات فتحصد أرواح أبنائها وتقتل خيرة شبابها، ألاف الشهداء سقطوا في خلافات سياسية وفي الكوارث الطبيعية هم حطب نارها. وفي السلم هم شموعه التي تحرق نفسها لتضيء الطريق أمام الآخرين صناع مجد وبناة مدن حضارية وصناع سياسة ومنظرين لأيدلوجيات الأحزاب السياسية وهم مفجري الثورة اليمنية وهم صناع فجر الوحدة اليمنية بأرواحهم حموها وبِعِلْمِهِم أناروا درب الوطن الحبيب عطاء مستمر لا ينضب.....الخ محافظات الوسط اليمني هي ضحية للمكايدة السياسية ولهذا نجدها تتقدم للوراء أبنائها فرشوا الحصا وبالحصير تآزروا لا ماء ولا كهرباء ولا صحة ولا إدارة، نظام فردي يطبق على هواء المتنفذين ثارات تغذيها شخصيات اعتبارية هتك أعراض وقتل أنفس تطال أبنائها في غفلة القانون ونوم القضاء وعنجهية الأقوياء بالقانون صبر طويل على أمل إن تنجلي ظلمة الليل. التنمية معدومة والمشاريع شحيحة والطرق المعبدة معدومة بطش وظلم يلحق بأبنائها حتى الكلاب استأثرت بأبناء هذه المحافظات ففي الأيام القليلة الماضية سمعنا عن أشرس هجمة شنتها الكلاب الضالة المسعورة في محافظتي تعز والضالع راح ضحيتها العديد من الأطفال الذين أصابتهم الكلاب المسعورة بعضاتها إصابات بليغة مساكين ضحايا الكلاب لا احد يهتم بهم... أولائك الأطفال الذين نهش أجسامهم الكلب المسعور في مديرية خدير محافظة تعز فتم إسعافهم إلى مستشفيات مدينة تعز ولم يجدوا المصل الخاص بداء الكلب وبعضات الكلاب فأصابهم وأهليهم الذعر والخوف فضلوا في ممرات المستشفيات خائفين وجلين من مضاعفات عضات الكلب المختلفة والتي شملت كامل أجسامهم في ضل غياب وإهمال واضح لدور وزارة الصحة والسكان والتخطيط الحضري لا دواء ولا اهتمام مما دفع بذوي المصابين ممن يستطيعون مالياً وميسوري الحال إلى أخذهم للعلاج في المستشفيات الخاصة أما المعسرين والمعدمين فقد سلموا أمرهم إلى الله داعين ربهم أن يثأر لهم من وزير الصحة ومسئولي الوزارة. والغريب في الأمر كما يروي لنا المواطنين إن سيارات غريبة ومريبة تأتي محملة بالكلاب الضالة التي يتم تجميعها من المدن الرئيسية للمحافظات ليلاً وترمي بها في وديان مديرية خدير بدلاً من إعدامها، وربما تكون هذه السيارات تابعة للبلديات ودون اكتراث لما قد تسببه هذه الكلاب من أذى وذعر وخوف للمواطنين أطفالاً ونساءً وشيوخاً وقد زاد المواطنين ذعراً وخوفاً بعد إن انتشر خبر الكلب المسعور الذي نهش أجسام الأطفال في مديرية خدير فأصبحوا المواطنين يغلقون أبواب بيوتهم ليلاً ونهاراً رغم أنهم في الريف اليمني. ولم تكن محافظة الضالع أكثر حضاً من محافظة تعز في هجوم الكلاب المسعورة على أبنائها ففي يوم الاثنين الماضي قبل عيد الأضحى المبارك كان السباق على قدم وساق بين بني الإنسان والكلاب فالإنسان يبحث عن أضحية في الأسواق وفي الأرياف ليضحي بها، وكذالك الكلاب تبحث عن الإنسان لتضحي به وهذا ما حصل لأربعة أطفال في مدينة الضالع حين هاجمهم كلب مسعور وأصابهم بعضات مختلفة في أجسامهم كانت بعضها خطيرة جداً. والاختلاف الوحيد بين مديرية خدير ومدينة الضالع إن كلب مدينة الضالع تم قتله من قبل مواطن اخذ بثأره وثأر الأطفال هذا الخبر حسب ما ورد في صحيفة الأيام أما في مديرية خدير فلا زال الكلب طليق يصول ويجول دون إن يعرف أحداً مسكنه. محافظات الوسط اليمني أكثر تضررا من ارتفاع الأسعار ومن وباء الفساد المالي والإداري ومن افتقار مستشفياتهم إلى ابسط الوسائل الصحية وانعدام الدواء وعادتاً ما يلجا المواطن مجبراً إلى شراء الدواء بأسعار خيالية واغلبها مزورة أو فاسدة مستشفيات لا قطن ولا شاش ولا مطهرات داخلها المصاب الذي يسعف إلى هذه المستشفيات يجب عليه أن يحضر بمعيته المعقمات والمطهرات والشاش والقطن والشرنقة{الإبرة}علماً أن محافظات الوسط المعنية بحديثنا هي: (محافظة تعز ، ومحافظة إب ، ومحافظة البيضاء، ومحافظة الضالع، ومحافظة لحج)، وتتصدر هذه المحافظات محافظة تعز بتحمل النسبة الكبرى من الظلم والحرمان والتجاهل والتقصير وللأسف الشديد حتى الكلاب تكالبت عليها لفقرها وشدة الفاقة التي يعاني منها أبنائها. نسأل الله الرحمة واللطف والخلاص من الأمراض النفسية التي يعاني منها الكثير من مسئولينا، والمحسوبين على محافظات الوسط اليمني فهم كثر ولكنهم كغثاء السيل لا فائدة منهم و(لا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِن جُوعٍ ) فهل ستظل هذه المحافظات تعاني من الحرمان والخوف والذعر وبطش الكلاب بأجسام أبنائها، أم أن القدر قد يحالفهم فيبعث الله لهم من يقيهم برد الشتاء وحرارة الصيف ويدفع عنهم بلاء الغلاء وكآبة منظر المسئولين وشر الفساد وشرك الرشوة وخجل القضاء وضيم العطش، وقهر الجهلاء، وعضات الكلاب المسعورة..؟ [email protected]