سمع في الساعة الثانية من بعد منتصف ليل السبت 25/4/2009م دوي انفجار قنبلة في مدينة الضالع، أعقبته رشقات رصاص، فيما تدور في هذه اللحظات اشتباكات مسلحة في الحبيلين بين الأجهزة الأمنية وعصابات تخريبية تابعة لمليشيات 13 يناير الانفصالية. وأكدت مصادر أمنية ل"نبأ نيوز" أن الانفجار الذي حدث في الضالع ناجم عن قنبلة يدوية، استهدفت بها عناصر مجهولة دورية أمنية كانت متوقفة في سوق الخضار، غير أنها سقطت على بعد مسافة حوالي مائة متر، ولم تصب الطقم الأمني أو أفراده بأية أضرار. وأشارت إلى أن عناصر أخرى ذات علاقة قامت بإطلاق نار من غير مكان إلقاء القنبلة، بقصد التمويه والتضليل على جهة إلقاء القنبلة، مؤكدة أن مسرح الحدث لم يشهد مرور أي دراجة نارية أو سيارة في تلك اللحظات، الأمر الذي يرجح وقوف عناصر راجلة وراء رمي القنبلة. وعلى صعيد آخر، أفادت مصادر "نبأ نيوز" أن اشتباكات مسلحة اندلعت في حدود الساعة الثانية من بعد منتصف الليل بين مجاميع مسلحة من مليشيات يناير الانفصالية، كانت تحتشد في المناطق الجبلية وبين قوات حكومية وصلت المنطقة في أعقاب ورود أنباء عن شروع المليشيات بنشر مجاميعها المسلحة على سفوح الجبال استعداداً لتفجير الأوضاع الأمنية بالمنطقة، وقطع الطرق، بالتزامن مع يوم الديمقراطية، الذي سبق أن هددت بجهله "يوم دامي". وتؤكد مصادر "نبأ نيوز" القريبة من مسرح الأحداث: أن الساعات الأولى من ليل السبت شهدت تدفق مجاميع مسلحة نحو الجبال في كل من الحبيلين وردفان، أعقبها قيام قوات حكومية بالتوجه إلى ذات المناطق، والبدء بحشد قواتها. وتوقعت المصادر أن تقوم القوات الحكومية بتوجيه ضربات موجعة لمليشيات يناير الانفصالية خلال الساعات القادمة، مستغلة بذلك غياب ذريعة "قمع مظاهرات سلمية" التي كانت تحتمي بها المليشيات خلال تنفيذ اعتداءاتها المسلحة، لكون الأحداث تدور في ساعات متأخرة من الليل، ولا وجود لأي عذر يسوغ خروج مئات المسلحين إلى الجبال غير الترصد لممارسة عنف مسلح، واستهداف أمن واستقرار المنطقة، وممارسة أعمال إجرامية. جدير بالذكر أن مليشيات 13 يناير التي يقودها النائب ناصر الخبجي، مؤلفة من بقايا ضباط ومراتب شاركوا في هولوكوست 13 يناير 1986م الذي أودى بأرواح أكثر من عشرة آلاف مواطن يمني من أبناء الجنوب في غضون أقل من أسبوعين، وتركت جثثهم في شوارع عدن تمر فوقها عربات ودروع القوات، التي عاودت مؤخراً الالتئام، بمساعدة وتمويل جهات خارجية، في محاولة لإعادة بسط نفوذها على الجنوب، والاستقلال به.. حيث أن جميع هذه العناصر سبق لها قبل الوحدة أن تلقت تدريبات نوعية على حروب العصابات في معسكرات سوفيتية وألمانية شرقية، الأمر الذي يجعل مواجهة تمردها أمراً ليس بالسهل. ويرجح المراقبون أن السلطات اليمنية كانت تتوقع هذه المواجهات المسلحة، وربما هيأت نفسها لجولة حاسمة، مستدلة في ذلك بالخطاب الذي أدلى به رئيس الجمهورية عشية أمس السبت، والذي كرسة للحديث عن هذه المليشيات، وجرائمها، ومحاولاتها لإعادة التشطير، وتوعدها بأن الشعب اليمني سيقاتلها من بيت إلى بيت، ومن طاقة إلى طاقة، وقال: "أنهم لن يجدوا طريقا آمناً، ولا طيران، ولا بحرية تبحر"، مؤكداً استحالة عودة التشطير مهما كلف الأمر.