إنها طريق الموت، طريق الضياع الأسري، طريق فقدان الأحبة والأصدقاء، طريق مليئة بالفجائع والأنات، طريق لا تأمن فيها مفاجآت الموت المحقق الذي يتربص بالمسافرين رغم أنه طريق مهم وحيوي.. فكل يوم تأتينا منه الأخبار المفجعة والمحزنة، وما أكثر الأحزان التي تتسبب فيها طريق الموت: تعز- عدن!! ضحاياها بالعشرات، بين أموات ومعاقين وطريحي الفراش أو نزلاء غرف العناية المركزة في المستشفيات.. فلا احترام للقوانين والأنظمة في هذا الطريق، الحافلات والقاطرات يسابقن الرياح بسرعتها، وبفهلوة السائقين.. واستعراض المهارات بفن السواقة لا تظهر إلا عند دخولهم طريق الموت تعز – عدن، وكأن لسان حالهم تقول: هنا التحدي للقانون "الغائب"، والأمن "المتسيب"، والرقابة المرورية "الغائبة"، والدوريات الأمنية التي لا توجد منها سيارة على هذا الطريق، وان وجدت يكون أفرادها مشغولون بجباية قيمة القات من السائقين، ولا تهمهم أرواح المواطنين..! الوطن يفقد العشرات من أبنائه يومياً، عوضاً على الخسائر المادية، والدهس المتعمد وغير المتعمد للثروة الحيوانية، التي تحدث على هذا الطريق المجهل عن القانون والنظام العام. اللوحات الإرشادية التي تحذر السائقين من المنعطفات ووجود مدارس أو أسواق شعبية لا وجود لها في هذا الطريق مطلقاً.. الكثير من الأسواق الشعبية المستحدثة وخاصة بائعي القات الذين يستحدثون أسواقاً بدائية عبارة عن طرابيل زرقاء ترفع بعمودين أو أكثر وعادة ما تكون في المنعطفات الخطيرة أمام أعين الأجهزة المعنية التي تعرف مسبقاً أنها تمثل خطراً على السكينة والأمن العام، ولكن بائعي القات يعرفون كيف يشترون سكوتها مسبقاً. "سوق ورزان" الشعبي الواقع على طريق الموت (تعز- عدن) أصبح اليوم عبارة عن مقبرة لأبناء الوطن، فالحوادث شبه يومية ويذهب ضحيتها العشرات من خيرة شباب الوطن بسبب السرعة الزائدة وعدم وجود تحذيرات مرورية وإرشادات قانونية، ولتهور السائقين ووجود الشاحنات والقاطرات الكبيرة التي تسير على هذا الطريق وتقف فجأة، وتتحرك فجأة، دون اكتراثها لما يحدث بعد ذلك.. فالقات الذي يباع في هذا السوق الشعبي يتسبب بنسبة كبيرة من الحوادث.. فمرتادي السوق غالبيتهم من سائقي الشاحنات والتاكسي الذين يكونون "مساطيل" وفاقدي الوعي بسبب تلك الحبوب التي يتناولوها، والمعروفة لدى سائقي الشاحنات، والتي تشرّد النوم من أعينهم. ومن هنا ندعو وزارة الداخلية وإدارتي أمن محافظة تعز، ولحج إلى القيام بواجباتهم الوطنية والمحافظة على أرواح أبناء الوطن، وعلى ثروته الحيوانية الذين يذهبون ضحايا طريق الموت (تعز- عدن).. وهو مطلب ليس تعجيزي، وبالإمكان تلبيته من خلال ما يلي: - إنشاء نقاط مراقبة على هذا الطريق، على ألاّ تكون المسافة بينها متباعدة، وذلك لضبط المتهورين والمستهترين بالنظام والقانون وأرواح البشر، وتجهيز نقاط المراقبة بسيارات للشرطة والمرور والإسعاف. - وضع لوحات إرشادية تحذيرية في المنعطفات الخطيرة، تحدد السرعة المسموح بها، ونتمنى أن تكون هذه الطريق مراقبة بالرادار لكونها مهمة وخطيرة. - تسيير دوريات أمنية مشتركة على هذا الطريق لمراقبة أصحاب الشاحنات والسيارات التي لا تلتزم بالسرعة المحددة وضبط المتهورين والمستهترين والإبلاغ عنهم إلى نقاط المراقبة الثابتة. - إزالة ومنع الأسواق الشعبية المستحدثة على الطريق، وخاصة تلك المتواجدة في المنعطفات والمنحدرات الخطرة. - وضع مطبات إسمنتية في مداخل المدن الثانوية والأسواق الشعبية المرخص لها والمنتجعات السياحية. هذه جملة مطالب نوجهها إلى وزارة الداخلية وإدارتي أمن محافظتي تعز ولحج.. فهلاّ رحموا أبناء الوطن ولبوا هذا النداء!؟