حذر محمد عبد الله باشرا حيل- الخبير الاقتصادي اليمني في منظمة الأسكوا- من الآثار السلبية للأزمة المالية العالمية على اليمن جراء انخفاض أسعار النفط، وتدني تحويلات المغتربين، وتوقف المساعدات الخارجية المقدمة لليمن، مؤكداً أن الفساد سيتسبب بتفاقم آثار الأزمة وتعقيدها. وقال باشراحيل- في ندوة حول " أثر الأزمة المالية والعالمية على اليمن "، نظمها اليوم الخميس البيت الثقافي للشباب والطلاب في عدن، بتمويل من الصندوق الوطني للديمقراطية (NED): أن الأزمة المالية العالمية ستؤثر في السلم على المعونات المقدمة لليمن من الدول والمنظمات، منوهاً إلى أن أكثر من مليار دولار تتقاضاها اليمن كهبات من هذه البلدان، إضافة إلى آثار انخفاض أسعار النفط، وتحويلات المغتربين، في الوقت الذي يزداد الأنفاق العسكري على حساب المشاريع وتحسين مستوى التعليم ومخرجاته وتحسين الخدمات الصحية والحياة المعيشية للناس. وأكد: أن الفساد في اليمن سيزيد من آثار الأزمة المالية العالمية على اليمن تعقيدات ومشكلات إذا لم تفعل هيئة مكافحة الفساد فعلها الصائب، وإذا لم ينفذ قانون مكافحة الفساد. وعلق مضيافاً: " أن لجنة مكافحة الفساد لها نفقات وميزانية وعلاوات، ومع ذلك لم نسمع حتى الآن أن أي فاسد قدم للعدالة". وعلق على ما أورده مدير البنك المركزي اليمني الذي كان قد صرح بأنه ليس هناك تأثيرات للازمة المالية العالمية على اليمن والبنوك اليمنية، قائلاً: هذه تصريحات سياسية لا علاقة بها بالاقتصاد، والصحيح أن اليمن ستتأثر في الأزمة.. كما أشار في حديثة إلى أن البنوك الإسلامية تأثرت ولكن بشكل محدود جداً. وكان الأستاذ محمد قاسم نعمان، الذي أدار الندوة، أكد في مستهل الندوة، على أهمية الموضوع الذي يتم الوقوف أمامه والمتعلق بالأزمة المالية العالمية وأثارها على اليمن، مشدداً على أهمية مزيد من البحث حوله حتى لا نتفاجأ بآثاره على اليمن واليمنيين بمزيد من المعانات التي ستثقل كاهل المواطنين .. وقال أن آثاره على اليمن بدأت تتضح، وتتمثل أبرز حلقات هذا الوضوح في: انخفاض قيمة النفط، ويضاف إلى ذلك الآثار المتوقعة في المساعدات التي تحصل عليها اليمن، وآثار الموارد التي تصل إلى ميزانية الدولة من السياحة التي لا شك أنها ستتأثر كثيراً.. وقال: أن استمرار الفساد في ظل هذه التأثيرات سيضاعف من التعقيدات والمشكلات التي ستواجه اليمن واليمنيين ولابد من الانتباه لها من الآن. من جهته الأستاذ محمد عبد الله باشراحيل ، وفي مطلع حديثه حول الأزمة المالية العالمية، قال: أن الأزمة المالية العالمية ترتبط بالنظرية الرأسمالية التي كانت مرتبطة بمبدأ أخلاقي وإنساني لكن الممارسات على الأرض لهذه النظرية خرجت عن هذا الإطار فتسببت بهزة أركان هذه النظرية وما وصلت إليه، حتى أن الذين كانوا ينددون بحرية الاقتصاد والتنافس وحرية آلية السوق أصبحوا يطالبون بضرورة تدخل الدول! وأعادت الذاكرة إلى مرحلة وجود القطبين العالمين، الاشتراكي والرأسمالي، قائلاً: في الفترة الذي كان فيها قطبان النظرية الأولى، ويقصد بها الشيوعية، سقط نظامها.. بالنسبة للرأسمالية لم تسقط حتى الآن لكن الأزمة المالية الحالية هزت أركانها وبرزت المطالبة بضرورة إعادة أهم ركن فيها هو تدخل الدولة. ونوه إلى أنه في 15/ نوفمبر القادم سيعقد مؤتمر قمة دولية لمناقشة الأزمة ولكنه أيضا سيجيب المشاركون في هذه القمة عن سؤال: كيف يمكن أن يستمر النظام الرأسمالي إذا ما تدخلت الدولة في السوق والاقتصاد والمالية؟ وكيف سيكون هذا التدخل؟ وأضاف: العالم دوماً عبر التاريخ، وبالذات الحديث، يعيش على قطبين أو أكثر ويختل التوازن عند بقاء قطب واحد ينفرد بالقرارات المتعلقة بكل شيء.. وتابع: عندما انفردت أمريكا كقطب واحد اختل التوازن وبرز الغرور لدى صناع القرار في أمريكا، حيث برز الانحراف في المبادئ التي كانوا يعملون عليها (الديمقراطية والحرية واحترام حقوق الإنسان) دون مراعاة لحرية الرأي والتعددية على مستوى الأمم.. وهذا هو وضع الولاياتالمتحدةالأمريكية اليوم، والتي تشكل في ذات الوقت قوام الرأسمالية والعولمة التي تهيمن اليوم على الاقتصاد والقوة العسكرية. وبرز العامل الثالث ألا وهو الهيمنة على النفط. وقال: إن الحرب على العراق تكلف الخزانة الأمريكية 3 مليون دولار كل ثلاث دقائق، وفي الساعة 20 مليون دولار، وفي اليوم نصف مليار دولار، وبسبب هذا الأنفاق اضطرت أمريكا على وضع أذونات الخزانة واتحاد مجموعة من الإجراءات الأخرى، منها تخفيف الفائدة من قبل البنك الفيدرالي الأمريكي إلى 2% وهو تخفيض لم يحصل في أي بلد في العالم، لأن تخفيض الفائدة يعني تشجيع الناس على مزيد من الاقتراض. وحول انفجار الأزمة المالية في أمريكا، قال: أن الإعصارات التي واجهتها مدن وولايات أمريكية بلغت خسائرها ترليونات من الدولارات، منوها إلى أن هذه الخسائر تتحملها شركات التأمين الأمريكية وهي أول من أعلن إفلاسها.. وقال: إن من آثار ونتائج الأزمة يحصل اليوم استمرار في انخفاض الأسهم، والسبب يعود إلى غياب الثقة في الثلاث الأيام الأولى للازمة التي بلغت خسائرها (4 ترليونات) وثلاث مائة مليار دولار. ووزير المالية الأمريكية يقول في تصريح وحيد: "أتوقع إفلاس الكثير من الشركات والبنوك الأمريكية"، ومن بعد هذا التصريح لم يعد يدلي بأي حديث أو تصريح للإعلام. هذا وقد أعقب المحاضرة الاستماع إلى المناقشات والملاحظات والأسئلة التي قدمت من المشاركين، حيث شارك في الحضور عدد من الضيوف بينهم: د.أ مبارك خليفة، ود/ زين عيدورس – أستاذ مساعد في كلية الاقتصاد والشخصية الاجتماعية، والأستاذ / فريد صحبي، والأستاذ وفاء السيد عضو المكتب السياسي لحزب الاشتراكي، ومنظمات المجتمع المدني..