فشلت ندوة نظمتها جهات تابعة لأحزاب اللقاء المشترك في ولاية متشغان الأمريكية، في حشد أبناء الجالية اليمنية للاستماع لمحاضرة المحامي محمد ناجي علاو- برلماني سابق وقيادي في حزب الإصلاح، ورئيس منظمة هود- والتي كرسها لموضوع تقرير مصير اليمن والحزب الحاكم، وسبل مواجهة ومهاجمة السلطة وحزبها، وهي القضايا التي اخفق أيضاً في كسب قناعة المشاركين باطروحاته. الندوة التي أقيمت في قاعة نادي الشرق بمدينة ديربورن، تحت شعار (اليمن أزمات الحاضر وآفاق المستقبل)، وحضرتها "نبأ نيوز" لم يتجاوز عدد المشاركين فيها (30) شخصاً، أغلبهم من أتباع اللقاء المشترك، فيما العناصر الباقية- ولا تتجاوز عدد الأصابع- هم ممن لا يعترفون لا بالحزب الحاكم ولا باللقاء المشترك، ويتهمون الجميع بالتلاعب والتآمر، وقد أعلنوا مؤخراً عدم اعترافهم بقيادات الحزب الاشتراكي اليمني في الداخل، بعد أن كانوا محسوبين عليه. وأثار المحامي علاو– المتحدث الأساسي بالندوة- قضايا الحرب في صعدة، وقضايا المتقاعدين العسكريين، والحريات والحقوق، والفساد والغلاء، والتغيير السياسي، مستنسخاً خلال تناولها أطروحات ومواقف اللقاء المشترك تجاهها، الأمر الذي أثار جدلاً وخلافاً في وجهات النظر بين علاو وعدد من المشاركين، بلغت أوجها عند تطرقه للموقف تجاه نظام الرئيس علي عبد الله صالح، وموضوع تقرير مصير اليمن. وأكدت مصادر وثيقة الصلة ل"نبأ نيوز" خيبة أمل المحامي علاو في عدد الذين حضروا الندوة، وتوجيهه انتقادات لشخصيات بارزة في الجالية "خذلته"، ويمثلون الجهة التي تولت الإعداد للندوة دون أن تكشف عن هويتها لأسباب ما زالت مجهولة، إلاّ أن ما زاد الوضع استياءً هو أن جميع وسائل الإعلام الصادرة عن الجاليات اليمنية لم تتحدث لا من قريب ولا من بعيد عن الندوة إطلاقاً. "نبأ نيوز" التي انفرد مدير تحريرها في حضور الندوة، هو الآخر أعلن انسحابه منها، وغادر القاعة بسبب أن مسئول في جمعية- تبدو أنها هي الجهة المنظمة للندوة- منحه فرصة تقديم سؤال واحد فقط باسم موقع "نبأ نيوز"، رغم أنه الوسيلة الإعلامية الوحيدة الحاضرة، والوحيدة الممثلة لإعلام المغتربين في الداخل، وهو الأمر الذي عللته مصادر سياسية في الجالية بالخوف من أن تكشف أسئلة "نبأ نيوز" هوية الخطاب الحزبي الذي حمله علاو إلى الجاليات، والغاية المنشودة من ورائه. وقد حضر الندوة عدد من الإخوة المسئولين في عدد من المنظمات اليمنيةالأمريكية منهم الأخ الأستاذ أنور صالح رئيس الجمعية اليمنيةالأمريكية، والأستاذ علي بلعيد المكلاني مستشار الجمعية الخيرية اليمنيةالأمريكية، والأستاذ سعيد علي رئيس المجلس الإداري للجمعية الوطنية اليمنيةالأمريكية، والأستاذ احمد الكميم، والأستاذ احمد علي موسى وحضور عدد من أبناء الجالية اليمنية. وأضاف المتحدثين لنبأ نيوز ان المحامي علاو ربما لم يكن مقتنعاً تماماً من عدد الحضور الذي سبق وان انتقد آخرين بارزين في الجالية الجهة التي لم تكشف عن نفسها في تبني فعاليات الندوة ولم يكن هناك أي علم مسبق عند أبناء الجالية مما سبب في حضور عدد قليل جداً وفشل الندوة التي لم تتحدث عن طروحاتها أي وسيلة إعلامية إلى يومنا هذا وقد تعمد موقع "نبأ نيوز" تأخير نشر خبر الندوة التي عقدت يوم 11 يوليو الماضي، ليتسنى للمنظمين لها نشر تقريرها أولاً في أي جهة إعلامية، ولكن نظراً لفشل الندوة لم يتجرأ أحد من المغتربين بالحديث عنها، خاصة وأنها "لم تقدم ولن تؤخر شيئاً بالنسبة لأبناء الجالية"، بحسب ما تداولوه من حديث خلال الأيام الماضية. من جهته، وصف الزميل منير الذرحاني- من خلال متابعته الصحافية لأوضاع الجالية في ميتشغان- زيارة المحامي محمد علي علاو للجالية لمتشغان بأنها "زيارة سياسية"، خلافاً لما ادعاه علاو بأنها من أجل قضية الشيخ المؤيد- مشيراً إلى أن علاو حاول خلال زيارته تدشين الحملة الانتخابية للمشترك في أوساط المغتربين، وتحريك نشاطهم السياسي. وقال الذرحاني: إن هذا التطور الذي ترجمته لقاءات علاو المكثفة في أوساط الجاليات على مدار أسبوع تقريباً إنما هو مؤشر على أن اللقاء المشترك يحاول الهروب من الساحة الداخلية التي مني فيها بإخفاقات جماهيرية كبيرة، إلى ساحة المغتربين لشد الأنظار نحوها، لافتاً إلى أنه لكون المحامي علاو قيادي إصلاحي وعضو في الأمانة العامة، فإن زيارته لم تأت من فراغ، بل تتوافق مع تحركات نشطة لقيادات في المشترك ظهرت مؤخراً في عدد من دول المهجر اليمني، متوقعاً أن يحاول الأخ علاو ان يقنع أحزاب المشترك في الداخل بان زيارته تركت أثراً في كسب أصوات المغتربين لصالح أحزاب المعارضة، وان المغتربين مستاءين من الحزب الحاكم، وأوضاع الغلاء والفساد في الوطن.. وغير ذلك. وأشار الزميل الذرحاني إلى أن عدداً ممن كانوا في أرض الوطن نشطاء ناصريين، وآخرين في المشترك هم من اهتموا بتنظيم الندوة، وحضروها، وخصوصاً أنصار التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري. هذا وكان المحامي محمد ناجي علاو كشف في تصريحات إعلامية أن قضية المؤيد قد يصدر الحكم فيها نهاية العام الحالي، متمنياً ان يصدر الحكم بإطلاق سراحهم. وعلاو يقيم في أمريكا حالياً لأجل الدفاع عنهم في المحاكم الأمريكية، في نفس الوقت الذي تردد في فترة سابقة ان علاو قد قدم إلى أمريكا بتوكيل من الحكومة اليمنية للدفاع عن المعتقلين اليمنيين. وكان علاو- في لقاء مع "صدى الوطن" اليمنيةالأمريكية- دعى المغتربين إلى ترك الاهتمام الكبير بالداخل والاهتمام بتعليم أبنائهم وانه قد لاحظ في أكثر من ولاية ان هناك تباعد وخلاف مناطقي خصوصاً بين أبناء المحافظات الشمالية والجنوبية، كما أبدى استيائه الكبير من وضع الجالية اليمنية التعليمي ونوه أيضاً في إجاباته على أسئلة صحيفة الوطن الأمريكية إلى خطورة الأوضاع في اليمن إذا لم تعالج وحذر من اتجاه اليمن إلى الصومله. كما شارك علاو في احتفال الجمعية اليمنيةالأمريكية الحادي عشر الأسبوع الماضي 12- 7 – 2008م الذي أقيم لتكريم طلاب الجالية المتفوقين وتوزيع المنح الدراسية بحضور مسئولين أمريكيين ومختلف الممثلين للمنظمات اليمنيةالأمريكية. وقد ألقى كلمة نالت إعجاب واحترام الجميع بمن فيهم الأمريكيين، حيث أشاد بمستوى الخدمات في أمريكا مطالبا أبناء الجاليات إلى استغلال الفرصة التي لم تمنح للكثير ممن يبحث عنها من أولئك في ارض الأوطان، وان يهتموا المغتربين بتعليم أبنائهم وأيضا لمح الأخ علاو إلى اعتذاره الشديد للإسلام من أولئك الذين أساءوا للإسلام على حساب المسلمين موضحاً ان الإسلام يحمل العدالة والرحمة والحرية وان الحرية والحقوق من الإسلام.