وجه الشيخ سلطان البركاني- الأمين العام المساعد للشئون السياسية بالمؤتمر الشعبي العام- الدعوة لأحزاب اللقاء المشترك للمشاركة في الانتخابات البرلمانية القادمة، مؤكداً "أنهم شركاء في العمل السياسي فلا نستطيع أن نلغيهم من الخارطة، ونوجه الرجاء أن يشاركوا في العملية الانتخابية". وقال البركاني مستدركاً: " لكن إذا قرروا مقاطعة الانتخابات لن نتباكى عليهم، ولن نحزن لفقدانهم على الإطلاق، ولن نخاف لو حضروا.. وأننا في المؤتمر لن نتقاسم الدوائر، هذا ما أريد أن أوصله للمشترك، ولن نوقع على دوائر مهما حاولوا". جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده الحزب الحاكم اليوم السبت في معهد الميثاق، مؤكداً من خلاله تأييد المؤتمر لكل ما ورد في ملاحظات الاتحاد الأوروبي، متهماً المشترك بتحريف الملاحظات والسعي لافراغها من محتواها. وقال البركاني: لقد وصلنا إلى قناعة كاملة في المؤتمر إن المشترك كلما وقعنا وثيقة ألغى ما وقعنا عليه في السابق، مبيناً أن المشترك لم يتفق على أسماء أعضائه في اللجنة العليا للانتخابات حتى هذه اللحظة، وأنه تقدم بطلب أكثر من مرة لتأجيل الانتخابات وهو ما تم رفضه من قبل المؤتمر، مشيراً إلى أن المشترك ومن خلال ما سعى إليه كان يهدف إلى تأجيل الانتخابات لان نتيجة 6% في المجالس المحلية بالمحافظات و8% في المجالس المحلية بالمديريات في الانتخابات الرئاسية ما زالت بالأذهان ويعتقد المشترك أنه بحاجة لتأجيل الانتخابات لأنه يعلم إن قضية اليمن هي قضية مواعيد الاستحقاقات الانتخابية لم تؤجل اطلاقاً. وأضاف الشيخ سلطان البركاني: المشترك إن شارك في الانتخابات فهو حر وإلا فالانتخابات ليست مربوطة بالمشترك، نحن ملتزمين بمواعيد دستورية"، منوهاً إلى أن المؤتمر سيبحث توصيات الاتحاد الأوروبي التي تحتاج إلى تعديلات دستورية بعد رمضان مع الشركاء الدوليين، مؤكداً القول "لن نقدم تنازلات لأحد لا للمشترك ولا لأي أحد". وأشار إلى أن: التوافق غير وارد في ظل الدستور والقانون لان التوافق هو الذي أحبطنا على مدى عام ونصف، جنبنا الدستور والقانون ونقول نريد توافق، نحن نقول أن هناك دستور وقانون يحكم الجميع.. لو يأتي العالم أجمع لتأجيل الانتخابات لن نقبل سواء منظمات دولية أو شركاء سياسيين.. ولا أعتقد إن المنظمات الدولية ستطلب مثل هذا الطلب. وتساءل البركاني: "هل تعقلون أن المعارضة اليمنية تطلب أن تعلن نتيجة الانتخابات بعد عشرة أيام بدلا من 72 ساعة فهل هذه معارضة يفترض أن تطلب إعلان نتائج الانتخابات خلال أربع ساعات وليس عشرة أيام؟ وهل تعقلون أن المعارضة تطلب ان تعلن نتائج الانتخابات النيابية عبر اللجنة العليا للانتخابات وبأغلبية ثلثي أعضائها معناها المساومة وليس إرادة الناخب.. أنا أفضل أن تعلن النتيجة في الدائرة وليس اللجنة.. فهذه معارضة توافق، تريد توافق بالدستور، وتوافق بالقانون، وتوافق بالدوائر الانتخابية.. فما قيمة الديمقراطية أن كنا سنتوافق في كل شيء". وبين أن ما نسب للاتحاد الأوروبي بأنه لن يدعم الانتخابات هو كلام خاطئ وغير صحيح، وبالإمكان توجيه الأسئلة لبعثة الاتحاد الأوروبي، فقد تم قبل أيام توقيع اتفاق بين ممثل الأممالمتحدة واللجنة العليا للانتخابات وساهم الاتحاد الأوروبي فيها بمليوني يورو للانتخابات. وحول قضية السجناء، قال البركاني أن المشترك كان يرفعها كقميص عثمان، وخاطب الصحافيين متسائلاً: "هل تعلمون حقيقة ما كان يرفع؟ سجناء من درجة أولى ومن درجة ثانية وثالثة، وكل حزب يبحث عن سجنائه دون الآخر، بل ويسعى إلى إبقاء الآخرين في السجون"، مبيناً أنه تم الإفراج عن المعتقلين بقرار سياسي وبمبادرة من فخامة الرئيس علي عبد الله صالح ولا علاقة للمشترك في ذلك.. وكشف أن رئيس الجمهورية "أسقط العقوبة عن فهد القرني لان الإخوة في الإصلاح كان همهم الأول والأخير هو فهد القرني، والله ما سألوا عن عبد الكريم الخيواني، ولا عن الاشتراكيين لحظة واحدة، فهم كانوا يبحثوا عن فهد القرني لأنهم يعتقدون لو دخلوا الانتخابات بدون فهد القرني يسقطوا "! وبخصوص الزميل عبد الكريم الخيواني، قال البركاني: "مطلوب منا جميعا أن نتحلى بالصدق وأن يغادر السجن، ولا داعي لبقاء سجين.. خلونا نبني أوطان بعيداً عن الحساسية.. اعترف إن الخيواني كان مستهدف منا نحن والإصلاح وعلينا أن نعيد التفكير في هذا الجانب". وفي رده على سؤال لموقع "نبأ نيوز" حول جدوى الانتخابات إن كان الطرف الآخر لا يعترف بنتائج الديمقراطية، قال البركاني: إن أي مهزوم في الانتخابات لا يمكن أن يقول أنها جيدة ودائما يرمون فشلهم على قضية التزوير وعدم سلامة الانتخابات وهكذا هو حال العالم العربي والعالم الثالث.. وكان يفترض بعد التنافس الجاد في الانتخابات الرئاسية والمحلية أن يعترفوا على الأقل بأنهم أدوا دورهم فصناديق الاقتراع هي الأصل وليس الشعارات التي ترفع وربما لو عدت إلى تقييمهم السري هم قيموا بموضوعية وقالوا أنهم أخطأوا لأنهم اعتمدوا على شباب كانوا يقولون لهم إن الرئيس علي عبد الله صالح في كل خطبه يخطب ويوجه فيها اتهام للإصلاح إنما يوجه رصاصة على صدره، اعتمدوا على هذه المبررات وعلى مجموعة من المثقفين اتضحوا أنهم غير مسجلين في قوائم الناخبين وكانوا ينظرون لهم بشكل خاطئ وأن المؤتمر لم يعد لديه فرصة بقاء على الساحة.. إذا لم يحترم الإنسان نفسه والحقيقة فذلك هو شأنه فالعالم شهد الانتخابات ولسنا بحاجة إلى أن يشهدوا. وفي جوابه على سؤال ثاني ل"نبأ نيوز" حول تصريح رئيسة اتحاد نساء اليمن بفشل الكوتا ودعوتا إلى القائمة النسبية، وتأييدها من قبل رئيس مجلس الشورى، أوضح البركاني: أما القائمة النسبية فالحديث عنها عاطفي ففي بلد كاليمن يكون تطبيق القائمة النسبية في غاية الصعوبة، وتساءل لماذا لم تطبقها الولاياتالمتحدة إذا كان نظامها عادل ولا تطبقها بريطانيا وفرنسا واليابان؟ وأوضح أن نظام القائمة النسبية له سلبيات وايجابيات والاخوان في المشترك يعتقدون أنهم بمجرد أن حصلوا على مليون و700 ألف صوت في الانتخابات البرلمانية والمؤتمر ثلاثة مليون وأربعمائة كان يفترض أن يكون لهم ثلث المقاعد.. مشيراً إلى أن هناك أربعين نوع من الانتخابات في القائمة النسبية "فهي نظام معقد وعليهم أن يسألوا أهل الذكر إن كانوا لا يعلمون" أي أن يسالوا المنظمات الدولية ، مؤكداً التزام المؤتمر بوعوده للمرأة، وأنه سيدرس مع شركائه الدوليين كيفية وصول المرأة إلى مجلس النواب بعد رمضان، منوهاً إلى أن هناك ثقافة داخل المجتمع وهناك مشكلات تتعلق بالمرأة نفسها. وفي إجابته على سؤال حول مدى قلق المؤتمر من مقاطعة أبناء المحافظات الجنوبية للانتخابات، قال البركاني: لا نخاف من الحديث عن أن المواطنين في المحافظات الجنوبية سيقاطعون، لان المواطنين في المحافظات الجنوبية يمنيين شرفاء مهتمين بالديمقراطية والعمل السياسي وأكثر حرصا منا على الوحدة ولن تخوفونا على هذا الجانب حتى نستسلم. وحول تصريحات الأمين العام بشأن مساعدة الحزب الاشتراكي قال البركاني: نحن حريصون على الحزب الاشتراكي أن يبقى في الساحة، فهو شريك في قضية الوحدة، وأتى من سلطة إلى شراكة في الوحدة، فهذا حق علينا في المؤتمر كشركاء وحق للحزب الاشتراكي على هذا الوطن لأنه واحدا ممن صنعوا الوحدة وأعلنوا قيامها وساهموا في وجودها ويفترض علينا كقيادة حزبية وسياسية في المؤتمر والسلطة أن نولي الحزب الاشتراكي كل احترام وتقدير وان نساعده على الخروج من المحنة التي يعيشها أولا المحنة الداخلية ثم محنته مع المشترك التي لم يستفد منها شيئاً فمساعدة الحزب الاشتراكي ضرورة وطنية. ونفى أن تكون هناك أي صفقات الحزب الاشتراكي، وقال: "نتمنى أن نجلس ونتفق وأن نعطيه وأن نكرمه جميعا". ودعا البركاني الأخوة في الإصلاح ان يمارسوا الديمقراطية في الداخل قبل الحديث عنها في الخارج وان يسمحوا لعضو من أعضائهم أن يترشح تلقائيا في انتخاباتهم الحزبية وان لا يقولوا لا نولي من طلبها..