أكدت مصادر "نبأ نيوز" في العاصمة البريطانية لندن الإطاحة برئيس حزب التجمع الديمقراطي الجنوبي (تاج) عبد الله أحمد الحالمي في إنقلاب تآمري مريع قاده التيار الشبابي في "تاج"، وبدعم مباشر من علي سالم البيض، الأمر الذي يأتي تأكيداً لدقة معلومات "نبأ نيوز" التي كشفت في أكتوبر 2008م عن بدء تبلور تيار من القيادات الشابة داخل تاج يتطلع للإطاحة بقيادة التنظيم الكهلة. وكشفت المصادر: أن القوة الانقلابية حاولت على مدار الأشهر الثلاثة الماضية الضغط على الحالمي وأعضاء الأمانة العامة لعقد المؤتمر العام الأول ل"تاج"- طبقاً لنظامه الأساسي- والذي كانت تعول عليه في الإطاحة ب"الحالمي" من خلال انتخابات الأمانة، غير أن الأخير أدرك ما كان مبيت له، فظل يتنصل ويختلق الذرائع المختلفة للحيلولة دون انعقاد المؤتمر العام، وكان عدد من قيادات اللجنة التنفيذية والأمانة يدعم موقفه هذا. واضافت: أن خلافات شديدة صعدها التيار الانقلابي داخل أروقة التجمع في الآونة الأخيرة، حاول مؤخراً علي سالم البيض التوفيق بين أطرافها في لقاء جمعه بقيادات "تاج"، غير أن محاولاته لم تفض إلى المخرج المناسب الذي كان يخطط من خلاله مساعدة الانقلابيين على سحب البساط من تحت أقدام الحالمي وأنصاره.. وتؤكد المصادر: أن الاتصالات التي أجراها "البيض" مؤخراً مع عدد من أنصار الحالمي من جهة، والقوة الانقلابية من جهة أخرى، كانت كفيلة بصنع المفاجأة المذهلة لمؤسس ورئيس "تاج" خلال إجتماع عقد نهاية الأسبوع الماضي، تحت ذريعة التحضير للاحتفال بالذكرى التأسيسية الخامسة لتجمع "تاج"- استهله المهندس نعمان المصفري، الذي كان مديراً لمصنع البيره (صيره) في عدن، وعبده النقيب، رجل الاستخبارات المعروف، والذي بنى ثروته باسم الأعمال الخيرية، بمنع أحمد الحالمي من بدء التحدث، ومطالبته بالاستماع أولاً لما سيقرؤونه، حيث تمت قراءة بيان موقع من جميع الحاضرين، أقروا فيه عزل الحالمي من رئاسة التجمع الديمقراطي الجنوبي "تاج". وفيما برروا قرارهم بقائمة مخالفات، وعجز عن مواكبة متطلبات المرحلة الراهنة من النضال السلمي، فإنهم اقروا في فقرة أخرى منحه فرصة إعلان الاستقالة من رئاسة "تاج" تحت مبرر "تقديراً لخدمته السابقة" أريد به الحفاظ على ماء الوجه، والحيلولة دون استغلال الحدث في التشهير بالتجمع والاساءة لقياداته سواء من قبل إعلام السلطة أو الأنداد من التنظيمات الانفصالية نفسها. وبحسب مصادر "نبأ نيوز" فإن الحالمي صعق من هول المفاجأة، خاصة خيانة بعض أصدقائه المقربين، ورغم انتفاضته بوجههم، إلاّ أنه بعد التهديدات التي سمعها لم يجد خياراً أهون شراً من إعلان "الاستقالة"، والذي لم يعترض الانقلابيون على طلبه بأن يقوم بنشرها على أحد المواقع الالكترونية نصاُ دون شطب أو تحريف.. كما تم تنصيب عوض كرامة راشد- سفير سابق- رئيساً مؤقتاً ل"تاج"- لحين التحضير والاعداد لمؤتمر عام يتم خلاله انتخاب رئيس جديد للتجمع.. ورغم أن التيار الشبابي هو من قاد الانقلاب، إلاّ أن المصادر تتوقع أن دعم "البيض" للانقلاب قد يكون من أجل إيلاء زعامة "تاج" لأحد رجالاته المخضرمين مثل أحمد الحسني، وهو ما سيمثل خيبة أمل كبيرة للتيار الشبابي- إن صدقت التكهنات. وقد كتب الحالمي استقالة مطولة جداً مؤرخة في 28/6/2009م، استعرض فيها مناسبة تأسيس "تاج" في يوليو 2004م، وانجازاته، وكل الأنشطة والفعاليات التي تبناها "تاج"، وما وصل إليه من مكانة وانتشار، ثم كتب الآتي: ((بعد أن تأكدت بأن الثورة الجنوبية و شعب الجنوب العربي في طريقهم إلى النصر المظفر وتحقيق الهدف الذي أقمنا (تاج) من أجله و عملنا في سبيله خلال خمس سنوات عجاف على مختلف الميادين السياسية و الجماهيرية والإعلامية والتنظيمية وبعد أن تأكدت بأن (تاج) الذي أسسناه مع زملائي بأيدي أمينة و نظراً لظروفي الصحية في الوقت الراهن و لأني لا أريد أن ألام في يوم من الأيام عن أي تقصير عن أوضاع (تاج) باعتباري الرئيس و الشخص الأول لذا أرى من وجهة نظري بأن (تاج) في هذه الظروف و التطورات المتسارعة بحاجة إلى شخص يجمع بين التمتع بالصحة و عنفوانية الشباب و القدرة على الحركة والدينامكية و حتى نتيح الفرصة للشباب و لعدم قدرتنا على عقد المؤتمر العام ل(تاج) الذي ينص نظامه الداخلي أن يتم كل خمس سنوات لإقرار وثائقه الأساسية و انتخاب قيادات جديدة لمختلف هيئات التجمع و للظروف التي نمر بها تحت الاحتلال فإنه يستحيل عقد المؤتمر العام ل(تاج) لهذا فأنني أقدم استقالتي من رئاسة و قيادة (تاج) و الاحتفاظ بالعضوية العادية فيه وأسلم مهامي لنائبي الأخ السفير عوض كرامة راشد ليصبح رئيس بالنيابة حتى يتمكن (تاج) من انتخاب رئيس جديد له وسوف أكون مستعد لتقديم الاستشارة إذا طلب مني)). ويبدو أن تأريخ جنوباليمن مصر على إعادة نفسه بنفس الوجوه، ونفس الاليات الانقلابية، والدموية التي كانت الطريق الوحيد المؤدي إلى الكرسي.. فانقلابيو الأمس هم نفسهم انقلابيو اليوم، يلوكون الغدر والخيانة كما لو أنها رغيف خبز لن تدوم حياتهم بدونه.. خبر "نبأ نيوز" الذي كشف أول تبلور للمخطط الانقلابي: * انفصاليو الخارج يراهنون على إطاحة قيادات الجنوب التاريخية بمرتزقة استخبارات دولية