عبرت منظمة اليونسيف عن خيبة أملها جراء فشل هدف المنظمة في اليمن لتخفيض وفيات الأطفال، واصفة تراجع الوضع الصحي للطفولة اليمنية بأنه "مخيف"، داعية الصحافيين إلى كشف الاختلالات التي قد تمتد الى الدعم المقدم من المنظمة إلى وزارة الصحة. وأوضح تقرير صادر عن اليونيسيف– حول وضع الأطفال في العالم لعام 2008م- أن عدد وفيات الأطفال في اليمن ما دون سن الخامسة هو الأكبر في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، موضحا أن مؤشر التحسن في اليمن بطيء جدا مقارنة بجيرانه، محذرا من خطورة الأمر إذا ما استمر عليه الحال حتى عام 2015م. وأورد التقرير- الذي حصلت "نبأ نيوز" على نسخة منه- أن 84 ألف طفل يموتون سنويا، أي بمعدل 7 ألاف طفل يموتون شهريا، أي 250 طفل يوميا، لافتا إلى إن دول مثل بنجلاديش والنيبال وملالي وبوتان كانت تحتل مراتب متأخرة بعد اليمن احتلت في السنوات الأخيرة مواقع أفضل من اليمن بالنسبة لوضع الأطفال. وأضاف التقرير الذي حمل عنوان "بقاء الأطفال على قيد الحياة"، إن أطفال اليمن يموتون في منازلهم وليس في المستشفيات، ومعظمهم في 28 يوم الأولى من الولادة. وأكد التقرير الذي يعتمد في معلوماته على المسح الميداني الخاص بالمنظمة والجهاز المركزي ووزارة الصحة العامة والسكان ومنظمات مجتمع مدني أخرى: أن عدد وفيات الأطفال في اليمن عام 1990م كان 137 طفل مقابل ألف في حين بلغ عدد وفيات الأطفال عام 1994م 111 طفل مقابل ألف أما عام 2006م فقد بلغ عدد الأطفال المتوفون في اليمن 100 طفل مقابل ألف بما يعني إن تقدما بطيئا جدا لمؤشر تحسن وضع الطفولة في اليمن، وتتطلب تظافر جهود الجميع في اليمن لانتشال وضع الطفولة المخيف فيها. وعبر التقرير عن خيبة أمله جراء فشل هدف المنظمة في اليمن الذي كان يرمي لخفض العدد إلى 46 طفل مقابل الألف حسب الألفية. وارجع التقرير أسباب الوفيات في اليمن إلى الإسهال نتيجة لعدم توفر مياه صالحة للشرب، وظروف صحية ملائمة وعدم الالتزام بالرضاعة الطبيعية في السنة الأولى من الولادة، لافتا إلى إن نصف أطفال اليمن يعانون من نقصان في الوزن معتبرا إن أطفال اليمن هم حالة نادرة من بين أطفال العالم. من جانبه طالب نسيم الرحمن– مدير برنامج الإعلام والاتصال بمنظمة اليونيسيف– اليمن – الحكومة اليمنية ممثلة بوزارة الصحة العامة والسكان أن توصل اللقاحات إلى مستحقيها في المديريات، آملا إن يتعاون معه الصحفيون في اليمن في كشف الاختلالات التي قد تمتد إلى الدعم المقدم من قبل المنظمة إلى اليمن، كاشفا إن حجم المبلغ المقدم هذا العام لمحافظة تعز عبر مكتب الصحة والسكان في المحافظة بلغ نصف مليون دولار. هذا وتهدف اليونيسيف من خلال اللقاء بمجموعة من الإعلاميين بمحافظة تعز إلى حشد المناصرة والتأييد حول قضايا الأطفال عبر وسائل الإعلام المختلفة للمساعدة في جهود التوعية التي تهدف إلى التعريف بقضايا حقوق الأطفال حيث يتبع هذا اللقاء إقامة ورشة للصحفيين تهدف إلى بناء قدراتهم في الكتابة حول قضايا حقوق الأطفال. يشار إلى إن عدد وفيات الاطفال على المستوى العالمي حسب تقرير المنظمة 9.7 مليون طفل سنويا.