تجمهر صباح اليوم الأربعاء في طور الباحة من محافظة لحج ما يناهز الألفي شخص من عناصر الحراك الانفصالي، نابشين صفحات الماضي السحيق، إحياءً ل(ذكرى شهداء الجبهة القومية في معركة 1968م مع جبهة التحرير)، والذي جرت عادة الاحتفال به قبل الوحدة في يوم الحادي عشر من فبراير من كل عام. وقد شهد المهرجان- الذي حضرته قيادات الصف الثاني كالمعطري والداعري وعلي مقبل- في دقائقه الأولى هرجاً ومرجاً، احتدم خلاله الخلاف بين هيئة الحراك الجنوبي الداعية للمهرجان، وبين أنصار حسن باعوم الذين قدموا إلى المهرجان رافعين شعارات "تاج"، ومرددين هتافات استفزت المشاركين، الذين بادروا إلى اعتراض طريقهم، ومنعهم من المشاركة. وارتفعت الصيحات من الطرفين، وأطلق البعض عبارات بذيئة كادت تفجر معركة طاحنة بين الفريقين لولا تدخل بعض قيادات الحراك للفصل بينهم، ودفعهم إلى الوقوف على جانب من المهرجان، ومنعوا من إلقاء الكلمات، الأمر الذي أظهر عزلتهم- وبما يؤكد ما أورده تقرير "نبأ نيوز" اليوم، بشأن الحملة الجنوبية المحمومة ضد باعوم، الذي ألحقوا به لقب (المسيح الدجال). وقد ألقى المشاركون في المهرجان عدة كلمات لم تختلف بشيء عما يرددونه طوال العامين الماضيين، غير أنهم أعلنوا تضامنهم مع أسرة الشهيد الصبيحي الذي سقط يوم 13 يناير الماضي في عدن، فيما تجاهلوا الشهيد الوداد الذي سقط في اليوم التالي بالضالع إثر قيام عناصر مليشيات 13 يناير بقيادة الخبجي بتفجير قنبلة أودت بحياته، وحاولوا استغلالها لإلقاء التهمة على الأجهزة الأمنية إلاّ أن تقرير الطب الشرعي أثبت أن قتلة الأمس هم أنفسهم قتلة اليوم، وإن الوداد قتل بشظايا القنبلة وليس برصاص الأمن، لذا تجاهلوا ذكره اليوم. وافادت مصادر "نبأ نيوز" أن السلطات الأمنية اعتقلت ظهر اليوم عبده المعطري اثناي عودته من المهرجان، غير أنه تم اطلاق سراحه بعد قليل من ذلك على خلفية توجيهات رئاسية تمنع اعتقال أي شخص غير مطلوب على ذمة قضايا جنائية.