قال الدكتور احمد غالب المغلس إن القرار السياسي لا يمكن له أن يصنع شيئا ما لم يسبقه حوار، موضحا إن الحوار يعد علاقة ترابطية بين القيم والتربية كونه يخلق وعي مجتمعي يقيهم الصراعات والاحتراب عبر التاريخ. وأضاف المغلس- في محاضرته التي ألقاها صباح اليوم الخميس على قاعة منتدى السعيد الثقافي بتعز، بعنوان (الحوار مع الذات والأخر .. منهج وتربية): إن الحوار مع الذات على أي مستوى كان يعتبر من الوسائل المفيدة والناجعة التي تخدم المجتمع وتعيد أصلاحه الدائم كما انه يعمل على التطوير والتجديد بما يجعل المجتمع ينقد ذاته. وأردف قائلا: إن بناء القدرة على محاورة الذات هو بداية المسار الصحيح لإصلاح الحياة ولو وجد ذلك عندنا ما زاد الفساد ولا انتشرت الجريمة ولا تفشت المشاكل الاجتماعية كون التربية على الحوار أصبحت حاجة ملحة ضرورة اجتماعية من اجل التنمية البشرية والتغيير الاجتماعي وكذلك تشكيل البعد الإنساني والحضاري في وعي وتفكير وسلوك الإنسان اليمني. وأشار في سياق محاضرته إلى أن الحوار مع الذات يتم بتملك القدرة على مراجعة الضمير ونقد النفس، لافتا إلى إن من مقومات الحوار أن يتميز المتحاورون بالمصداقية وحرية التفكير والتعبير والاستعداد النفسي لقبول النتائج ونبذ التعصب، وان يقوم الحوار على الحقائق الثابتة لا على الشائعات لان المعلومات الفاسدة والكاذبة تنتج أحكاما فاسدة. وأشار المغلس أيضا إلى أن الإعلام الحالي لا يرتبط بالفرد لأنه لا يقوم على تدريب الناس وتأهيلهم على قدر مستوياتهم، ودعا التربية والتعليم إلى صياغة منهج تربوي قائم على الحوار وان تقوم المدارس بتعليم الطلاب كيفية الحوار مع الذات كي يتمكن الطالب من الحوار مع معلمه وكذلك المعلم مع مديره، مشددا على ضرورة تعليم التربية الوسطية وتعليم القيم، ولابد أن نبحث عن المنهج الوسطي عبر رسالة الإسلام والأبحاث العلمية لنؤصل منهجا تربويا غاية في الدقة والتنظيم وحتى لا يكون المنهاج هذا ناتج عن جلسة مقيل بل نتيجة بحث علمي تشارك فيها الجهات البحثية. واعتبر مشروع حقوق الإنسان والتربية المدنية الذي تتبناه بعض منظمات المجتمع المدني لن يأتي ثماره إلا باصطحاب منهاج واضح قائم على الحوار كون القران الكريم في آياته قائم على الحوار والله علمنا في كتابه العزيز أن الحوار أساسي في القرآن وكل القصص والتشريعات التي تناولها إنما هي مبنية على الحوار ليعلمنا الله أن الحوار مادة أساسية. وانهي المغلس محاضرته بالمطالبة بوضع إستراتيجية لإشراك منظمات المجتمع المدني في تعميق مبادئ التربية على الحوار مع الذات والأخر من خلال برامج وأنشطة اجتماعية هادفة. وكان فيصل سعيد فارع- مدير عام مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة بتعز- أكد على ضرورة الحوار في حياة الناس خدمة للمجتمع بكافة مكوناته كضرورة موضوعية ملحة تستدعيها كون الأبواب لم تسد أمام المتحاورين في كل مجال كان. وانتقد فارع مرة أخرى تغيب المهتمين بالشأن الثقافي بتعز عن حضور الفعالية، التي قال أنها معلنة في الصحف وفي برنامج المؤسسة ، مؤكداً إن المؤسسة تفتح ذراعها لكل الناس في الوطن . حضر الفعالية جمع من المثقفين والإعلاميين الذين اثروا المحاضرة بالنقاش والمداخلات.