تسبب مهرجان خطابي تحريضي لأحزاب اللقاء المشترك، قاده حزب الإصلاح، بتصعيد الاعتداءات المسلحة التي تستهدف مراكز اللجان الانتخابية، والقيام بمهاجمتها بالقنابل اليدوية، والسطو المسلح على السجلات والوثائق، والتقطع للناخبين في الطرقات وإجبارهم على العودة أدراجهم في أوسع تمرد مسلح للإطاحة بالديمقراطية تشهده اليمن منذ إعلان الوحدة اليمنية 1990م، هتفت خلاله المليشيات المدججة بالبنادق وصفوق الرصاص والقنابل اليدوية ب(لا حزبية بعد يوم) خلال صولاتها على المراكز الانتخابية!! وتؤكد مصادر "نبأ نيوز" في الضالع أن المهرجان الذي أقامته أحزاب اللقاء المشترك بمديرية دمت، بمشاركة نحو (200) شخصاً أمام بوابة المؤسسة الاقتصادية، تسبب بارتفاع أعداد المراكز المستهدفة التي تم إغلاقها أو تعطيل العمل فيها من (17) مركزاً إلى (29) مركزاً انتخابياً. وتشير إلى قيام مجموعة مسلحة عصر اليوم الأحد بالهجوم على مركز "قرض" بالدائرة (297)، والسطو على وثائق القيد والتسجيل ومصادرتها وتمزيق بعضها الآخر، فيما قام مسلحون آخرون بتنفيذ هجوم مسلح على مركز "الجليلة" والاشتباك مع القوى الأمنية التي تحميه، ثم إلقاء قنابل دخانية على مقر اللجنة، والفرار من مسرح الجريمة. وفي الوقت الذي تؤكد مصادر سياسية ل"نبأ نيوز" أن اختيار المشترك لمديرية "دمت" لإقامة مهرجانه كان بمثابة رسالة "تضامنية" موجهة للتيارات الجنوبية "الانفصالية" التي تعتبر مديريتي دمت وجُبن مدناً "شمالية" وترفض الاعتراف بتبعيتها للضالع، فإنها تشير إلى أن المشترك حاول تمويهها برفع أعلام الوحدة على نحو مبالغ فيه- ليحاكي بها طريقة "رفع المصاحف"! وخلال المهرجان أعلن اللقاء المشترك على لسان سعد الريبة- رئيس التجمع اليمني للإصلاح بمحافظة الضالع- مطلبه الرئيسي الذي حدده برحيل السلطة قائلاً: "نقول لمن جوعوا الشعب وخذلوه ارحلوا عنا فالشعب سئم كذبكم ودجلكم"، منوهاً في الوقت نفسه إلى أنهم ليسوا مع أي دعوة انفصالية، أياً كان شكلها أو مصدرها، وأنه لا تفريط بالوحدة. وشكك الريبة بالسجلات الانتخابية ولجان القيد والتسجيل، واصفاً التحضيرات القائمة بأنها "مهزلة"، في الوقت الذي كانت الشعارات تتردد من المشاركين هاتفة: (يا حكومة الأزمات أين دقيق الإمارات)، (يا حكومة الألغاز أين الديزل، أين الغاز)، وغيرها من الشعارات. كما صدر عن المهرجان بيان استهله اللقاء المشترك ذرف الدموع على (الجنوب)، وهي "الكليشة" التي باتت تتصدر أي خطاب للمشترك منذ نحو العامين، ثم هاجم الانتخابات معتبراً إياها فصلاً من فصول السلطة في صناعة الأزمات، وشن هجوماً شرساً وشاملاً على السلطة وأجهزتها المختلفة. جدير بالذكر أن أحزاب اللقاء المشترك وملتقيات التصالح والتسامح الداعية للانفصال كانا قد أصدرا في يوم واحد نهاية الأسبوع الماضي بيانان دعوا فيهما اليمنيين إلى تنفيذ الاعتصامات أمام المراكز الانتخابية وعمل كل ما من شأنه منع ما وصفوه ب"تزوير العملية الانتخابية" وهو الأمر الذي ترجمته أنصارهما بهجمات المليشيات المسلحة على المراكز الانتخابية بالرصاص والقنابل اليدوية، وسط تكهنات تتوقع توسع الأعمال المسلحة ضد مراكز الانتخابات ومؤسسات السلطة، ويخشى توسعها إلى استهداف الرموز السياسية والحكومية للدولة وحزبها الحاكم بأعمال مسلحة قد تفجر عنف الساحة الداخلية لليمن- وباسم الديمقراطية.