قبل أيام سمعنا عن سجن عدد من عمال نظافة مدينة المحويت بتهمة قتلهم كلب أمريكي تابع لأحد الشخصيات في المحافظة، وذلك أثناء الحملة الروتينية التي يقومون بها للقضاء على الكلاب المسعورة والمشردة والمزعجة. وهذه العقوبة اقصى ما يمكن اتخاذه ضد هؤلاء ، لان ارتكابهم لهذه الجريمة كان عن طريق الخطأ وبسلامة النية ، أما لو كان عن طريق العمد وبسبق الإصرار والترصد ، فاقل عقوبة كانت ستطبق ضدهم هي عقوبة الإعدام شنقا، ناهيك عنة العقوبات والتعويضات التي ستتخذها الولاياتالأمريكية ضد بلادنا، والإجراءات التي ستقوم بها هي والدول الأوربية لمنع وتحذير كلابها من السفر إلى اليمن، وحظر بيعها لليمنيين. ويقع اللوم على إدارة صندوق النظافة التي قامت باختيار وتوظيف عمال أغبياء لا يستطيعون التميز بين الكلب العربي اليمني، وبين الأمريكي، ولا حتى التعامل مع الكلاب الأجانب. قد تبدو هذه الصورة خيالية لكنها مع الأسف الشديد حقيقة وواقع معاش، وهناك صور أخرى من هذا النوع في العديد من بلدان العالم الثالث، خصوصا في الوطن العربي الذي أضحى فيه بني البشر ارخص قيمة، واقل مكانة من الكلب الأمريكي، والقطة الفرنسية....الخ، وما حبس هؤلاء العمال بالإشغال الشاقة ألا نتاج لهذا الواقع المرير الذي نعيشه على مضض تحت ضغط الأنظمة والحكومات الخانعة والمتسلطة، وغالب الظن أن حبس هؤلاء العمال لم يكن لان الكلب تابع لشخصية عامة، بل لأنه يحمل الجنسية الأمريكية. وأنا نفسي وكافة جيراني نعيش قصة أخرى من هذا النوع وملخصها أن أجهزة الأمن تستخدمنا كدروع بشرية لحماية السفارة الأمريكية التي تقع بجوار منازلنا في المدينة السكنية بشراتون. حيث قامت الأجهزة الأمنية بإغلاق منافذ حارات المدينة السكنية بحواجز إسمنتية، وإغلاق شارع رئيسي نهائيا، وإغلاق وفتح، ثم إغلاق وفتح معبر جولة شيراتون حتى مدخل مدينة سعوان لشهور عديدة، وهكذا دواليك، وهو المعبر الذي أطلق علية اسم "معبر رفح". وسبب لنا متاعب كثيرة لعدم وجود شارع بديل يمكن ان تمر فيه السيارات بسهولة، لنضطر إلى سلك شارع بعيد جدا في منطقة هبرة لنصل إلى منازلنا. وتكبد أصحاب المحلات التجارية ومعارض السيارات الواقعة على هذا الطريق المغلق خسائر فادحة، دفعتهم إلى رفع قضية ضد السفارة الأمريكية ووزارة الداخلية، ولا تزال القضية منظورة في المحكمة، وثقتي كبيرة في ان ينتصر القضاء لهؤلاء الضحايا. حارات مدينة البنك والحارات المجاورة لها تحولت إلى ثكنات عسكرية تتمركز فيها نصف قوات أجهزة الأمن اليمنية لحماية السفارة الأمريكية، وهذا أثار استياء السكان الذين تضايقوا جدا من هذا الوضع، وتقدموا باحتجاجات عدة بهذا الشأن وطالبوا باحترام حرمة منطقتهم السكنية، لكن لا حياة لمن تنادي. وعند دخول أي شخص إلى المدينة يتم إيقافه، وطلب بطاقته الشخصية واستجوابه بعدة أسئلة، أين عات سير؟! عند من؟! من هو العاقل؟! وهذا ضايق السكان والزائرين لهم كثيرا، وبعض أصدقائي تعرضوا لمثل هذه التصرفات الهوجاء ، منهم الزميل نجيب العصار سكرتير تحرير صحيفة الوحدة الذي علق بالقول " تعال خزن عندي أسهل". وقوع السفارة الأمريكية بجوارنا سبب لنا متاعب كثيرة جدا وجعلتنا في حالة قلق دائم، نتيجة استهداف السفارة المتكرر، ويعلم الجميع ما حدث لمدرسة 7 يوليو للبنات قبل اقل من عام من قصف بقذائف الهاون والمدرسة مكتظة بالطالبات، وما تركه هذا الحادث من أثار سلبية على الطالبات وأسرهن، في الجانب الصحي والنفسي. ولا يزال حادث استهداف السفارة في رمضان الماضي بسيارات مفخخة وأحزمة ناسفة واسطوانات غار وإطلاق الأعيرة النارية والقنابل بشكل عشوائي، لا يزال يشكل حالة قلق كبيرة لدى السكان الذين استيقظوا صباح ذلك اليوم على هذا الحادث المدوي الذي أصاب بعضهم بامراض مختلفة منها مرض السكر، والفشل الكلوي، ناهيك عن حوادث التفجير الكثيرة التي أفزعتنا طوال ال15 سنة الماضية بسبب السفارة. يذكرني حالنا هذا بالفلم المصري "السفارة في العمارة" للفنان عادل أمام، الذي تدور أحداثه حول وقوع السفارة الإسرائيلية في احدي العمارات المصرية ونتيجة لذلك أصبحت هذه العمارة مطوقة بحراسة أمنية مشددة ويتعرض سكانها وزوارها للتفتيش، ولا يدخلها احد إلا بتصريح من الأجهزة الأمنية، وتعرضت هذه العمارة لهجوم احدي الجماعات التي أطلقت صاروخ أصاب الشقة المجاورة للسفارة الإسرائيلية، وكأن هذا الفلم يجسد بعضا من واقعنا المعاش، الأشد قسوة، والأكثر مرارة من الفلم. وهنا أتقدم نيابة عن سكان المدينة السكنية والحارات المجاورة والمتضررة، بطلب نقل السفارة الأمريكية إلى أي منطقة غير سكنية، وفقا للأنظمة والقوانين النافذة التي تنص على حقوق الجار واحترام الجوار، والسفارة الأمريكية جار مؤذي ومصدر إزعاج وقلق للسكان لذا أطالب بتطبيق القانون ضدها، واحترام حقوقنا كبشر ومواطنين ندفع الضرائب وننشر السلم الاجتماعي، كما سكان المدينة والحارات المحاورة على استعداد لشراء السفارة بسعر الزمان والمكان، ومكاتب العقارات والسعاه والمثمنين بيننا لإتمام البيعة . [email protected]