منعت وزارة الخارجية اليمنية اليوم الأربعاء السيد "تيم تورلو"- سفير المملكة المتحدةبصنعاء- من تجاوز وظيفته الدبلوماسية، وعقد اجتماع "حزبي" في محافظة الضالع مع قيادات أحزاب المعارضة اليمنية (اللقاء المشترك)، باعتبار ذلك خارج حدود وظيفته الدبلوماسية. ويعد قرار المنع هذا هو الثالث من نوعه الذي تقدم عليه الحكومة اليمنية بحق نفس السفير السيد "تيم تورلو"، فقد سبقه قراراً بمنع السفير من زيارة سجن عدن والالتقاء بمحتجزين على ذمة نشاط سياسي يدعو إلى إعادة تشطير اليمن.. ثم أعقبه قرار منع ثاني للسفير "تورلو" عندما حاول زيارة سجن الضالع والالتقاء أيضاً بمحتجزين على ذمة نشاط سياسي يدعو إلى تشطير اليمن، والذي أعقب جولات مكوكية طاف خلالها السفير البريطاني العديد من مدن اليمنالجنوبية– حصرياً- الأمر الذي ربطه مراقبون ومثقفون بالفتنة التي تأججت في تلك المناطق. أحزاب اللقاء المشترك – التي كانت على موعد مع السفير البريطاني- قابلت قرار المنع الأخير بالاستياء، واعتبرت أن من حقها "الدستوري" عقد الاجتماعات المغلقة مع السفراء الأجانب دون إذن وزارة الخارجية والسلطة، وقالت أن ما حدث "يتنافى مع الديمقراطية والشفافية والانفتاح التي تدعيها السلطة وحزبها الحاكم"، وقالت أنها "لا تقبل التخوين". من جانبها سخرت الحكومة اليمنية من جهل أحزاب اللقاء المشترك بوظيفة الدبلوماسيين والقوانين والأعراف الدولية المتبعة في شتى أرجاء العالم، مستغربة احتجاج المشترك حول منع السفير البريطاني من لقاء قياداته في محافظة الضالع. وقال مصدر حكومي: "أن ذلك ينم عن الجهل وعدم الإدراك لدى قيادات المشترك فالسفراء يعتمدون لدى حكومات الدول وليس لدى الأحزاب، وبالتالي فإن السفراء المعتمدون في صنعاء هم معتمدون من حكومات بلدناهم لدى الحكومة اليمنية وليس لدى أحزاب اللقاء المشترك أو غيرهم من الأحزاب". وأضاف: "أن السفراء يمارسون مهامهم في الدول المعتمدين فيها وفق قواعد متعارف عليها وفي إطار احترام السيادة والمعاملة في الدول المعتمدون فيها بالمثل، وبما يحقق الأهداف التي من أجلها تم انتدابهم من أجلها وهي خدمة وتعزيز العلاقات وتطوير التعاون الثنائي ولما يخدم المصالح المشتركة لبلد السفير والبلد المعتمد لديها".. جدير بالذكر أن المعارضة الانفصالية التي تتولى تمويل وقيادة أعمال التخريب والتفجيرات في اليمن تتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقراً لها، وتحضى بدعم سخي من قبل الحكومة البريطانية، كما وتطالب بريطانيا بالتدخل العسكري لإعادة اليمن إلى سالف عهد التشطير. هذا وكانت بريطانيا قد احتلت جنوباليمن لما يقارب ال(128) عاماً– أي للفترة من 1839 – 1967م- ولم تغادرها إلا في أعقاب ثورتي أكتوبر 1963م ونوفمبر 1967م..