قامت مليشيات 13 يناير في الضالع مساء اليوم بقطع طريق الضالع- عدن من منطقة "حبيل جبر"، وحاصرت مئات المركبات المدنية بكامل ركابها، ومنعتهم من المرور، وتشهد المنطقة حالياً مأساة إنسانية مريعة، يتعالى من كل صوب منها صراخ الأطفال المحاصرين منذ وقت المغرب بلا ماء ولا طعام، في الوقت الذي تتفادى الأجهزة الأمنية استخدام القوة نظراً لانتشار المسلحين بين المسافرين واتخاذهم دروعاً بشرية. طاقم "نبأ نيوز" الذي وصل إلى منطقة "حبيل جبر"، والذي استقبلته العوائل بالشكوى، والخوف يعتلي وجوهها، توجه إلى عناصر المليشيات المسلحة وسألهم حول ذنب مئات الأطفال والنساء المحاصرين، فردوا عليه بإطلاق وابل من الرصاص إلى الهواء، تجاوبت معه جماعات أخرى فوق الجبال القريبة بإطلاق الرصاص أيضاً؛ وطلبوا من طاقم "نبأ نيوز" مغادرة المكان فوراً، مهددين ومتوعدين بتصفيته بالرصاص فوراً إن لم يغادر. وخلال عودة الطاقم إلى مدينة الضالع، نجح طاقم "نبأ نيوز" في اكتشاف طريقاً سرياً يستخدمه عناصر مليشيات 13 يناير في تحركاتهم الليلية والنهارية، ويمر هذا الطريق عبر المناطق التالية (مدينة الضالع- الجليلة- الحازة- بلاد الحنق- النعيمة- حالمين- حبيل ريدة)، غير أن السيارات العادية لا تستطيع المرور عبره، إذ تقوم المليشيات بنقل المسلحين عبره لتعزيز السيطرة على "حبيل ريده". وكانت عناصر المليشيات قد حاولت في وقت سابق من مساء اليوم قطع الطريق من "حبيل جباري" إلاّ أن المواطنين ورجال الأمن تصدوا لهم، وأزالوا الإطارات التي أحرقوها، وأعادوا فتح الطريق. هذا وما زالت طريق الضالع- عدن مقطوعة وينتشر المسلحون في كل مكان، فيما تقف القوات الأمنية بعيداً، خوفاً من أن تتسبب المواجهة المسلحة بمقتل أعداد كبيرة من المسافرين الذين تتخذهم عناصر 13 يناير دروعاً بشرية. جدير بالذكر أن مليشيات 13 يناير تشكلت من العناصر المتورطة في مجزرة 13 يناير 1986م والتي أبادت أكثر من عشرة آلاف مواطن من أبناء محافظات اليمن الجنوبية في غضون أقل من أسبوعين .