ما يجري اليوم في غزة الحبيبة لا يختلف عما يجري في العراق وفي أفغانستان وفي السودان وفي الصومال المريضة وفي الكثير من الدول العربية والإسلامية المصابة بزعامات لا حول لها ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، مؤتمر هنا ومؤتمر هناك واجتماعات ثنائية وجماعية وكلها لا تغني ولا تسمن من جوع هراء في هراء مبادرة تلي المبادرة وكلها تصب في قالب المماطلة والتسويف حتى تحقق إسرائيل ما تصبوا إليه من أهداف إستراتيجية وتدميرية وقتل للأبرياء في غزة الفداء والصمود قتلى هنا وجرحى هناك وكلهم أبرياء من نساء وشيوخ وأطفال والقاتل واحدٌ انه السلاح الأمريكي الصنع وضاغط الزناد أيضا أمريكي ولو لبس عباءة أخرى فكلهم يهود وهدفهم قتل العرب والمسلمين واحتلال أراضيهم!! غزة تحترق والعبارة التي نسمعها دائماً تتردد على الألسن هي واحدة { من حق أمريكا وإسرائيل الدفاع عن أنفسهما} هكذا تخرج العبارات من حناجر الأشقاء والأصدقاء على حدٍ سواء، ونقابل كل هذا ببراءة الأطفال وسذاجة السذج، ونحن نضحك ونصافح بل نعانق تلك الأيادي التي تلطخت بدماء أبناء امتنا العربية والإسلامية دون أن نخجل من التاريخ الذي يسجل مواقفنا المخزية وتخاذلنا السفيه نبكي ونضرب الصدور ونلطم الوجوه تماماً كالثكلى التي فقدت بعلها. غزة رمز الصحوة العربية والإباء الإسلامي تقف وحيدة تصارع أمواج البحار الهادرة تتصدى للقذائف الفسفورية بصدور أبنائها العزل سلاحهم كلمة لا اله إلا الله وقذائفهم حجارة من سجين ترمي بها أعداء الله الأرض تحترق تحت أقدام الأطفال والشيوخ والنساء والنار تزحف عليهم من الجهات الأربع ونافخ الكير الإسرائيلي الصهيوني يمعن في إشعال ناره فيقذف بحمم قذائفه على بيوت غزة الأمانة، ونحن العرب نتوسل ونترجى أمريكا وإسرائيل القبول بمبدأ التهدئة المؤقتة ويقابل دعوتنا وتوسلنا بصلف وتعنت وتعالي إسرائيلي أمريكي فنكرر تقبيل الأيادي والأقدام حتى ترضي عنا الأقزام أحفاد القردة والخنازير لا ندري لماذا كل هذا الذل والخنوع حتى الماء والغذاء والدواء منع من الطرف العربي على أهلنا في غزة ساهمنا نحن العرب بقتل أطفال غزة فمن لم يموت بقذائف وصواريخ ورصاص العدو الصهيوني يموت جوعاً وألماً من مواقف العرب المخزية. أطفال غزة يحترقون ونساء غزة يصرخن اينكم يا عرب، ولكن لا حياة لمن تنادي العرب مشغولون بتنظيم المسابقات في النوادي والملاعب وسباق الهجن نعم ماتت الضمائر العربية وانطفأت المشاعر والأحاسيس فلم تعد هناك شهامة عربية ولا كرامة إنسانية فقد العرب غيرتهم على دينهم وعلى عرضهم وأراضيهم فانقسموا شيعاً فريق معتدل وفريق يحترق وفريق انغمس في ملذات الدنيا وعفنها. إعلامنا العربي يعيش في شلل كامل لا يستطيع الحركة وان تكلمت بعض الأقلام فلن تنطق إلا بما يوحى إليها من مطابخ السيادة وبيوت الأموال العالمية إعلام مفلس وإعلام متآمر وإعلام لا يرى ولا يسمع ولا ينطق وان وجد من ينتقد السياسة الأمريكية أو الإسرائيلية فذلك يتم ولكن على استحياء وخوف من أمرهم وخشية من ثورة شعوبهم وصحوة الأمة التي باتت بين قوسين أو أدنى ومن هنا نتساءل ونسال أنفسنا ماذا قدمنا لإخواننا المضطهدين والمظلومين في غزة؟ نعم قدمنا لهم الشجب والاستنكار والمؤتمرات المتعثرة والتي لا تساوي قيمة كوب القهوة التي يشربونها في مقرات اجتماعاتهم كما قال احد الإخوة السياسيين؟ ولكن ماذا ننتظر من امة تكسرت أقلامها وخرست ألسنتها وتحولت إلى دمى تحركها أصابع البيت الأبيض والكنسية الإسرائيلية؟ ولكننا يحدونا الأمل بشباب الأمة ومثقفيها وتلك الصحوة العربية التي تذكرنا بالخمسينيات والستينيات أيام الثورات العربية الكبرى وطرد الاستعمار من الأراضي العربية ونهوض شعوبها فقد حان الوقت لثورة عربية كبرى تبدأ من غزة الصامدة بإذن الله تعالى.