عظة بالغة وحكمة جليلة عادت بها مواطنة من حي الشماسي بتعز وحصلت عليها من أحد مسئولي المؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي الذي يبدو أنه يعمل واعظاً ومرشداً اجتماعياً إلى جانب عمله كمدير لإحدى الإدارات، هذا المسئول الواعظ قدم هذه النصيحة الغالية «والتي لا يعرفها إلا الراجحون في العلم» للمواطنة يخفف عنها بعض ما أصابها من ألم وقهر جراء تهكم الأخ مدير عام المؤسسة وسخريته منها أمام الحاضرين، حيث جاءت تشكو إليه انقطاع الماء عن منزلها منذ شهرين بعد الإصلاحات التي قامت بها الشركة المصرية وبقي كل ما يصل إليها من مؤسسة المياه هو الفاتورة الشهرية المطلوب تسديدها لحساب المؤسسة وبمبالغ أكبر مما كانت عليه أيام حصولها على الماء، وإن ظروفها المادية صعبة لا تستطيع شراء وايتات ماء للاستخدام المنزلي. فلماذا يا سيادة المدير أليس من حق هذه المسكينة وغيرها أن يشتكوا ويطالبوا بحقوقهم، أوليس من واجبك أيضاً وأنت المسئول الاستماع لشكواها وحلها والتخفيف من معاناتها ولو بكلمة طيبة تتصدق بها عليها؟؟ فهي لم تأتِ إليك إلا بعد أن ضاقت ذرعاً وطال صبرها بانتظار وصول الزائر العزيز (الماء)؟!. صحيح أنت مدير عام لأهم مؤسسة خدمية في المحافظة، والمشتكية امرأة ليس لها أية مكانة اجتماعية سوى أنها مواطنة تتمتع بكافة الحقوق التي يتمتع بها غيرها، وأنت وجدت هنا لخدمة المواطنين وتحسين خدمات المؤسسة نحو الأفضل وليس للسخرية والغضب والنرفزة على كل من يأتي مستنجداً بك وشاكياً إليك عن أي تقصير أو إخلال في خدمات المؤسسة وموظفيها وأنت أكثر الناس دراية وخبرة بما يعانيه المواطن في هذه المحافظة من أزمة المياه وإهمال وتلاعب وفساد بعض موظفي المؤسسة وعدم تجاوبهم مع شكاوى المواطنين. ولا تنس أن معالي الوزير قال: إن مشكلة المياه في تعز إدارية في الدرجة الأولى، وهذا ما يؤكده الواقع؛ فحارات يصل إليها الماء كل خمسة عشر يوماًً، وحارات كل شهر، وحارات أخرى كل شهرين، والحارات المحظوظة لا ينقطع عنها الماء.. والدنيا أرزاق!؟. فالشكوى لغير الله مذلة، ومن يرد أن يذل نفسه ويحط من قدره يلجأ للمخلوقات ويترك الخالق. ونحن بدورنا سنطالب كل مواطن ومواطنة أن يحفظا هذه الكلمة ويعملا بها، فلا يحضرا للمؤسسة لتقديم أية شكوى أو تظلم، وعليهما أن يدفعا ما جاء في الفاتورة من مبلغ ولا يقولا إن الموظف المسؤول عن كتابة العدادات قد أخطأ في القراءة، أو أنه لم يحضر وسجل قراءة تقديرية. وعليهما أيضاً أن لا يتصلا بإدارة الطوارئ لإبلاغهم عن بيارة انفجرت ولها أكثر من اسبوع تسيل في الشارع ولا يخبراهم أبداً عن ماسورة مياه انفجرت والماء يتدفق منها منذ ساعات، وأي مواطن أحزنه منظر المياه تسيل في الشارع ما عليه إلا أن يلتزم ما قد يشترطه موظفو الطوارئ قبل الاتصال. وأخيراً وللعلم والفائدة فقد أكد جميع المسئولين أثناء احتفال المحافظة باليوم العالمي للمياه بقاء الأزمة وتفاقمها عالمياً وبسرعة نضوب أحواض المياه، وأن عدد الآبار التي تغذي المحافظة هي (60) بئراً فقط من اجمالي الآبار البالغة (120) بئراً.. وبانتظار نتائج الدراسة الأولية التي يجريها فريق ماليزي لإمكانية تحلية مياه البحر!. وصدق الواعظ "الشكوى لغير الله مذلة".