معركة الخير والشر أزلية منذ بداية الكون تعرفنا عليها وأذهلتنا عندما قتل قابيل أخاه هابيل تمحورت فيها أول جريمة في تاريخ البشرية. أما اعتقادي ببروز الخير وسيادة الحق فهو غير سائد إلا في عقول الأبرياء أمثالنا الذين يؤمنون بأن الخير سينتصر في النهاية مع أن المعطيات الواردة تنبئ بتمهل الخير إلى اجل وامتداد البطش بكافة صوره إلى قيام الساعة... معطياتي متواضعة في هذا الجانب فانا لم أتعلم إن الخير كفته راجحة في عقول القانعين بمصيرهم المستسلمين لأقدارهم... والشر تاج على رؤوس الطامعين باحتواء كل ماهو جميل لهم... تناقض المعنى لا يوحي لي إلا بتيه الفكرة التي طالما أرقتني ...فكيف يلتقي الشر مع كل ماهو جميل ومرفه ولماع وبراق وزاهي ...أما الخير ففحواه بطن جائعة تتلوى من الم الجوع وبريق باهت........وذل العيش من قرف المتمرسين على السطو على احلام التائهين خلف الأمل وأطياف المستقبل المرسوم من غضب وسخط الخير على مكامن الشر ... ربما أجد صعوبة بالغة في تفسير وربط معاني الخير ومعاني الشر لأنني لأاعتقد بوجود الخيط الرفيع بين الخير والشر.... ولكنني لم استنبط بعد معانيها الكمالية فقد ارتبطت بذهني بمعاني السلام والعفو والرحمة وسمو الروح إلى معناها الجميل الراقي فتذوقت حينها معناها الأسمى وأذهلني الجانب الآخر والعكسي من معنى الخير ... فصورة الشر براقة لماعة في سردها ووجودها ولكنها باهتة في مغزاها ومعناها الروحي الأسمى.....تلك قضية شائكة ربما في تحوير المعادلة الصعبة وانتصار الخير على الشر والمعركة الأزلية ......التي تستوجب بقضاء الخير على الشر في كافة صوره ومكنوناته ولكن الصورة لدي تظل مهزوزة مشوشة بعض الشيء في عدم استيعاب الأمر، ناهيك عن اعتقاد الآخرين من وجوب واستفحال الشر بكافة صوره وتراكيبه وتعقيداته ورمزه (الشيطان) الذي يخاطب العقول ويدغدغ مشاعر ضعفاء الأنفس ويصور لهم صيرورة البقاء وديمومة الارتقاء من خلال مفاهيمه المستوحاة بالبقاء للأقوى.. أما أحلام البسطاء فهي أوهام مرسومة لمستقبل جميل في مخيلتهم رسموها لهم عباقرة الشر المستفحل بتلابيب الخير ليدحضوا أي وسيلة لهم غير الاستسلام لهذه الأحلام... المعادلة مازالت تجعلني أتذمر من هذه الأفكار المستوحاة بالضعف والاستسلام لمصير بات وشيكا للانفلات من ربقة الخنوع الخانق لكل ماهو زاهي وجميل وخير .... تهزمني أفكاري الصدأة أحيانا المشوهة بحقائق غريبة بين المفهومين... فقد هالني مشهد مظاهر البذخ والحياة الراقية التي نشهدها في قصورالامراء... وعهود الأباطرة والنبلاء ... والمفهوم الأخر للبسطاء المعدمين المنتهكة أحقيتهم وأدميتهم المسلوبة من أول لفظة لهم في هذا الأرض الطيبة إلى أخر لفظة لهم في تاريخ البشرية بمفهوم بسيط عش قانعا راضيا ولا تتطلع إلا لموطئ قدميك ولا ترفع رأسك للأعلى لتنكسر رقبتك وعلى قدر لحافك مد رجليك... وكأن معاني الخير ربطت بالقناعة والاستسلام للقدر والواقع المفروض.... ومعاني الشر ربطت للمتحذلقين المتزلفين المنافقين الساعيين بأنانية مفرطة في الغلو... حب لنفسك مثل ماتحب لغيرك ... إذ امتلاء قلبك وضميرك بالحب وعدم الإفراط في الأنانية فتأكد أنك ملكت العالم وكل كنوز الدنيا قصور الأمراء وأموال السلاطين والملوك فيكفي حب البسطاء ليملئ عالمك بالصخب والخير... بدأت الصور تتضح لي وبدأت أستوعب معاني الخير ومعاني الشر... ولكنني لم أفهم بعد ولم أستوعب بعد لماذا علينا أن نكن فقراء وضعفاء ومستسلمين حتى نحاذي مكنون الخير في أنفسنا ولماذا لايرتبط مكنون الخير بالرفاهية والحياة الكريمة بكل معانيها....؟ ديمومة أفكاري تأخذني إلى مكامن المفهومين لدى العم سام يأتون إليه صاغرين يقدمون كل طاعات الولاء وينتظرون0 منه البت في امرهم وبوجل وتوجس وخوف من نظرة التشكيك ونظرة التوجس من العم سام ونظرة الدونية إلى المستضعفين المستسلمين لهذا المارد الذي يدعى العم سام.....والعم سام تاريخه ملطخ في هذا الجانب برغم مايدعيه من نشر الديمقراطية بين البلدان فمنذ القدم تناهى إلى سمعنا إبادة الهنود الحمر من قبل الأوربيين مكتشفي العالم الجديد (استراليا – الأمريكيتين). وجلبهم للأفارقة إلى أمريكا.... الذين عانوا ويلات الرق والعبودية ونال منهم مكامن الشر المستفحل في نفوس البيض لا لشيء إلا لسواد بشرتهم... تعذب الزنوج ردحا من الزمن إلى أن أتى محررهم أبراهام لنكولن من ربقة الشر... وهنا في المفهوم الأخر انتصر الخير على الشر ولكن العم سام استمرأ ملامح الشر والاستعلاء في تفكيره... وأنطلق أكثر شراسة إلى مكامن الخير الجميل ينشر سمومه بمنطق غريب....كان أكثر أستشراءا في العراق الحبيب....كان أكثر ألما بالنسبة للعراقيين. ولنا أيضا......صورة الشر تمثلت في الضغينة والحقد التي مورست ضد شعب العراق....بالرغم ماقد مورس على هذا الشعب في الماضي ..ولااتجاهل مافعله صدام في السابق بشعبه لان التاريخ هو الشاهد...ولكن الظروف أعادت لصدام بطولته وشهادته التي شهد لها العدو والصديق في آن. عقدة النقص وتراكيب ونظرة الدونية للأخر تولجنا إلى عالم هتلر عندما استفحلت لديه ديمومة الشر( عندما قام بإحراق اليهود) لااحد ينكر تلك الجريمة التي أقدم عليها هتلر مهما كانت المبررات، وبغض النظر عما يمارسه اليهود أو بمعنى أدق الإسرائيليون على الشعوب العربية_ لاانفي هنا صورة الشر الإسرائيلي_ ولكنني لاابررفعلة هتلر... أيضا كان هتلر يتمرن على الأداء الديكتاتوري أمام مصوره الخاص الذي كان يقوم بتصويره وهو يمثل الحركات التي يدرس من خلالها مدى تأثير ذلك على شعبه... وعلى المقربين منه. ثم كان يستعرض الصور ليرى كمية الشر التي تخرج من بين تلك الصور التي كان يفترض إنها مزقت ...حال استعراضه لها......ولكنها لم تمزق لتبقى شاهد أثبات على أفعاله... الاستمرارية في استفحال الشر منه جعله أكثر عصبية .... وأوصله إلى تعاطي المنشطات والعلاج حتى يظل أكثر ثباتا ... وأكثر ديمومة وقوة عندما أشتم روائح عفنة لاغتياله...الألمان..... كانوا يعتقدون بأفضليتهم على العالم .....أنهم أسياد العالم.... تلك مفاهيم الشر المرتبطة بديمومة وصيرورة البقاء للأقوى..... مفهوم الغاب الذي ألفناه علينا أن نولج معترك الحياة من منطق القوة والذكاء والدهاء أن نحارب لأجل بقاءنا وديمومتنا هذا ماقاله لي احد البشر الطيبون في أخلاقهم الأقوياء في تصرفاتهم وبهذا مزج المفهومين بإيجابية متناهية لم يستفحل الشر منه ولم يستسلم لضعف نفسه وانتظار المقسوم.... سيظل عقلي مستمر في التفكير في أكثر من اتجاه وجانب غيرمدرك لدواعي ومفهوم عنصري المفهومين.... عنصري التناقض الذي وجد في الكون الخير والشر الحب والكره القوة والضعف الانتصار والهزيمة العدل والظلم كل التضادات التي تهدف إلى توازن الكون والحياة...... وقبل انهيار الاتحاد السوفييتي كان هناك توازن القوى بين الدولتين أمريكا وروسيا حيث تتمثل بتوازن القطبي....الخير والشر. انهار الاتحاد السوفييتي وانهارت معه كل التوازنات التي تشكل بقاء وديمومة الصراع بين القطبين....أختل التوازن وتحولت موازين القوى إلى البيت الأبيض...بعد أن كان الكرملين يشكل احد قطبي التوازن مع البيت الأبيض... بالرغم من محاولاته العودة إلى السطح. سيظل الجدل قائما ....محوريا يندرج تحت بند المفهوم بين معنى الخير ومعنى الشر...... نستنبط منه معنى الوجود والكون وديمومة الصراع بين الخير والشر...... والتطلع إلى ..... .بنود أكثر جدلية دون استسلام ولا هزيمة طرف على طرف أخر.