كشفت مصادر مطلعة ل"نبأ نيوز" عن توجيهات عممتها أحزاب اللقاء المشترك إلى فروعها في المحافظات الجنوبية حصرياً لدعم نفوذ تياري صلاح الشنفره وناصر الخبجي في لحج والضالع، والحيلولة دون تراجع ثقلهما في المنطقة، محذرة من مغبة أي اختلال بتوازنات القوى السياسية، من شأنها ترجيح كفة "تيارات أخرى مرتبطة بأجندات خارجية". وأفادت المصادر: أن المشترك عمم تلك التوجيهات هاتفياً، في أعقاب اجتماع لمجلسه الأعلى مساء أمس الجمعة، ناقش فيه أحداث الخميس الدامي في ردفان، وما آل إليه من اتفاق بين السلطات الحكومية وقوى الحراك في ردفان، والذي بدى لقياداته "تطوراً مقلقاً" جراء الفراغ الذي سينجم عن هذه الهدنة، والذي توقعت قيادات المشترك أن تستغله قوى المجلس الوطني الأعلى التي يقودها حسن باعوم، ومعها حركة "تاج"، وتحاول شغله بأنشطة تسرق أضواء الجنوبيين، وتعزز من نفوذها. وتؤكد المصادر: إن استنفار المشترك لقواعده يأتي على خلفية قلقه من حجم العدائية التي يكنها المجلس الأعلى وتاج لأحزابه، ومن أن يعيد اتساع نفوذهما بعض الاحتكاكات غير المرغوبة، علاوة على ما يمليه التحالف بين المشترك وهيئة حركة النضال السلمي الجنوبي (نجاح) برئاسة الشنفره من التزامات متفق عليها، منوهة إلى أن ما يقارب (70- 75) بالمائة من أعضاء هذه الهيئة هم من عناصر الحزب الاشتراكي اليمني، في الوقت الذي تحمل بقية تيارات الحراك مشروعاً لتمزيق الحزب الاشتراكي إلى "شمالي وجنوبي". وتؤكد المصادر ذاتها: أن اللقاء المشترك أوعز إلى قيادات فروعه بتصعيد الفعاليات الاحتجاجية ضد ما حصل في ردفان، وتنظيم الاعتصامات والمهرجانات، في محاولة لرد الاعتبار إلى تياري الشنفره والخبجي، ومعالجة الانتكاسة المعنوية لأتباعهما التي ولدها التدخل العسكري الكثيف، وما تبعه من اتفاقات تعهدت فيها قيادات الحراك في ردفان بعدم حمل السلاح، أو الترتيب فوق الجبال، أو قطع الطرق.. هذا وقد باشرت فروع المشترك في المحافظات الجنوبية بإصدار بيانات شديدة اللهجة للغاية، تعزف فيها على أوتار إذكاء النزعات الانفصالية والعنصرية المناطقية، مستنكرة مقتل اثنين من المدنيين دون أي إشارة إلى استشهاد رجل أمن، وإصابة عشرة آخرين، وإلقاء قنبلة على السيارة الخاصة بنقل الغذاء للمعسكر الأمني المركزي الواقع بمنطقة الجرباء- كما لو أنهم ليسوا من أبناء اليمن. وفي الوقت الذي استبق محسن باصره الجميع بتصريحات من حضرموت، إلاّ أن بيان أحزاب اللقاء المشترك في تعز كان هو الأكثر تفسيراً لما ترمي إليه أحزاب المشترك، إذ أنه لم يترك صفة قبيحة في قاموس إلا ونعت بها السلطة، حيث قال: "أن هذه الأعمال القديمة تعد إذكاء للفتنة، وزرع للكراهية، واعتداء على روح الوطن، وانتهاك لكل مظاهر الوحدة والمواطنة المتساوية، ومخالفة للدستور، وتغييب للقانون لصالح الفوضى والشللية والارتزاق". ودعا كل أبناء الشعب اليمني إلى "التضامن مع أبناء ردفان، وتصعيد النضال السلمي لإزالة الظلم وثقافة الفوضى، والالتزام بروح الوحدة كهدف نبيل للشعب اليمنى، وتفويتا لطموح قوى الفساد والاستبداد التي تسعى لعرقلة مسيرة التغيير، وإيقاف رياح الحرية". وتؤكد مصادر "نبأ نيوز" أن اللقاء المشترك يخطط لحشد مهرجان موسع في ردفان، غير أن قياداته اختلفت حول الموعد، بين من يريده عاجلاً، وبين من يريده يوم 27 أبريل ليتزامن مع الفعاليات التي يخطط مجلس باعوم لإقامتها، بقصد سحب جماهيره، وسرقة الأضواء الإعلامية عليه في نفس اليوم- رغم أن مصادر "نبأ نيوز" تؤكد أن مجلس باعوم لم يعلن بعد عن أي يوم محدد، ولم يصدر بياناً بشأن أي فعالية، مستغربة حديث المشترك بهذا الاتجاه. وهكذا بدت الساحة اليمنية في الجنوب، كطاولة قمار يتجاذب أطرافها الجميع، غير أن الشيء الوحيد التي تلتقي به جميع الأطراف المعارضة هو أن أي استقرار لساحة الجنوب لن يخدم المشترك ولا الحراك، لذلك قرر المشترك استنفار قواعده لإعادة إضرام النيران في ردفان، وإعادة المسلحين إلى أعالي الجبال ونقاط قطع الطرق.. للاطلاع على دراسة مستفيضة حول المشترك والحراك: المشترك والبديل المناطقي.. لعبة الجنوب (قراءة تحليلية)