بعد إخفاقها الأول في مهرجان "حرير" الذي راهنت عليه بأن يكون "مرحلة جديدة من النضال السلمي"، أخفقت المعارضة اليمنية اليوم السبت للمرة الثانية على التوالي في حشد الجماهير لإعتصاماتها في الضالع. فقد انتهى إعتصاما نفذته جمعية العاطلين عن العمل اليوم بحضور أقل من خمسين شخصاً، إلى تذمر شعبي عام من جدوى هذه الفعاليات التي تعمل على تمويلها أحزاب اللقاء المشترك، وتململ من الفوضى التي تمارسها جمعيات المتقاعدين وغيرها من الكيانات الحديثة الولادة ، والتي جرت على الضالع الشبهات "الانفصالية" ولوثت تاريخها الوحدوي. وفي إعتصام اليوم، ألقى علي عبد الرب- رئيس جمعية العاطلين- خطاباً إنفصالياً أكد فيه أن الجمعية ستعمل على إظهار هذه القضية داخلياً وخارجياً، وأن القضية الجنوبية هي المحور الاساسي لآنشطتهم. وبحسب شخصيات سياسية في الضالع، فإن سبب النفور من الفعاليات التي تنفذها هذه الجمعيات هو "أنها لا تخدم سوى أعداء الوطن"، واشار أحد المتحدثين الى أن جمعية العاطلين اقامت اعتصامها تحت شعار إطلاق سراح المعتقلين على ذمة أحداث يناير، في الوقت الذي تم إطلاقهم سلفاً بتوجيهات الرئيس علي عبد الله صالح، ولم يعد مبرراً لإقامة مثل هذه الفعاليات. مسئول حكومي في محافظة الضالع علق على الأحداث قائلاً: "ما دامت هذه الجمعية تقول أنها لديها قضية الجنوب، فلماذا يسمون أنفسهم عاطلين عن العمل في الوقت الذي هناك من يدفع لهم أجور ما يقومون به؟". هذا وقد تراجعت المشاركة الشعبية بفعاليات المعارضة في محافظة الضالع في الآونة الأخيرة على نحو كبير للغاية، بل تشهد الساحة الجماهيرية إنقلاباً على الجمعيات واللقاء المشترك الذي سبق أن خرجت مظاهرات ضد المجلس المحلي الذي تنفرد بادارته أحزاب المشترك هاتفة بوصفهم "لصوص"، في إطار هتافها (أين الوظائف يا لصوص) بعد سلسلة اتهامات وجهت لقيادات المشترك تدينهم بالتلاعب بالوظائف الحكومية، وبالتزوير، والمحسوبية، والفساد المالي.