شهدت العديد من مديريات محافظة الضالع صباح اليوم الاثنين أحداثاً صاخبة، وتوتراً غير مسبوق ينذر بأيام عصيبة قد تشهدها المحافظة خلال الفترة القادمة، خاصة في ظل الغياب التام للحزب الحاكم، وإخلائه الساحة الشعبية لنشاط معارضيه، الذين نزلوا إلى الشوارع لافشال مشاريعه الديمقراطية بالقوة، ضاربين الدستور والقوانين عرض الحائط. ففي منطقة "المركولة" من مديرية الضالع، قامت مجاميع من أحزاب اللقاء المشترك بمنع اللجنة الانتخابية من العمل في إحدى المدارس، مطالبين اللجنة باستئجار بيت للعمل فيه بدلاً من المدارس، معلنين رفضهم القاطع لترك المدرسة للجنة الانتخابية.. الأمر الذي أثار استياءً واسعاً من قيام المشترك بانتحال صفة الدولة، وفرض وصايته على المؤسسات العامة، دون ردود فعل مقابلة من الدولة أو حزبها الحاكم إزاء ما وصفه بعض من شهدوا الحدث ب"انتهاكات دستورية سافرة، وتمرد على سلطة الدولة". وفي مديرية الأزارق، قام عدد كبير من المواطنين بإغلاق مبنى المديرية وطرد مدير عام المديرية منه، وذلك إحتجاجاً على مقترح التقسيم الإداري الجديد، الذي قالوا أنه لا يخدم منطقتهم. وفي مديرية جحاف، أقدم رئيس لجنة الشئون الاجتماعية بمحلي المديرية على إغلاق مكتب مدير عام المديرية، وذلك احتجاجاً على عدم توظيفه كونه عضو هيئة إدارية. أما في مديرية الحشاء، فقد اعترض عدد من المواطنين والشخصيات الاجتماعية على كشوف لجان الانتخابات، وقالوا أنها كتبت بنظر رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام هناك، ونائب الدائرة، وضمت- حسب قولهم- أعداداً كبيرة من أسرتيهما من غير المنتسبين لسلك التربية والتعليم، ورفعوا مذكرة تظلم بهذا الخصوص. على صعيد آخر، مني النائب صلاح الشنفرة قبل ظهر اليوم بهزيمة نكراء، واضطر للفرار مع أصحابة من مواجهة كادت تنفجر بينه ومرافقيه من جهة وبين جموع من مواطني منطقة "القرين"، المركز الانتخابي (ط) بالضالع من جهة ثانية. وقد تأزم الوضع بين الفريقين بعد أن حاول عدد من أنصار الشنفرة منع اللجنة الانتخابية من العمل، الأمر الذي تصدى لهم المواطنون بحزم، وأجبروهم على الفرار من المكان للنجاة بأرواحهم. ورغم أن الشنفره وأنصاره هددوا بالعودة غير أن المواطنين من أبناء القرين توعدوهم بالويل والثبور إن عادوا مجدداً.. هذا وكان مقر فرع المؤتمر الشعبي العام بمديرية الشعيب من محافظة الضالع تعرض صباح أمس الأحد لهجوم مسلح، على أيدي جماعات مجهولة قامت برشق المقر بوابل من الرصاص، متسببة بتكسير النوافذ، والأبواب، وإلحاق أضراراً مختلفة بواجهة المبنى التي بدت مشوهة. كما قامت مجاميع مسلحة من التيارات الانفصالية الجنوبية وأحزاب اللقاء المشترك بمهاجمة مقر اللجنة الرئيسية للجان قيد وتصحيح جداول الناخبين، التي تتخذ من مدرسة الشهيد العبادي مقراً لها. وأكدت مصادر "نبأ نيوز" في الشعيب أن نحو (50) مسلحاً حاصروا المدرسة التي تتواجد فيها اللجان الانتخابية، ومنعوا بقوة السلاح أعضائها من الانتشار لتنفيذ المهام المناطقة بهم. ويأتي ذلك التصعيد بعد أيام من إعلان هيئات الحراك الانفصالي مقاطعتها للانتخابات، وتوجيه قيادة اللقاء المشترك نداءً لقواعدها بإفشال عمل اللجان الانتخابية، ومقاطعة أعمالها.