حقيقة لا ادري لمن أوجه اللوم والاتهام بالفوضى! هل أوجهه للجيش ونقاطه المتواجدة في أكثر من مكان في الطرق اليمنية، أم أوجه اللوم لنقاط وزارة الداخلية المنتشرة في كل بضع كيلومترات من الطرق المسفلتة لحمايتنا، أم أوجه اللوم للجهة المسئولة عن مصلحة الطرق وصيانتها، أم أوجه اللوم للأشغال التي أنجزت تلك الطرق!. أم ابعث بعتبي إلى كل مسئول في شؤون الطرق في كل مديريه ومحافظه يتم فيها انجاز طريق، هذا إن سميناه انجاز، بعد كل ذلك التخريب فيه. وفي الأخير لا بد أن أوجه شديد العتب مع رفع وتيرة العتب هذا لدرجة الصراخ إلى هؤلاء المواطنين وأطفالهم الذين يعبثون بطرقنا المسفلتة في كل مكان دون استثناء منطقه من أخرى وبشكل لا يوصف إلا انه تخريب. حرام فعلا أن تقوم الدولة بإنشاء طرق بمئات الكيلومترات وآلافها ويقوم نفر من العابثين بعمل مطيات تعجيزية لا يمكن لك إلا أن تمر فوقها وتسمع صوت الاحتكاك من الأسفل وتحس به من الأعلى مهما كان علو سيارتك. والغريب أن بعض العابثين والذين أحلوت لهم المسألة أصبحوا يضعون أحجاما كبيرة من الصخور والأتربة ويضيفون عليها بعض القار ( الازفلت ) لتتماسك ويصبح إزالتها من المستحيلات، عجبي هنا ترى الإنسان اليمني كيف يبتكر لمصلحته فقط ، نعم لمصلحته فقط . هذه الصورة النمطية أحلوت لكثير من الناس الذين تمرا لسيارات بالقرب من قراهم، فباتوا يكررون صناعتها وبشكل عبثي تخريبي للطريق، لا يمكن أن أوصفه بغير ذلك، رغم علمي أن الهدف من إنشاء تلك المطبات العبثية الفوضوية هو حماية سكان تلك القرى من سرعة بعض السائقين الجنونية. وانتقلت نفس الصورة الفوضوية في وضع تلك المطبات التعجيزية المخربة للطريق و لسيارات مستعملي الطريق إلى أطفال وكبار ذوي عقول تعودت على التخريب، فباتوا يصنعون ويتفننون في وضع تلك المطبات في الطريق، وبأشكال مختلفة لا بد إلا وان تقع أنت ومن في السيارة في بعضها مهما كنت حريصا ومتيقظا وسائقا على مهل، هذا في وضح النهار أما في الليل فربك الستار. لقد أفسدت علينا تلك المطبات حلاوة انجاز تلك الطرق، ويبدو أن الشعب تعود على الإهمال والتخريب كبيره قبل صغيره فأين المدافعين عنه وعن تصرفاته عندما ننتقدها كسلوك فردي مرفوض. هؤلاء الذين اسميهم أنا مخربين، ليس هدفهم تهدئة سرعة السائقين خوفا على سلامة من يسكن في تلك المنطقة أو القرية بل هدفهم أن تتوقف أنت كسائق وتشاهد ومن معك في السيارة ما يبيعون، المهم مصلحتهم ولا يهم مصلحة الآخرين. لذا سميتهم مخربين، فليس من المعقول أن تجبرني أن أتوقف لأرى في صندقتك الخشبية بعض الماء والشراب وما إلى ذلك. حرام أن تقوم الدولة بإنشاء تلك المشاريع من الطرق والتي سهلت علينا التنقل من منطقه إلى أخرى ويقوم هؤلاء النفر بتكسير جزء منها، أو صناعة مطب بشكل عشوائي عبثي جنوني، بحجة تخفيف سرعة السائقين أو غير ذلك. هذا المرض في عقلية هؤلاء الناس الساكنين لتلك المناطق ( بل أقول كل المناطق) والتي تمر عليها الطرق في كل أنحاء اليمن استشرى وانتشر، وبدا الكل يقلد ويصنع وفق ثقافته ومعرفته وابتكاره، المهم هو إيقاف السيارة القادمة وليس التخفيف من سرعتها وسرعة سائقها، هذا اهو الهدف الظاهر أما المخفي فهو أن تتوقف لتشتري ما نبيع وأنت لا تريد أن تشتري. المنطلق بسيارته من أي مكان إلى أي مكان في اليمن يلاحظ التمادي في إنشاء تلك المطبات التخريبية. وصدقوني لن أبرئ أي منطقة في اليمن من كل ذلك، فقد تنقلت في الصيف في كل مكان ولم يبق إلا محافظة المهرة ولا أظنها قد نجت من ذلك. شاهدت وتنقلت في كثير من بلاد الله الواسعة والذين لديهم طرق كتلك الطرق الموجودة في بلادنا، ولديهم كثير من القرى والمدن والمزارع على الطريق، ولديهم أيضا كثير من السائقين المتهورين، بل ربما يفوقوننا عددا وحتى يكون القارئ على بينه فقد كنت في مصر وسيرلانكا، وهناك أوجه تشابه كثير في البنية التحتية لتلك البلدان مع اليمن، ولم نشاهد مثل تلك المطبات العبثية والتخريبية المدمرة للمنشأة وللسيارات المارة. فليس من المعقول أن أتوقف عند نقطة تفتيش للشرطة أو للنقابة بشكل إجباري، بحيث يرتفع جسم كل من في السيارة إلى الأعلى ومن ثم إلى الأسفل وبشكل عنيف من اجل أن يراني هذا الجندي أو ذاك. البس من الأفضل بعد كل تلك المنجزات للداخلية إيجاد وسيله حضاريه آمنه للجميع في الطريق! متبعه في كل الدول أم أننا أحضرنا ذلك الجندي من القرية وألبسناه تلك البدله وأمرناه أن يتصرف كيفما يشاء ليشاهد كل من يمر بالطريق. أو ليس من المنطقي والبديهي أن يكون هناك صيانة للطرق، ومن خلالها يتم اكتشاف الاستحداثات وإزالتها فورا والتنبيه بعدم تكرارها. أو ليس من الأجدر من مصلحة الطرق التي تقوم بإنشائها أن تقوم من البداية بإنشاء مطبات تجبر السائق المتهور على تهدئة السرعة وفي نفس الوقت تحافظ على سلامة المركبة، لتخفيف سرعة السائقين بدلا من ترك الساكنين يتصرفون وفق هواهم وثقافتهم وتعليمهم. وفي الأخير أين محافظي تلك المحافظات ( الجامعيين ) الذين يمرون بتلك الطرقات كل أسبوع أو ربما كل يوم، أليس لديهم قليل من الإحساس والوطنية!؟ أم أنهم يركبون اللاندكروزرات العالية ولا يهمهم مدى الضرر الذي يلحق بالآخرين ومركباتهم! أليس في قلوبهم رحمه على مرتادي تلك الطرق من أصحاب السيارات أي كان علوها؟ أم يريدون من كل مالك للسيارة إما أن تكون لديه سيارة دفع رباعي أو لا يملك! إنني اعتقد أن إصلاح تلك الفوضى وإيقافها تبدأ من هنا من عند هؤلاء الجامعيين، فهل من مخلص لتلك الفوضى!؟ [email protected]