فيما تستعد قوات خاصة لتنفيذ عمليات إنزال مظلية، نفذت فرقاً تابعة للقوات المسلحة في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأحد انتشاراً واسعاً في مختلف منافذ محافظتي لحج والضالع، في واحدة من أكبر الحملات الأمنية للقضاء على عناصر مليشيات 13 يناير التخريبية، بعد سلسلة عمليات تقطع، وتسليب، وتخريب، واعتداءات مسلحة على مدنيين، نفذتها على امتداد الأيام الستة الماضية. وأفاد مصدر أمني ل"نبأ نيوز": أن الحملة تأتي تجاوباً مع شكاوى خطية رفعها مشائخ وأعيان ومواطني تلك المناطق، تطالب الدولة باستخدام القوة لردع المليشيات المسلحة بعد قيامها بقطع الطريق الرئيسي إلى عدن من منطقة "حبيل ريده"، ثم تماديها بقطع الطريق البديل عبر سيلة "حردبه" الذي قام بتأمينه مشائخ وأعيان الضالع ولحج، واحتجاز عشرات النساء والأطفال من المسافرين لأكثر من (15) ساعة، واستخدامهم كدروع بشرية لمنع الأجهزة الأمنية من المواجهة المسلحة معهم، فضلاً عن تنفيذهم أعمال تخريبية للمحلات التجارية وبسطيات مواطنين بسطاء، وغيرها من الأعمال، مؤكدين تعطل مصالحهم جراء هذه الأعمال الإجرامية. وأشار إلى أن وحدات طلائعية للجيش قامت منذ مساء أمس بقطع الطريق على عناصر المليشيات، من جهتي الضالع ولحج، وتقوم حالياً بمطاردة فلولهم الفارة في "حبيل ريدة" والعديد من المناطق الأخرى، وأنها تخوض مواجهات مسلحة مع جيوب من عناصر المليشيات. مصادر محلية موثوقة في لحج، أكدت ل"نبأ نيوز": أن هناك عمليات بحث واسعة عن طقم أمني استولت عليه المليشيات بعد اشتباك مع أفراده، وإصابة خمسة منهم، مؤكدة في الوقت ذاته أن هناك أعداد كبيرة من المصابين في أوساط المليشيات، وأن قياداتهم تمنع إسعافهم إلى أي مستشفى خوفاً من اعتقالهم على خلفية تورط هذه العناصر بأعمال قتل لأحد المواطنين وإصابة ثمانية بعد إلقائهم قنبلة يدوية على طقم أمني في الضالع، علاوة على أن أغلب هذه العناصر مطلوبة أمنياً في قضايا جنائية سابقة، منها إلقاء قنابل وإطلاق رصاص على مراكز اللجان الانتخابية، وقتل أفراد نقطة أمنية، والتقطع لسيارات مواطنين مدنيين ونهب ممتلكاتهم، بعد ضربهم. ونوهت إلى أن بين المصابين من عناصر المليشيات أربعة في حالة خطيرة، متوقعة وفاتهم خلال الساعات القادمة إن لم يكونوا قد توفوا فعلاً قبل إعداد هذا الخبر، نظراً لرفض قيادات المليشيات إسعافهم إلى أحد المراكز الصحية. وفي الوقت الذي أكدت مصادر "نبأ نيوز" في الضالع ولحج استمرار الملاحقات الأمنية لعناصر المليشيات للقبض عليهم وتقديمهم للعدالة، فإن مصدر عسكري خاص في العاصمة صنعاء كشف ل"نبأ نيوز" عن تجهيز وحدات خاصة مظلية، والتوجه بها على متن عدد من الطائرات المروحية صوب الضالع ولحج. وأشار المصدر إلى أن هذه القوات "ستنفذ عمليات نوعية مرتبطة بالنشاط الإرهابي الذي تقوم به المليشيات التخريبية لإقلاق سكينة أبناء المحافظات الجنوبية"، رافضاً الإفصاح عن ماهية هذه العمليات وتوقيتها. غير أن مصدر عسكري استشارته "نبأ نيوز" رجح حصول الأجهزة الأستخبارية على معلومات حول أماكن اختباء بعض قيادات المليشيات المسلحة، أو معداتهم، متوقعاً "أن تستقر هذه القوات المظلية في قواعد قريبة من أماكن تواجد المسلحين المتمردين، وتنتظر الإشارة من عيونها في الميدان، للانقضاض على الهدف في اللحظة المناسبة بعمليات إنزال مظلي محدودة، لكون العمليات البرية في هذه المناطق صعبة وغالباً ما تتعرض للكمائن، أو الكشف المبكر"- على حد تعبيره. مراسلة "نبأ نيوز" في عدن- الزميلة نور باذيب- أفادت أن مصادرها في لحج أكدت لها وجود توتر وارتباك شديد في أوساط الجماعات الانفصالية، وأن الغالبية العظمى من القيادات "متخفية في أماكن مجهولة منذ عشية يوم الثالث عشر من يناير، وأن الاتصالات معها مقطوعة، ولا أحد يعلم عنها شيئاً". ونقلت أيضاً عن المصادر ذاتها أن مصدر قلق هذه الجماعات هو حصولها على معلومات تؤكد نجاح السلطات باستقطاب أشخاص من أوساطها وتجنيدهم لرصد تحركاتهم، وخطوط سيرهم، مرجعة إلى ذلك العمليتين الأخيرتين قبل أكثر من أسبوعين التي تعرضت لها قيادات انفصالية– بينهم حسن باعوم- عندما اعترضتهم كمائن أمنية وحاولت إلقاء القبض عليهم، ونجوا منها بأعجوبة. ونوهت إلى معلومات- لم تتأكد منها بعد- عن تحرك وحدات أمنية صغيرة من عدن إلى مناطق مجاورة، يعتقد أنها ستقوم بتنفيذ مهام خاصة في تلك الجهات مرتبطة بأعمال الشغب والتخريب التي تنفذها مليشيات 13 يناير. جدير بالذكر أن مليشيات 13 يناير- بحسب الباحثين- مؤلفة من عناصر أمنية وعسكرية من أبناء المحافظات اليمنية الجنوبية ممن يحملهم أبناء الجنوب مسئولية تنفيذ كبرى مجازر الشرق الأوسط في 13 يناير 1986م–والتي قامت خلالها بعمليات إبادة جماعية وحشية لما يزيد عن عشرة آلاف يمني جنوبي في غضون أقل من أسبوعين، ظلت جثثهم ملقاة في الشوارع، اضطرت الدروع والعربات العسكرية للمرور فوقها من أجل وصول أهدافها.. وكان من بين الضحايا مئات الأطفال والنساء ممن أبادتهم هذه العناصر داخل بيوتهم مع ذويهم، حيث أن القتل أصبح حينها على البطاقة الشخصية، ولم ينج منه إلا من رحم ربي. وقد استطاعت هذه العناصر الفرار بجلدها والتخفي طوال الأعوام الماضية حتى جاءت فرصة ما يسمى ب"الحراك الجنوبي"، فأطلت برؤوسها مجدداً بمساعدة ودعم أطراف معارضة خارج اليمن، محاولة فرض نفسها مرة أخرى على ساحة الأحداث بقوة السلاح، لاعتقادها أنها لن يكتب لها النجاة بأرواحها إن لم تفعل ذلك نظراً لوجود من يتربص بها الدوائر من أبناء ضحايا مجزرة 13 يناير.