التوجه الجاد للقيادة السياسية في البلد ممثلة بالزعيم الوحدوي المناضل علي عبد الله صالح الذي أكد في أكثر من مناسبة أن الحكومة والدولة ككل جادة في السير الحقيقي نحو تغيير جوهري للحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والإدارية في البلد عبر اعتماد الدولة لنظام الحكم المحلي واسع الصلاحيات اعتقد انه توجه عظيم وخطوة كبرى تحتاجها اليمن بالفعل في هذه المرحلة التاريخية الهامة. وقد كان موفقا جدا نائب رئيس الجمهورية المناضل الوحدوي عبد ربه منصور عندما وصف هذا التوجه القادم "بالثورة الثالثة " التي تشهدها وستشهدها اليمن في الفترة القليلة القادمة فهذا الوصف اعتقد انه في محله فالحكم المحلي واسع الصلاحيات عندما يعتمد كنظام سياسي لا رجعه عنه ويطبق التطبيق المتعارف عليه ديمقراطيا ووفق أسس وقواعد ديمقراطية ودستورية سليمة ووفق خطوات مدروسة ونوايا حقيقية في انتهاج هذا الخيار الشعبي في الحكم فأنه عندئذ سيصبح بالفعل بمثابة انجاز يمني عظيم وثورة حقيقية ستشهدها اليمن بعد ثورته الأولى المتمثلة بثورة السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من أكتوبر وثورته الثانية التي تمثلت بإعادة لحمة الوطن في الثاني والعشرين من مايو المجيد عام 1990م. الذي نتمناه من هذا التوجه الجاد نحو الحكم المحلي واسع الصلاحيات أن لا يخرج علينا المنظرون من هنا أو هناك خاصة من أحزاب المعارضة ليقللوا من شأن هذه الخطوة العظيمة كعادتهم لأنهم بذلك سيثبتوا للشعب وللعالم أنهم فقط يعارضون من اجل المعارضة وأنهم لا يريدون خيرا لهذا الوطن ولا يريدون تغييرا حقيقيا وان شعارهم في التغيير ما هو إلا تضليل واضح للناس من حولهم لان هذه الخطوة الكبيرة من قبل السلطة والقيادة السياسية تمثل حل للكثير من المشاكل على الساحة الوطنية وبالتالي مباركة ودعم هذا التوجه من قبل كافة الأطراف والقوى السياسية في البلد يصب في النهاية لصالح الوطن والشعب ككل ولصالح إثراء التجربة الديمقراطية والعمل السياسي البناء البعيد عن المناكفات والممحكات الحزبية الفارغة والخصومة الطفو ليه. العجيب هنا أن هذه الأحزاب كانت في الماضي القريب تنادي بالحكم المحلي واسع الصلاحيات وعندما نضجت الفكرة وبدء التوجه الجاد للقيادة السياسية للمضي نحو هذا الهدف العظيم والذي يمثل احد أهداف الثورة الستة في حكم الشعب نفسه بنفسه، العجيب أنها حتى اليوم لم تؤيد هذه الخطوة الجبارة بشكل واضح فهذا الخيار الوطني لم يلقى من قبل أحزاب المعارضة حتى اليوم أي بادرة ترحيب أو دعم حقيقي لإنجاح ومباركة هذا التوجه الديمقراطي الايجابي من قبل السلطة ولم نلمس عبر إعلامهم سوى التشكيك الذي تعودوا عليه أو رمي التهم والتوجسات الاستباقيه الفارغة. وهنا نسأل: هل لان الخصومة المتخلفة التي تتمسك بها المعارضة في تعاملها مع السلطة والنظرة السلبية الدائمة لكل ما يصدر عن السلطة هي السبب؟ أم أن هناك رسائل ما تريد المعارضة توجيهها بشكل غير مباشر إلى "مناضلي آخر زمن" من الانفصاليين الجدد أو أصحاب الدعوات الخبيثة لتمزيق اليمن التي تصدر من هنا أو هناك والذين يطرحون مشاريع خبيثة لتقسيم اليمن إلى أقاليم أو ما شابة أو اعتماد الفيدرالية ليلبسون كل ذلك بحرصهم على اليمن ومستقبل اليمن كشكل من أشكال الخداع والتضليل فهم في الحقيقة التي يعرفها الكثير يحاولون فقط إرضاء تلك الشرذمة من دعاة الردة والانفصال ومن يدعمهم في الداخل أو الخارج حتى ولو كان ذلك على حساب الوطن ومستقبل الوطن ومستقبل الشعب ككل وهو المستقبل الذي لن يكون بدون الوحدة الاندماجية الكاملة التي أعيد تحقيقها في 22 من مايو عام 1990م والتي لن يقبل الشعب حل مشاكله بدونها لانه يعلم علم اليقين أن أي حلول تقدم من أي طرف وخارجة عن سقف الوحدة والديمقراطية هي حلول فارغة وعبثية بل وخارجة عن الإجماع الوطني والشرعية الدستورية للجمهورية اليمنية. خطاب أوباما : أكثر ما شد انتباهي لخطاب الرئيس الأمريكي الجديد باراك اوباما الذي وجهه للعالم العربي والإسلامي تلك النبرة الهادئة والثقافة العالية التي يتمتع بها الرجل فلم نسمع مسبقا أن هناك رئيس أمريكي يشيد بالتاريخ الإسلامي وبالحضارة الإسلامية بهذا الشكل الايجابي ولم نسمع من قبل أن هناك رئيس أمريكي قد دعم حديثة وخطابة إلى العرب أو المسلمين بآيات مترجمه من القرآن الكريم.. نتمنى فقط أن هذه المعرفة الايجابية للدين الإسلامي التي يتمتع بها اوباما أن توظف بالفعل في تعميق العلاقة بين أمريكا والإسلام من جهة وبين أمريكا والمسلمين حول العالم من جهة أخرى , وتأكيده عبر هذا الخطاب الذي استمع إلية الملايين عبر العالم بأنه سيعمل على تغيير النمط السائد عن الإسلام والمسلمين والذي ترسخ في عقول الكثير من الأمريكيين والغربيين بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 م يبشر بمرحلة جديدة وان كانت في بدايتها.