في أوسع حملة لرفع الوعي بقضايا حقوق الاطفال في اليمن، نظم مكتب الصحة والسكان بمحافظة تعز صباح اليوم الإثنينن وبدعم من منظمة اليونسيف ورشة عمل حول دور الاعلام في بقاء الاطفال على قيد الحياة، وتدشين التقرير السنوي لليونسيف (وضع الاطفال في العالم 2008م ). وفي الورشة التي استهدفت ما يزيد عن خمسين صحفيا من محافظة تعز يمثلون وسائل اعلام رسمية واهلية ومستقلة وحزبية. وناقشت- في مجموعات خمس- وفيات الاطفال، والتحصين منها، والتغذية ووفيات الاطفال وصحة المواليد وغيرها من المواضيع ذات الصلة بقضايا وفيات الاطفال في اليمن. وفي حفل افتتاحها ألقى م/ عبد القادر حاتم- وكيل محافظة تعز للشئون البيئية والفنية- كلمة حيا في مستهلها الصحفيين الذين يلتقون اليوم في ورشة عمل تهدف الى تفعيل اقلامهم في زيادة نشر الوعي المجتمعي بقضايا الطفولة في اليمن، حتى يمكن التخفيف من وفيات الاطفال، وتحقق معدلات منخفضة. واضاف حاتم: ان هذه الورشة اهم ورشة بالنسبة له كونها تتناول اهم قضية وهي قضية الطفولة في اليمن باعتبارها قضية مستقبل وحاضر البلد كله، مثمنا الجهود العظيمة التي تبذلها منظمة اليونسيف في هذا المجال وخص بالشكر نسيم الرحمن رئيس لجنة الاتصال والتاييد والمناصرة في المنظمة، قائلاً انه يتمنى من الصحفيين تطوير خطابهم الاعلامي والصحفي في مواضيعهم التي تتناول قضايا الطفولة باستخدام عناوين اكثر اثارة وجذبا للمواطنين، بدلا من العناوين التقليدية التي تعود الناس عليها. وانتقد بعض الصحف الوطنية التي انتصرت للاعلانات ولم تنتصر لقضايا الطفولة في اليمن. كما انتقد الصحفين الذين يركزون على السلبيات ولا يلتفتون الى الايجابيات، ضاربا المثل في اقدام المحافظة باصدار قرار من النيابة العامة يقضي باعدام 21 بئرا ملوثا في منطقة سد العامرة على اعتبار ان المياه الملوثة هي من الاسباب الرئيسية التي اثارتها اليونسيف في موت الاطفال في اليمن الى جانب نقصان الرضاعة الطبيعية. من جانبه اكد الدكتور عبد الناصر الكباب مدير عام مكتب الصحة والسكان بالمحافظة ان من القطاع الخاص في المحافظة من يتهرب من الحالات القريبة من الوفاة فيبادر الى احالتها الى المرافق التابعة لمكتب الصحة والسكان بغية تسجيل معدل وفيات اعلى في المحافظة , واعتبر مدير صحة تعز ان الارقام التي تضع اليمن في مراتب سفلى فيما يخص وضع وفيات الاطفال مخيفة جدا. من جهته اعترف- عماد السقاف- ان الاعلام اليمني بمختلف وسائله المقروء والمسموع والمشاهد مقصر تجاه قية الطفولة في اليمن حتى الان لانشغاله بالمناكفات السياسية التي لا تخدم اليمن، واضاف في كلمته التي القاها نيابة عن الصحفيين ان المطلوب دعما اكثر من الاعلام لقضية الطفولة في اليمن. هذا وكان نسيم الرحمن رئيس قسم الاتصال والتأييد والمناصرة في المنظمة (باكستاني الجنسية) طالب الصحفيين في اليمن الى تقديم الدعم الاعلامي لقضايا الطفولة في اليمن مشددا على الدور الذي يلعبه الاعلام في توعية الناس بقضايا الطفولة واهمية الرعاية الصحية الاولية والتركيز على الرضاعة الطبيعية وفيتامين A , وتحاشي المياه الملوثة، مشيرا الى ان وفيات الاطفال على مستوى العالم حسب تقرير اليونسيف لعام 2008م بلغت 9,7 مليون طفل سنويا. وكانت منظمة اليونسيف كانت قد عبرت في لقاء سابق جمعها بالصحفيين بتعز عن عن خيبة أملها جراء فشل هدف المنظمة في اليمن لتخفيض وفيات الأطفال، واصفة تراجع الوضع الصحي للطفولة اليمنية بأنه "مخيف". وأوضح التقرير- الصادر عن اليونيسيف– حول وضع الأطفال في العالم لعام 2008م- أن عدد وفيات الأطفال في اليمن ما دون سن الخامسة هو الأكبر في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، موضحا أن مؤشر التحسن في اليمن بطيء جدا مقارنة بجيرانه، محذرا من خطورة الأمر إذا ما استمر عليه الحال حتى عام 2015م. وأورد التقرير- الذي حصلت "نبأ نيوز" على نسخة منه- أن 84 ألف طفل يموتون سنويا، أي بمعدل 7 ألاف طفل يموتون شهريا، أي 250 طفل يوميا، لافتا إلى إن دول مثل بنجلاديش والنيبال وملالي وبوتان كانت تحتل مراتب متأخرة بعد اليمن احتلت في السنوات الأخيرة مواقع أفضل من اليمن بالنسبة لوضع الأطفال. وأضاف التقرير الذي حمل عنوان "بقاء الأطفال على قيد الحياة"، إن أطفال اليمن يموتون في منازلهم وليس في المستشفيات، ومعظمهم في 28 يوم الأولى من الولادة. وأكد التقرير الذي يعتمد في معلوماته على المسح الميداني الخاص بالمنظمة والجهاز المركزي ووزارة الصحة العامة والسكان ومنظمات مجتمع مدني أخرى: أن عدد وفيات الأطفال في اليمن عام 1990م كان 137 طفل مقابل ألف في حين بلغ عدد وفيات الأطفال عام 1994م 111 طفل مقابل ألف أما عام 2006م فقد بلغ عدد الأطفال المتوفون في اليمن 100 طفل مقابل ألف بما يعني إن تقدما بطيئا جدا لمؤشر تحسن وضع الطفولة في اليمن، وتتطلب تظافر جهود الجميع في اليمن لانتشال وضع الطفولة المخيف فيها. وعبر التقرير عن خيبة أمله جراء فشل هدف المنظمة في اليمن الذي كان يرمي لخفض العدد إلى 46 طفل مقابل الألف حسب الألفية. وارجع التقرير أسباب الوفيات في اليمن إلى الإسهال نتيجة لعدم توفر مياه صالحة للشرب، وظروف صحية ملائمة وعدم الالتزام بالرضاعة الطبيعية في السنة الأولى من الولادة، لافتا إلى إن نصف أطفال اليمن يعانون من نقصان في الوزن معتبرا إن أطفال اليمن هم حالة نادرة من بين أطفال العالم. وكشف إن حجم المبلغ المقدم هذا العام لمحافظة تعز عبر مكتب الصحة والسكان في المحافظة بلغ نصف مليون دولار